“المغربية”.. أكلة شعبية ومصدر دخل للنساء في السويداء

camera iconأكلة المغربية الشهيرة في محافظة السويداء (صفحة هناا السويداء)

tag icon ع ع ع

السويداء – نور نادر

تعد أكلة “المغربية” من مأكولات السويداء الشعبية والتراثية، التي ترتبط بضيافة المحافظة والمناسبات والأعياد، إلى جانب اعتبارها مصدرًا أساسيًا للدخل لعدد من نساء المدينة.

تعتمد عدد من نساء المدينة على تحضير وجبة “المغربية” كصناعة تؤمّن دخلًا لهن، إذ يتم تغليفها وبيعها جاهزة للطهي، خاصة أن تحضيرها يحتاج وقتًا أطول مقارنة بطبخات أخرى.

طريقة التصنيع

يتم تصينع “المغربية” من البرغل والطحين، بعد غسل البرغل بالماء الساخن عدة مرات لتنقيته ثم تجفيفه وبعد ذلك وضعه في قدر مسطح يضاف إليه الطحين بكميات تدريجية تزامنًا مع حركة تدويرية باليد لتلتف ذرات الطحين وتتشابك حول حبات البرغل بشكل متناسق بمساعدة كميات قليلة من الماء أو الزبدة الذائبة حسب الرغبة.

ويدل التناسق في شكل الحبيبات النهائي وحجمها على جودة المنتج، وبهذه العملية تكون المادة الأساسية للوجبة جاهزة للطهي حيث تعبأ في أكياس وتباع.

يحضر مرق اللحم مع البهارات وحبات الحمّص وحبات البصل الكاملة أو المقطعة لشرائح كبيرة، وتطهى حبيبات “المغربية” على بخار غلي المرق، وليس على النار مباشرة، وتحتاج إلى انتباه وتحريك مستمر.

وبعد ذلك يتم وضع الحبيبات في قدر كبير يسمى المنسف ويتم غمره بمرق اللحم ووضع قطع اللحم على وجهه،  ثم توضع كمية من السمن العربي الذائب لتقدم الوجبة ساخنة.

مصدر دخل متناسب مع الخبرات

تشكل “المغربية” مصدر دخل أساسيًا للكثير من نساء السويداء، عبر إعدادها بهدف البيع.

برنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع “اتحاد الغرف الزراعية” قدم مجموعة مشاريع زراعية وريفية بهدف خلق مصدر دخل جديد للمرأة الريفية وتمكينها بحسب خبراتها في وقت سابق، لتكون صناعة “المغربية” أحد المشاريع المميزة في المحافظة بإشراف مديرية الزراعة وإدارة المرأة الريفية.

السيدة أم وديع قالت إنها حين علمت بالمنحة المقدمة من برنامج الغذاء العالمي لم يخطر ببالها إلا جودة “المغربية” التي تصنعها لبناتها وزوجات أبنائها في كل موسم ويشهد بطعمها من تذوقها، ليتم تزويدها مع مجموعة نساء أخريات من قريتها بالمعدات اللازمة لإنشاء وحدة تصنيع غذائي تعود عليهن بدخل “يساوي البحصة التي تسند الجرة”، بحسب وصفها.

أما السيدة منى، وهي طاهية تبيع الوجبات الجاهزة من منزلها، فتقول إن فكرتها جاءت نتيجة تزايد أعداد النساء الموظفات في الوقت الحالي، إذ كانت النساء قديمًا يصنعنها بأنفسهن لكن اليوم لا وقت لذلك.

وتضيف منى أن المردود المالي من بيع “المغربية” يتساوى مع مردودها من بقية الطبخات الجاهزة التي تأتيها على شكل طلبيات، مشيرة إلى أن كثيرات من نساء المحافظة العاملات غير قادرات على شراء الطبخ بشكل جاهز، لكنهن يرغبن بشراء “المغربية” لأن عملية صناعة حبيباتها قد تستغرق يومًا كاملًا.

وتبيع السيدة بضاعتها للكثير من الزبائن بشكل دائم، حتى في الصيف إذ تعتبر “المغربية” من الأكلات الشتوية.

دمج مجتمعي بفضل “المغربية”

“أم محمد”، وهي سيدة نازحة من محافظة دير الزور إلى السويداء، تقول لعنب بلدي، إنها تعلمت صنع “المغربية” لتبدأ طهيها لأولادها، بعد أن قدمتها نساء من السويداء لها بداية النزوح كواجب إكرام الضيف.

لكن أم محمد صارت اليوم إحدى العاملات المحترفات في مشروع تصنيع وبيع “المغربية” مع مجموعة نساء من المحافظة، وتضيف أنها تستمتع في العمل كثيرًا كونها تجد ما يملأ وقتها وتتعرف أكثر إلى ثقافات جيرانها إضافة لتعليمها لبعض النساء اللواتي يزرنها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة