ما قصة اتهام “الإدارة الذاتية” بتفويض رجل أعمال إسرائيلي لبيع النفط السوري

الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية (إلهام أحمد يمين) (رياض درار يسار)

camera iconالرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية (إلهام أحمد يمين) (رياض درار يسار)

tag icon ع ع ع

نفى “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) التقارير الواردة حول موافقة المجلس على تفويض رجل أعمال إسرائيلي ببيع النفط في مناطق “الإدارة الذاتية”، شمال شرقي سوريا.

ونقلت قناة “روسيا اليوم“، الثلاثاء 16 من تموز، عن الرئيس المشترك لـ”مسد”، رياض درار، نفيه وجود وثيقة صادرة عن المجلس بتفويض رجل الأعمال الإسرائيلي، كوتي كاهانا، ببيع النفط الموجود في مناطق “الإدارة الذاتية”.

ووصف درار تلك التقارير في تصريحات خاصة للقناة بأنها “ملفقة وكاذبة من البداية”، بعد نشر وسائل إعلام عربية لوثيقة تتضمن موافقة الرئيسة المشتركة لـ “مسد”، إلهام أحمد، على تفويض كاهانا، ببيع النفط، تحت عنوان “نفط الشرق السوري بيد إسرائيل”.

اتهامات منفية

جاء ذلك ردًا على تقرير نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية، الاثنين الماضي، يتهم “مسد” بتفويض رجل الأعمال الإسرائيلي، كوتي كاهانا، ببيع النفط في مناطق شرق الفرات، وأرفقت الصحيفة وثيقة قالت إنها بتوقيع إلهام أحمد.

وقال درار إن “سياق الخبر منذ البداية يشير إلى أن هناك وثيقة، والحقيقة أنه لا توجد وثيقة، كما أن إلهام أحمد ليست مخولة بتوقيع وثائق، لأن هذا من عمل الإدارة الذاتية، وإلهام هي مسؤولة سياسية لا تعقد اتفاقات لا نفطية ولا بيع حبوب، ولا غير ذلك، وهذا الأمر عار عن الصحة”، بحسب وصفه.

كما اعتبر رياض درار أن تلك التقارير هي “تلفيقات من جهة تركيا ومن جهة النظام وأتباعه لتلويث صورة مجلس سوريا الديمقراطية والجهات التي تتبع له سواء كانت قسد أو الإدارة الذاتية، وهذا الأمر واضح بعد الانتصارات التي حققتها، وأيضًا بعد مؤتمر العشائر الذي جمع حول المجلس عددًا كبيرًا من أبناء العشائر ليلتفوا حوله”.

كما نوه إلى ما تناولته الصحف الإسرائيلية حول مشروع كاهانا ببيع النفط السوري، وقال “التصريح الذي أورده كاهانا يقول إنه ينتظر موافقة أمريكا، وليس موافقة قسد أو مسد أو الإدارة الذاتية، على بيع النفط، لأنه يريد أن يمنع بيع النفط لسوريا وإيران”، وتساءل درار، “هل تحتاج إيران للنفط السوري؟”.

وأضاف المسؤول في “مسد”، “باختصار شديد، نحن لا نمنع نفطنا عن أبنائنا ونحن لسنا بصدد منع بيع النفط أو إعطائه لشعبنا في سوريا”، بحسب القناة الروسية.

ما قصة الوثيقة؟

وكانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، نشرت، الاثنين الماضي، ما وصفتها بـ”وثقية مسربة” تتضمن كتابًا من الرئيسة المشتركة لـ “مسد” إلهام أحمد، تفوض كاهانا بتمثيل المجلس في جميع الأمور المتعلقة ببيع النفط السوري بمناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”.

وأضافت الصحيفة أن الكتاب الموجه إلى كاهانا يعتبر، “رسالة رسمية تؤكد القبول بأن تمثل شركته المجلس في جميع الأمور المتعلقة ببيع النفط المملوك من قبله، وذلك بموافقة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية”.

وجاء في الكتاب، “إننا نقدّر إنتاج النفط بأن يُصبح بحدود 400 ألف برميل يوميًا، بينما هو اليوم بمعدل 125 ألف برميل، مع إعطاء كاهانا حق استكشاف وتطوير النفط، محددًا سعر البرميل من 22 إلى 35 دولارً”.

وعقب ذلك أصدر “مسد” بيانًا يستنكر فيه الوثقية ويعتبرها، “محاولات الإساءة للمجلس وإثارة الأباطيل لن تدفعه إلا ليجدد التأكيد لشعبنا السوري على موقفه الثابت تجاه وحدة الأراضي السورية وسيادتها”.

وكاهانا هو رئيس جميعة “عماليا” الإسرائيلية، وسبق أن أثار جدلًا بتقارير تحدثت عن دعمه لجماعات داخل الأراضي السورية ومنها مدرسة في إدلب، وعملية نقل لثلاث سيدات يهوديات من مدينة حلب إلى داخل إسرائيل في أثناء القصف على المدينة في عام 2015، بحسب ما قال لوكالة “فرانس برس“.

ولم يعلق كاهانا على الأمر، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقلت الخبر دون وجود مصادر رسمية تؤكد وجود الصفقة.

وتسيطر “الإدارة الذاتية” على مناطق شمال شرقي سوريا، عبر ذراعيها العسكرية “قسد” والسياسية “مسد”، وذلك بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

وتحتوي المنطقة على المخزون الأكبر من النفط في سوريا، وسط اتهامات داخلية وخارجية ببيع النفط إلى ميليشيات وجماعات تابعة لإيران والنظام السوري بشكل غير قانوني.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة