“يا إلهي”.. هل يحق للإنسان مقاضاة القدر

tag icon ع ع ع

“يا إلهي”، فيلم هندي يحمل فكرة مميزة، يحث على التفكير ومراجعة المسلّمات الدينية والاجتماعية العامة، إذ يتحدث عن إنسان عانى من مصيبة نُسبت إلى “القدر” للتنصل من تقديم مال التأمين الذي كان يستحقه، فما كان منه إلا استدعاء من يزعمون النيابة عن الله والحديث باسمه إلى قاعة المحكمة لتعويضه.

قد تبدو فكرة العمل صادمة من النظرة الأولى، لكنها تعلو عن ذلك بتحويلها نقمة الرجل المتضرر إلى حركة مجتمعية تطالب بوقف استغلال منشآت الدين ورجاله لحاجات الناس وآمالهم، محولين كل ما يأتي من أموال باسم الرب إلى جيوبهم الخاصة.

يمزج العمل بين الكوميديا والدراما والخيال، ويناور بين الأديان المختلفة التي يتبعها أهل الهند رافعًا صوت الفقراء والعاجزين ليناقش معنى الألوهية وما يعنيه اتباع الرب والدلالة على وجوده.

يقف الفيلم عاجزًا عن تقديم إجابة وافية عن كل التساؤلات التي يطرحها، مع حرصه على تبرئة جميع الأديان المختلفة من تهمة الزيف والانحراف، مكتفيًا بلوم القساوسة والشيوخ والكهنة وممثلي الأديان على ما بها من اعوجاج وانحراف، كبّل عقول متبعيها وأبعدهم عن رؤية الوقائع كما هي وفهم الحياة دون لحاق الأكاذيب الجلية.

رغم قصور العمل إلا أنه ممتع للمشاهدة ومحفز على التفكير والحوار ويبعث في نفس المشاهد رغبة بالوقوف في قاعة المحكمة وطرح وجهة نظره من القضية مقدمًا ما لديه من حجج دامغة يؤمن بها بقناعاته الشخصية.

الفيلم من إخراج أوميش شوكلا وكتابته بالتعاون مع باهافيش ماندالا، ومن بطولة بيريش راوال وأكشي كومار.

صدر الفيلم عام 2012، ونال نقدًا جيدًا وحصل على أربع جوائز وترشح لعشر غيرها على صعيد الأفلام الهندية.

اقتُبس من فيلم أسترالي صادر عام 2001، تحت عنوان “الرجل الذي قاضى الله”، الذي اقتصرت فكرته على مقاضاة ممثلي الديانة المسيحية، وحظي أيضًا بنجاح كبير.

يقارن العمل عادة بفيلم هندي آخر حمل اسم “PK” (السكران)، الذي صدر عام 2014، من بطولة أمير خان وأنوشكا شارما وإخراج راجكومار هيراني، وحصل على 11 جائزة وترشح لـ 15 غيرها.

يثير الفيلم الكوميدي الدرامي تساؤلات دينية من وجهة نظر كائن فضائي يزور الأرض ويتوه في زحمة عادات أهلها ومعتقداتهم ولا يجد لنفسه نصيرًا ولا دليلًا سوى الرب الذي يجعل من البحث عنه مهمته الأولى، لكنه يوجه لومه أيضًا إلى رجال الدين واستغلالهم للمؤمنين، متفاديًا التوغل في الأسئلة العميقة الواجبة مع سياقه.

لا يرقى العمل الثاني (PK)، الذي أدخل عناصر خيال فضائية سبقته إليها العديد من أفلام “هوليوود” خاصة فيلم (ET) للمخرج الأمريكي ستيفن سبيلبيرغ في عام 1982، إلى مستوى العمل الأول الذي كان طرحه أكثر عمقًا وأكثر تخصصًا وأجدى بالمتابعة والمتعة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة