ستة أسابيع وكثافة نارية.. ثمن سيطرة الأسد وروسيا على تل ملح بريف حماة

camera iconبلدة تل ملح بريف حماة الشمالي الغربي بعد سيطرة فصائل المعارضة عليها من قبضة قوات الأسد 7 حزيران 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تمكنت قوات الأسد وروسيا من السيطرة على تل ملح “الاستراتيجي” بريف حماة من قبضة فصائل المعارضة لترصد بذلك بلدة الجبين ناريًا، بعد ستة أسابيع متواصلة من محاولات التقدم المدعومة بالتغطية الجوية والصاروخية الكثيفة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حماة، اليوم الاثنين 29 من تموز، أن قوات الأسد دخلت بلدة تل ملح وسيطرت عليها بعد تمهيد ناري مكثف استمر لأيام بدعم الطيران الروسي والميليشيات الرديفة.

وقال القيادي العسكري في “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب غياث أبو حمزة، اليوم، إن الكثافة النارية من الطيران الحربي السوري والروسي ومئات الصواريخ والقذائف، أجبرت الفصائل على الانحياز إلى تخوم البلدة.

وأوضح أبو حمزة، في حديث إلى عنب بلدي، “بعد أكثر من 500 غارة جوية من الطيران الحربي الروسي والسوري والمروحي، وما يقدر بأكثر من 2000 صاروخ و600 قذيفة هاون، وبعد وقوع عدد من الشهداء والجرحى وقطع طرق الإمداد المؤدية إلى محور تل ملح، انحاز المقاتلون إلى الخطوط الخلفية”.

وأضاف القيادي الميداني، “استجمعت عمليات (الفتح المبين) قواتها وأعادت الكرة على منطقة تل ملح ولكن هذه الكرة فشلت بسبب شدة القصف، وحاليًا قواتنا موجودة على تخوم تل ملح وإن شاء الله سيكون هناك عمل قريب”، بحسب تعبيره.

وأعلنت قوات الأسد عبر إعلامييها العسكريين وبعض المواقع الإخبارية السيطرة على تل ملح بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة استمرت لأيام بإسناد جوي روسي.

وتحدثت إذاعة “شام إف إم“، اليوم، أن “قوات الجيش استعادت السيطرة على بلدة الجبين بريف حماة الشمالي الغربي بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة بينما أمّنت القوات منطقة تل الملح والتلال المحيطة تزامنًا مع رمايات نارية مكثفة باتجاه مواقع المسلحين الخلفية في الزكاة والأربعين وكفر زيتا والجبين بريف حماة الشمالي”.

وخلال المعارك بين الطرفين، خسرت قوات الأسد وميليشياتها أعداد غير معلومة من عناصرها في تلك المعارك وقبيل سيطرتها على تل ملح، بحسب أبو حمزة.

وتأتي السيطرة على تل ملح ومدرسة الضهرة المجاورة بعد أن عجزت قوات الأسد والروس عن استعادتها من قبضة فصائل المعارضة في 6 من حزيران الماضي.

أهمية استراتيجية

وتشكل النقاط الثلاث (تل ملح والجبين ومدرسة الضهرة الواقعة بينهما)، مثلثًا في عمق مناطق النظام، يقطع الطريق بين محردة ومدينة السقيلبية، الأمر الذي دفع النظام والروس لتكثيف الضربات الجوية لاستعادة تلك المنطقة، بهدف تأمين طريق محردة- السلمية.

وفي حديث سابق لعنب بلدي قال الناطق باسم فصيل “جيش العزة” العامل في ريف حماة، مصطفى معراتي، إن جبهتي تل ملح والجبين تعتبران “كسر عظم” للنظام السوري وروسيا، لأنهما “مرغتا أنفيهما بالتراب وكسرتا شوكتهما”.

وأضاف معراتي أن تل ملح والجبين مناطق حاكمة، وتقطع طريق محردة- السقيلبية، وبالتالي يريد النظام استعادتهما لإعادة فتح الطريق بين المنطقتين.

وتل ملح هو تل مرتفع يتحصن فيه مقاتلو فصائل المعارضة، وتقع بلدة الجبين في الجزء الشمالي منه.

وتعتبر المواقع التي خسرتها المعارضة “استراتيجية” لسببين: الأول هو أن السيطرة عليها من جانب المعارضة يعيق وصول التعزيزات لقوات الأسد إلى بلدة كفرنبودة وقرى الريف الجنوبي لإدلب.

أمام الثاني فيرتبط بهوية المنطقة التي تتبع للنظام السوري منذ سنوات، ولم تتمكن فصائل المعارضة التقدم إليها في عدة محاولات.

وتتزامن العمليات في المنطقة مع غارات مكثفة من أسراب الطيران الروسي والسوري على بلدات ومناطق ريفي حماة الشمالي والغربي، وريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي أسفر عن مجازر بصفوف المدنيين ودمار واسع في المنازل السكنية، بحسب “الدفاع المدني”.

وتشن قوات الأسد مدعومة بالقوات الروسية هجومًا واسعًا على مناطق المعارضة بريفي إدلب وحماة، منذ نيسان الماضي، ما أسفر عن السيطرة على عدة بلدات في ريف حماة الغربي، مع استمرار المعارك والهجمات لاستعادة نقاط أخرى خسرتها في الفترة الأخيرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة