“طلق صناعي”.. نقد سياسي بروح مصرية

camera iconماجد الكيدواني في فيلم طلق صناعي - 2018

tag icon ع ع ع

جامعًا النقد السياسي والكوميديا، يقدّم الفيلم المصري “طلق صناعي” لوحة متماسكة من الأحداث، مبنية على نص متين وأداء تمثيلي عال، تحمل المُشاهد على المتابعة بإمعان حتى النهاية.

يحكي الفيلم قصة رجل مصري أُغلقت في وجهه السبل لتأمين حياة كريمة لأسرته الصغيرة، ما يدفعه لطلب الهجرة إلى أمريكا بأي ثمن كان.

تدور أحداث الفيلم داخل السفارة الأمريكية في القاهرة، وتتناول قصصًا لمواطنين مصريين متعبين من صعوبة العيش، وحالمين بمستقبل أفضل في أرض الفرص البعيدة.

تمكن المخرج خالد دياب، الذي شارك بتأليف العمل إلى جانب أخيه محمد وأخته شيرين، من عرض مواقف مختلفة لطالبي الهجرة في الفيلم الذي مزج الكوميديا بالنقد السياسي والاجتماعي ببراعة كبيرة.

تقوم فكرة الفيلم على احتجاز البطل “المسكين” رهائن في السفارة حتى تتحقق مطالبه، لكن مزج تلك المطالب بمسألة وضع زوجته الحامل في شهرها التاسع لمولودها على الأرض الأمريكية بعد أن تناولت محرضًا للطلق، إضافة إلى التعامل المتوقع للسلطات المصرية والأمريكية مع الموقف، هو ما أضفى متعة زائدة على مشاهد الفيلم.

تمكن ماجد الكدواني، الذي لعب دور البطولة برفقة حورية فرغلي، من تقديم أداء متقن حمل الطيبة والإصرار واليأس والحب بشخصيته، التي تذكر بالشخصية التي أداها الممثل الأمريكي الشهير “دانزيل واشنطن” في فيلم “جون كيو” من عام 2002.

وشارك بقية أبطال العمل، الذين كان من أبرزهم مصطفى خاطر وسيد رجب وبيومي فؤاد ومي كساب وأكرم الشرقاوي، بأداء ذي حرفية عالية استطاع أن ينقل مشاعر امتزجت فيها المتعة مع المحبة والبغض بسهولة كبيرة.

عُرض الفيلم للمرة الأولى في 3 من كانون الثاني 2018، ونال مديحًا من المشاهدين والنقاد، وانتشرت بعض مقاطعه الكوميدية المتعلقة بالحجج المصرية لطلب اللجوء إلى أمريكا بسرعة على وسائط التواصل الاجتماعي.

شمل المديح الذي أبداه نقاد الدراما المصرية أدوار أغلب ممثلي الفيلم، كما نالت حبكته الكوميدية وطريقة تمرير الرسائل من خلالها مديحًا من المشاهدين.

ورغم النقد السياسي والاجتماعي المباشر الذي يقدمه الفيلم، لكنه وُضع قبل عرضه في مقصّ الرقابة، واضطر صناعه إلى إجراء بعض التعديلات على نسخته النهائية بعد اعتراضات من قبل مسؤولي جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، بحسب تقرير نُشر في موقع “العربية نت” في كانون الأول 2017.

ذلك رغم التطمينات التي قدمتها الشركة المنتجة “نيوسينشري” في بيان لها نُشر في الشهر ذاته، قالت فيه إنّ “أحداث الفيلم تدور في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وتمت كتابته عام 2012، ويكشف عن معاناة المصريين والدولة في تلك المرحلة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة