منظومة آرو-3 الإسرائيلية.. السد الأخير أمام “الخطر” الإيراني

اختبار صواريخ "آرو-3" الإسرائيلية في آلاسكا - 28 تموز 2019 (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

camera iconاختبار صواريخ "آرو-3" الإسرائيلية في آلاسكا - 28 تموز 2019 (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

tag icon ع ع ع

اجتازت منظومة “آرو-3” الإسرائيلية للصواريخ الباليستية ثلاثة اختبارات بالذخيرة الحية في ولاية آلاسكا الأمريكية، حسبما أُعلن في 28 من تموز، مكملة عدة الدفاع الإسرائيلية أمام “الخطر” الذي تفرضه إيران عليها في المنطقة.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عبر حسابه على “تويتر”، أداءها بـ”الممتاز” مع وصولها لارتفاع وسرعة غير مسبوقة من قبل، شاكرًا الولايات المتحدة على تعاونها لتطوير “أمنهما المشترك”.

درع ضد إيران والمحيط “العدائي”

قال نتنياهو، خلال مشاهدته اختبارات أداء المنظومة، في مكتبه في القدس برفقة السفير الأمريكي ديفيد فريدمان، “اليوم، لدى إسرائيل القدرة على التحرك ضد الصواريخ الباليستية التي يمكن إطلاقها ضدنا من إيران أو أي مكان آخر”.

تعود خطط بناء منظومة الدفاع الإسرائيلية الصاروخية إلى منتصف الثمانينيات، إذ وقعت الولايات المتحدة وإسرائيل “مذكرة تفاهم” في 6 من أيار 1986 تنص على التمويل المشترك للبرنامج، عند امتلاك الدول العربية المحيطة للصواريخ بعيدة المدى.

وصلت كلفة البرنامج لأربعة مليارات دولار، قدمت منها الولايات المتحدة 40-50%، مع كلفة تقديرية لكل صاروخ بحوالي ثلاثة ملايين دولار.

تم اختبار “آرو-1” عام 1990، واستخدم من قبل الجيش الأمريكي للمرة الأولى خلال حرب الخليج، ثم اختبر “آرو-2” عام 1996، ثم بدئ العمل على “آرو 3” عام 2008، ولا تملكها أي دولة أخرى.

ونقلت صحيفة “جوريسلم بوست” عن مدير منظمة صواريخ الدفاع الإسرائيلية، موشي باتيل، قوله “بعد ما يزيد على 10 سنوات من التطوير والتحديات وصلنا إلى هذه اللحظة مع إتمام أسلحة آرو-3 سلسلة من الاختبارات”.

واعتبر رئيس وكالة صواريخ الدفاع الأمريكية الأدميرال المساعد جون هيل أن تلك الاختبارات “تمثل تقدمًا مهمًا في تطوير نظام أسلحة (آرو)، فريقنا الأمريكي وشركاؤنا في الصناعة ملتزمون بمساعدة دولة إسرائيل على تطوير قدراتها للصواريخ الدفاعية لحماية نفسها والقوات الأمريكية الموظفة في المنطقة من التهديدات المتصاعدة”.

وكانت إيران اختبرت بداية الأسبوع، صواريخ شهاب-3 الباليستية متوسطة المدى، مع إفصاح مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية، تحدث بشرط عدم ذكر هويته، لصحيفة “نيويورك تايمز” عن أن الصواريخ وصل ارتفاعها إلى حوالي ألف كيلو متر.

 

منظومة دفاعية متعددة الطبقات

تعتبر منظومة “آرو-3” القسم الأخير من منظومة الدفاع متعددة المستويات التي طورتها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة.

طبقته الدنيا هي “القبة الحديدية” المصممة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، و”مقلاع داوود” المصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ المتوسطة إلى البعيدة المدى وصواريخ الكروز ذات مدى 40 إلى 300 كيلو متر، وطبقته الوسطى “آرو-2” للصواريخ الباليستية المتوسطة المدى مثل “سكود” على ارتفاع يبلغ 50 كيلو مترًا، والطبقة العليا “آرو-3″، للصواريخ البعيدة المدى.

استخدمت إسرائيل صاروخ “آرو-2″، في 16 من آذار 2017، وقالت إنها أطلقت الصاروخ “دفاعًا عن النفس” بهدف إحباط صاروخ “باليستي” قادم من سوريا كاد أن يضرب مناطقها السكنية، وهي المرة الأولى التي تصرّح بها بضربة على الأراضي السورية منذ بدء الصراع.

اختبار منظومة "آرو-3" الدفاعية الإسرائيلية في آلاسكا - 28 تموز 2019 (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

اختبار منظومة “آرو-3” الدفاعية الإسرائيلية في آلاسكا – 28 تموز 2019 (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

مواصفات مميزة

تمكن صاروخ “آرو-3” من الوصول إلى ارتفاع 100 كيلو متر مرتفعًا فوق ثلاث من طبقات الجو الخمس وتجاوز مداه 2400 كيلو متر.

اختبرت الصواريخ في آلاسكا لضيق المساحة في إسرائيل، وللخشية من أن تصل إلى دول الجوار عن طريق الخطأ. وتتميز باستخدامها لجهاز تتبع ورأس متفجر يتيح دمارًا كبيرًا بالهدف مع تقليل للتكاليف.

تم تطويرها وإنتاجها بواسطة شركة “Aerospace” الإسرائيلية للطيران بالتعاون مع شركة “بوينغ” الأمريكية، وأجريت اختبارات أدائها الأولية عام 2011، في حين تم تأجيل أول تجربة كاملة لها عام 2014، لعدم توافر الظروف الملائمة.

واجتازت المنظومة أول اختبار لعملية اعتراض كاملة فوق البحر المتوسط في 2015، ونُشرت في إسرائيل عام 2017، وقال مسؤولون إن طراز المنظومة التي تم نشرها سابقًا كان نسخة قديمة، مؤكدين أن المنظومة الجديدة ستوفر حماية أكثر تطورًا.

وتكررت اختباراتها عام 2018 وبداية عام 2019، إلا أن المنظومة تمكنت خلال اختبارها الجديد من اعتراض صاروخ للمرة الأولى.

عرضت الاختبارات الجديدة مهارات المنظومة في تدمير ثلاثة أهداف عالية الارتفاع في الغلاف الجوي، مع استخدام رادار AN/TPY2 الأمريكي خلالها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة