تحذيرات من الأوبئة وجهود محلية مستمرة

أفواج الحشرات تغزو الشمال

camera iconالحشرات تغزو دمشق 28 أيار 2019 (قناة العالم)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

تنتشر منذ بداية فصل الصيف آليات بخ المبيدات الحشرية في شوارع العديد من المدن والبلدات والقرى في الشمال السوري، مع ظهور كبير للحشرات هذا العام، حسبما وصف سكان المنطقة.

أثارت التحذيرات المتواصلة من خطر انتشار الأوبئة، المصاحبة لسوء الظروف المعيشية والصحية في إدلب وريف حلب، مخاوف الأهالي من الانتشار “غير المسبوق” للحشرات، ما دعا المجالس المحلية إلى العمل سريعًا على التخلص منها، وسط تحديات ومصاعب تطيل معاناة السكان.

أفواج كبيرة وأسباب متعددة

يترافق ظهور الحشرات وانتشارها مع دفء المناخ واقتراب فصل الصيف بشكل طبيعي، إلا أن أعدادها الكبيرة هذا العام تُعزى لأسباب أخرى تتعلق بالأوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة.

لاحظ سكان محافظة إدلب وريف حلب ارتفاع نسب الرطوبة لهذا العام، مع تغير موسم الهطولات المطرية التي تأخرت وطالت هذا العام، ما سبب وفرة النباتات والحشائش التي أمنت المناخ الملائم لنجاة بيوض الحشرات وانتشارها، خاصة مع غياب الصقيع في فصل الشتاء الماضي.

وقال محمد ربيع، من سكان قرية دابق بريف حلب الشمالي، متحدثًا لعنب بلدي عن الزيادة الكبيرة في أعداد الحشرات هذا العام، إن المنطقة تشهد ظهور الكثير من أنواع الحشرات مثل البق والبرغش، مع انتشار الديدان الصغيرة، وهو ما أرجعه إلى رطوبة المناخ العالية طوال العام.

أما في إدلب، والتي تشهد مناطق الريف الجنوبي منها حملة تصعيد واسعة من قوات الأسد وروسيا منذ أواخر نيسان الماضي، فإن مسببات انتشار الحشرات تجاوزت التغير المناخي إلى اندلاع الحرائق في المناطق الزراعية، ما أدى إلى هجرة الحشرات منها، إضافة إلى خلو العديد من القرى والمناطق السكنية من السكان، والذي قلل من جهود المكافحة.

تحديات تعيق الحلول

رش المبيدات هو الحل الأول الذي تملكه المجالس المحلية لمشكلة انتشار الحشرات، إلا أن غلاءها يقف حاجزًا أمام تغطية الحاجات اللازمة لمعالجة جميع المناطق والقرى.

وذكر المجلس المحلي لمدينة مارع بريف حلب لعنب بلدي أن تكلفة رش المبيدات الحشرية تصل إلى 170 دولارًا في اليوم الواحد، وهذا ما يعيق قدرته على تغطية جميع مناطق ريف المدينة التي يحاول الرش بها بشكل دوري.

واعتبر المجلس أن آثار البعوض والحشرات المنتشرة في المدينة محدودة بكونها مصدر إزعاج للسكان فحسب، ولسعاتها لا تسبب أي أمراض مزمنة، في حين تواجه مناطق أخرى أخطارًا وبائية نتيجة انتشار الحشرات مثل أمراض الليشمانيا وحتى الكوليرا.

وقال الدكتور فراس علوش، رئيس مجلس مدينة إدلب لعنب بلدي، إن المجلس دعا المنظمات والجهات المعنية لتقديم الدعم اللازم لمكافحة مخاطر انتشار الحشرات الناقلة للأمراض.

وتمثل مشكلة النزوح وازدحام المخيمات مع نقص المرافق الصحية وتراكم النفايات أبرز المشاكل التي تعيق التخلص من الحشرات وتساعد على انتشار الأوبئة.

وفاقت أعداد النازحين من ريف إدلب وحماة، منذ 2 من شباط وحتى 9 من حزيران، نصف مليون نازح حسب إحصائيات فريق “منسقو الاستجابة”، ما زال معظمهم يفترشون الأرض في العراء تحت أشجار الزيتون.

معاناة وانزعاج

حذرت المنظمات الأممية مرارًا من مخاطر انتشار الأوبئة التي تنقلها الحشرات في مناطق النزاع السوري، وقدرت الإحصائيات انتشار آلاف الحالات خلال الأعوام الأخيرة، إذ بلغت 80 ألفًا من حالات الإصابة بمرض الليشمانيا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018.

إضافة إلى الأمراض فإن الحشرات تمثل مصدر إزعاج كبيرًا للسكان، حسبما قال وائل جمعة، من مدينة مارع لعنب بلدي، والذي اعتبر أن الأذى الفعلي للبعوض في منطقته ليس كبيرًا إلا أنه بحاجة لبذل المزيد من الجهود للقضاء عليه.

ويتطلب علاج المشكلة خطوات تتجاوز رش المبيدات، حسبما يرى مهند اليماني، من سكان مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، إذ إن الفرق الجوالة التابعة للمجلس المحلي تقوم بالرش الدوري لأحياء المدينة، ولكن انتشار النفايات وقلة وعي الأهالي يعيق جهودهم.

واعتبر مهند أن الحل الملائم هو تحديد أوقات معينة لرمي النفايات في الحاويات كي يتمكن عمال النظافة من جمعها كلها، وتوعية السكان بمخاطر وأضرار الممارسات الخاطئة في رمي النفايات وإهمال النظافة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة