هيا بنا إلى معركة السامبا والتانغو

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

في كل مناسبة كروية لقارة أمريكا الجنوبية يتحضر لها المتابع والإعلامي والناقد والمشجع لا بد من السؤال المتكرر دومًا، هل ستلعب البرازيل مع الأرجنتين؟

سؤال مشروع وطموح كروي ينتفض في قلوب وأرواح المشجعين والمتابعين بحثًا عن “كلاسيكو الأرض” أو “سوبر كلاسيكو” أو “كلاسيكو كوبا أمريكا”، سمه ما شئت.. ولكن الرغبة في مشاهدة الحرب بين اللاعبين على أرض الملعب قوية، وتبعث على التحدي والكراهية أيضًا بين المشجعين وبين العشاق وفي أسطر الصحف الأولى.

ومن الطبيعي أن هذه المواجهة الكبرى لم تعد تعطي النكهة السابقة بسحر كرة القدم، لم تعد تحمل في خطوط الملعب تلك الأسماء التي لطالما أبهرت العالم وكانت سر التألق بين الجانبين، وهذا بالطبع ليس انتقاصًا من الموجودين حاليًا على قوائم البرازيل والأرجنتين، فلا تستطيع تجاوز كوتينيو وأليسون وفيرمينيو وألفيس، كما أنك لا تستطيع النوم وأنت تعلم بأن ميسي سيظهر بين اللاعبين ومعه أغويرو ومارتينيز.

لكن المتعة راسخة في أذهان العشاق بالمذاق اللذيذ لوجبة كروية كان السادة فيها عبر الأجيال: روماريو وسقراط وزيكو وكافو ورونالدينيو ومن قبلهم بيليه، أما الجانب الآخر فقد تعزز وقتها بمارادونا وكانيجيا وفيرون وباتيستوتا وريكلمي والقائمة تطول.

من المتعب جدًا الانحياز لهذا المنتخب على ذاك، وإن كان اسم البرازيل يلمع في بطولة كأس العالم فهم الأقوى رصيدًا بخمس مناسبات مقابل اثنتين للأرجنتين، إلا أن الأرجنتين تحلق وتقترب من سيادة كوبا أمريكا بفارق لقب واحد عن الأورغواي وبـ 14 بطولة في المركز الثاني مقابل ثماني بطولات للسامبا البرازيلية، كما توّجت البرازيل بكأس القارات مرتين مقابل مرة واحدة للأرجنتين.

على العموم لا يمكن حساب المتابعة بالندية والنتائج والتأهل مهما كان شكل وتحضير المنتخبين، فهنالك مباراة ثانية تجري على المدرجات دائمًا، في الشوارع أيضًا وبين الإعلاميين ومواقع التواصل وبين الأجداد والأحفاد والعلاقات الأسرية التي تأخذ طابع الحرب خلال دقائق المباراة.

أصدقائي الذين تحدثت إليهم قبل كتابة هذه الأسطر وعلى الرغم من عدم ولائهم للكرة البرازيلية أو الأرجنتينية أو لنجوم البلدين، إلا أنهم أصروا على أن الفرصة لا يجب تفويتها بمتابعة هذا الحدث، ولا يمكن التكهن بنتيجة اللقاء مسبقًا مهما كان وضع ميسي مع الأرجنتين أو عقم الهجوم البرازيلي في بعض الأحيان بزيارة شباك الخصم، أصدقائي يعودون بالذاكرة إلى ساعات طويلة تابعوا فيها أكثر من مباراة بين الجانبين ما زالت في الأذهان، وأسماء نجومها ومسجلي الأهداف حاضرة أيضًا بقوة كأن المباراة تجري الآن.

من دون الخوض في الحالة الفنية للفريقين ومن دون التعويل على نجم ونسيان آخر، الموعد يقترب نحو فجر الأربعاء المقبل في نصف نهائي كوبا أمريكا 2019 على الأرض البرازيلية، حيث الطبول بدأت تقرع وتهتز والجماهير تتحضر للزحف إلى الملعب.. كلاسيكو الأرض كما كانت التسمية الأغلى للبرازيل والأرجنتين حان موعده.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة