رجل في الأخبار

“الجنرال مظلوم”.. أبرز المطلوبين لأنقرة يطل من أوروبا

قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في مقر الأمم المتحدة في جنيف - 1 من تموز 2019 (الأمم المتحدة)

camera iconقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في مقر الأمم المتحدة في جنيف - 1 من تموز 2019 (الأمم المتحدة)

tag icon ع ع ع

لفرهاد عبدي شاهين، القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، عدة أسماء عرف فيها في وسطه أو في أوساط خارجية، فعرف باسم “شاهين جيلو”، ويستخدم اسم “مظلوم كوباني”، كما عرف باسم “الجنرال مظلوم”.

أطل “الجنرال مظلوم”، الاثنين 1 من تموز، من مقر الأمم المتحدة في جنيف إلى جانب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا، بزي سياسي، بعيدًا عن الزي العسكري الذي رافق ظهوره طوال السنوات الماضية، إذ وقع خطة عمل من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال في القوات التي يرأسها في شمال شرقي سوريا.

الزيارة إلى جنيف وظهور القيادي في مقر الأمم المتحدة يعتبر تطورًا لافتًا في مسيرة “قسد” من جهة، التي تحاول تصدير نفسها كقوة عسكرية لها جناح سياسي وقادرة على إدارة المناطق التي تمسكها، وأيضًا فيما يخص شخص “الجنرال مظلوم”، الذي يعتبر قياديًا جدليًا تصنفه تركيا على قوائم “الإرهاب”، كونه على ارتباط بـ”حزب العمال الكردستاني”.

في بدايات العمل العسكري لـ”قسد” شمال شرق سوريا في العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” لم يكن “الجنرال مظلوم” متصدرًا الساحة سواء في أثناء المعارك الدائرة أو على الجانب الإعلامي في البيانات التي كانت تصدرها القوات الكردية عقب السيطرة على منطقة أو مدينة.

لكن بعد انشقاق العقيد طلال سلو عن “قسد”، والذي كان يشغل المتحدث الرسمي باسم “قسد”، ولجوئه إلى تركيا، بدأت شخصية القيادي “مظلوم” بالظهور على الوسط العسكري والإعلامي، إذ تكرر ظهوره في بيانات صحفية ومن خلال لقاءات أجراها مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين زاروا المناطق التي تسيطر عليها قواته.

وفي آخر تصريحاته قال إن “الدولة السورية دون مناطق شمال وشرق سوريا ستكون دولة فاشلة”، بحسب ما نقلت صفحة “الإدارة الذاتية” في شمالي سوريا عبر “فيس بوك”.

وأضاف عبدي أن شروط “الإدارة الذاتية” للتفاوض مع النظام السوري تتلخص في الاعتراف بالإدارات الموجودة، بما فيها الإدارة العامة لشمال وشرق سوريا، والاعتراف بخصوصية “قسد” ومسؤوليتها الكاملة عن الملف العسكري والأمني في مناطق “الإدارة الذاتية”.

أحد كبار قادة “حزب العمال”

ولد “مظلوم عبدي” في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، في عام 1967، ويعتبر من كبار القادة السابقين في “حزب العمال الكردستاني” (PKK).

انضم “عبدي” إلى “حزب العمال” في عام 1990، وعمل في الشؤون الإدارية في مقر عبد الله أوجلان في سوريا، إضافةً إلى عمله في منطقة شميني في هكاري أقصى جنوب شرق تركيا.

بعد عام 1997 غادر “عبدي” إلى أوروبا، وانخرط في العمل السياسي حتى 2003، وانتقل بعدها إلى العراق حيث انخرط بالعمل السياسي أيضًا.

شغل “عبدي” عدة مناصب بينها عضو في اللجنة التنفيذية لـ”حزب العمال الكردستاني”، ومسؤول القوات الخاصة في الحزب، وصولًا إلى انتقاله إلى سوريا بعد انطلاق الثورة السورية وتحول الحراك السلمي إلى مسلح.

وبحسب عدة تقارير إعلامية متقاطعة تولى عبدي في آب 2014 المفاوضات التي عقدتها “وحدات حماية الشعب” (الكردية) في السليمانية مع الولايات المتحدة من أجل تشكيل تحالف فعال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في الشام والعراق، والتي انتهت بالاتفاق على تشكيل تحالف مع الولايات المتحدة.

شاهين جيلو في أثناء انتمائه لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا (إعلام الحزب)

شاهين جيلو في أثناء انتمائه لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا (إعلام الحزب)

في القائمة الحمراء

في أيلول 2018 أدرجت وزارة الداخلية التركية “عبدي” في “القائمة الحمراء”، والمدرجة ضمن “قوائم الإرهاب” لديها.

وتأتي “القائمة الحمراء” على رأس القوائم التركية، وتضم كبار قيادات المنظمات، وتقدم السلطات التركية مكافأة مالية بقيمة أربعة ملايين ليرة تركية لمن يساعد ويدلي بمعلومات عن هؤلاء.

وفي لقاء أجرته وكالة “الأناضول” مع العقيد المنشق عن “قسد”، طلال سلو، قال فيه إن جيلو هو المسؤول عن تنسيق استلام الأسلحة والدعم المقدم من الولايات المتحدة.

وقال سلو إن محادثات جرت في الرقة بين شاهين جيلو وصهر أمير تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة بشأن الاتفاق حول الإعداد لنقل جميع المنتمين لتنظيم “الدولة” من الرقة إلى دير الزور.

وكان عبدي قد أبدى استعداده في نيسان 2019 للتفاوض مع تركيا، لكن بشرطين، الأول هو خروج تركيا من منطقة عفرين، التي سيطر عليها الجيش التركي و”الجيش الوطني” في مطلع عام 2018.

أما الشرط الآخر فيتضمن تخلي تركيا نهائيًا عن تهديد مناطق شمال وشرق سوريا، “لتعمل القوى الوطنية في سوريا على إحلال السلام في المرحلة التي تلي مرحلة القضاء على داعش في البلاد”، بحسب عبدي.

شاهين جيلو برفقة مسؤولين أمريكيين في محيط مدينة الرقة (قوات سوريا الديمقراطية)

شاهين جيلو برفقة مسؤولين أمريكيين في محيط مدينة الرقة (قوات سوريا الديمقراطية)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة