بضربات “دقيقة لا تخطئ”.. قياديو “القاعدة” في إدلب “صيد مفضل” لأمريكا

مقتل أبو الخير المصري في إدلب - 27 شباط 2017 (انترنيت)

camera iconمقتل أبو الخير المصري في إدلب - 27 شباط 2017 (بوابة إدلب)

tag icon ع ع ع

في 21 من آذار 2017 قُتل الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة”، أبو الخير المصري، بغارة جوية استهدفت سيارته قرب معسكر المسطومة في ريف إدلب، من قبل طائرة دون طيار.

لم تصب السيارة بأذى كبير قياسًا بحجم الضربات الجوية، وأظهرت الصور التي نشرت عقب الحادثة إصابة المعقد الخلفي للسيارة فقط والذي كان يشغله المصري، بعد سقوط الصاروخ عليه، وهو مؤشر على حجم الدقة الكبير المرتبط بهكذا نوع من الاستهدافات، التي كررها التحالف الدولي أكثر من مرة في إدلب، وطالت قياديين جهاديين معظمهم من تنظيم “القاعدة”.

كان مقتل “المصري” الضربة الأقوى التي وجهتها أمريكا للتيار الجهادي في سوريا، وإلى جانب الدقة التي ارتبطت باستهدافاتها في الشمال الغربي في سوريا، لا يمكن تجاهل الاختراق الأمني الذي يعمل به التحالف الدولي في المنطقة، فطبيعة الضربات وتوقيتها ونتائجها تعتبر متميزة قياسًا ببقية الضربات التي تنفذها أطراف إقليمية أخرى في المنطقة، وخاصةً روسيا التي تحكم طائراتها المجال الجوي لإدلب وريفي حلب وحماة منذ تدخلها في عام 2015.

العودة بالحديث عن مقتل “أبو الخير المصري” في عام 2017 يرتبط بما شهده يوم الأحد 30 من حزيران، إذ استهدف التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (تقوده أمريكا) اجتماعًا لقياديين في تنظيم “حراس الدين” التابع لتنظيم “القاعدة” لحل المشاكل العالقة في الفصيل.

وقال التحالف في بيان له إنه استهدف منشأة في منطقة ريف المهندسين الأول جنوب غربي حلب، ما أسفر عن مقتل وإصابة قياديين في تنظيم “حراس الدين”.

وفي بيان نشره “حراس الدين”، أمس الاثنين، أكد استهداف أحد مقراته، لكنه قال إن المقر المستهدف هو المعهد الشرعي التابع له، موضحًا أن ثلاثة قياديين في الفصيل قتلوا، دون أن يذكر أسماءهم.

ومن بين الذين قتلوا قاضي الحدود والتعزيرات في “حراس الدين”، “أبو عمر التونسي”، بحسب ما ذكره مصدر مطلع على شؤون الجماعة لعنب بلدي، إلى جانب القيادي “أبي ذر المصري” والقيادي “أبو يحيى الجزائري”.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن تستخدم في ضربات كهذه صواريخ مطورة حديثة تدعى “قنابل النينجا”.

استخدمت هذه الصواريخ لقتل “أبو الخير المصري” في إدلب والقيادي جمال بدوي في اليمن، وتعتمد على قوة الصدمة وإطلاق الشفرات لقتل الهدف، حسبما ترجمت عنب بلدي عن الصحيفة.

ضد تنظيم “القاعدة” و”داعش”

يقاتل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا منذ أيلول 2014، بشن ضربات جوية مكثفة وبمشاركة قوات برية هي “قوات سوريا الديمقراطية” شمالي وشرقي سوريا، والتي تمكنت من إنهاء نفوذ التنظيم بشكل كامل منذ ثلاثة أشهر، بعد معارك أخيرة خاضتها في منطقة الباغوز بريف دير الزور.

وإلى جانب دعمه للعمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة”، اتجه التحالف الدولي إلى “اصطياد” قادة تنظيم “القاعدة”، الذي يعتبر “حراس الدين” الفرع الوحيد له في سوريا.

وكانت القيادة العامة لتنظيم “القاعدة” قد أصدرت، في كانون الثاني 2018، بيانًا تضمن تأكيدًا ضمنيًا على انتشار عناصره في سوريا، لأول مرة منذ فك “جبهة النصرة” ارتباطها به.

ونشرت مؤسسة “السحاب” التابعة للتنظيم، حينها، البيان الذي حمل اسم “وكان حقًا علينا نصر المؤمنين”، خاطبت فيه عناصرها المنتشرة في أنحاء العالم، وخصت من هم على أرض “شام الرباط” في إشارة إلى سوريا.

صواريخ "هليفاير" الأمريكية (gitty)

ونقل البيان على لسان الظواهري قوله “أطلب من إخواني جنود قاعدة الجهاد في الشام أن يتعاونوا مع كل المجاهدين الصادقين، وأن يسعوا في جمع الشمل ورأب الصدع”.

ووجه أمرًا مفاده “هذا أمر مني واضح بأن يتعاونوا مع إخوانهم المجاهدين والمسلمين ومن وافقهم ومن خالفهم على الجهاد، وقتال البعثيين والرافضة الصفويين والصليبيين والخوارج”.

ونهى الظواهري عن “التعاون مع أي كان على الظلم والعدوان والتعدي على حقوق المسلمين”.

ويقول محللون إن محاولات تأسيس فرع لـ “القاعدة” في سوريا، برزت منذ فك “النصرة” ارتباطها بالتنظيم، ورفض مبايعة الظواهري.

وذكرت وسائل إعلام غربية وعربية، في تقارير خلال تشرين الأول 2017، أن الظواهري كلف حمزة بن لادن بتأسيس الفرع.

قياديون قتلهم التحالف في إدلب

“أبو الخير المصري” وقادة “حراس الدين” ليسوا الوحيدين الذين قتلوا بضربات التحالف الدولي في إدلب، وفي 21 من آذار 2017 قتل القيادي في “هيئة تحرير الشام”، أبو إسلام المصري بعد استهداف سيارته بصاروخ من طائرة دون طيار قرب مشفى الرحمة في دركوش بريف إدلب.

“أبو مصعب الجزراوي” أو “أبو مصعب عقربات” وهو قيادي في “جبهة فتح الشام” وكان قد قتل في آذار 2017 أيضًا بضربة جوية من طائرة دون طيار استهدفت سيارته قرب معسكر المسطومة في ريف إدلب.

سيارة "أبو الخير المصري" التي استهدفتها غارة جوية دون طيار في ريف إدلب - 25 شباط 2017 (صفحة بوابة إدلب في فيس بوك)

وفي 20 من كانون الثاني 2017 استهدف طيران التحالف الدولي “الفوج 111” بريف حلب الغربي، وقتل عناصر من “فتح الشام”، وتحدث مقربون من “الجبهة”، حينها، عما يزيد على 100 مقاتل.

وفي اليوم الذي تبع الاستهداف أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ارتفاع عدد قتلى الجبهة إلى أكثر من 100، وذلك إثر غارات شنتها طائرات أمريكية في إطار التحالف الدولي شمالي سوريا.

وقال المتحدث باسم “البنتاغون”، جيف ديفيز، إن “تدمير معسكر التدريب هذا يعطل عمليات التدريب ويثني الجماعات الإسلامية المتشددة والجماعات السورية المعارضة، عن الانضمام أو التعاون مع القاعدة في ساحة القتال”.

وأشار مسؤول أمريكي إلى أن الغارة الجوية نفذتها قاذفة من طراز “بي 52” وطائرة دون طيار، وأسقطت فيها 14 قذيفة، وأن “هناك قدرًا كبيرًا من الثقة في عدم وجود مدنيين بين الضحايا”.

كما ضمت الاستهدافات 12 عنصرًا بينهم قياديون، في 11 من كانون الثاني 2017، ومن أبرزهم “خطاب القحطاني”، سعودي الجنسية، و”أبو عمر التركستاني”، و”أبو مصعب الديري”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة