إقامة عمل في الإمارات.. طريق شبان السويداء “الباهظ” إلى الخارج

camera iconمدينة دبي (صحيفة البيان الإماراتية)

tag icon ع ع ع

السويداء – نور نادر

“الحلم أن نضع أقدامنا على نقطة الصفر لا أكثر، فنحن تحته بدرجات”، هكذا بدأ سالم حديثه لعنب بلدي، مبررًا رغبته العارمة بالسفر إلى الإمارات العربية المتحدة، بالاستفادة من عودة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وأبو ظبي.

سالم (41 عامًا)، هو موظف حكومي تعرض للفصل من عمله بعد تخلفه عن الخدمة الاحتياطية، ليضطر للعمل كسائق سيارة أجرة (تكسي)، في مدينة السويداء.

يقول سالم (طلب عدم نشر اسمه كاملًا لأسباب أمنية)، إنه منذ أن علم بإعفاء مواليد عام 1981 من خدمة الاحتياط، قرر السفر إلى خارج سوريا للعمل، لكن صعوبة الحصول على تأشيرات كانت العائق الوحيد، إلى أن فُتحت أبواب السفارة الإماراتية مجددًا.

وأعاد افتتاح السفارة الإماراتية في العاصمة السورية في 27 من كانون الأول 2018، الأمل لعدد من الشبان والشابات في محافظة السويداء بالسفر إلى خارج البلاد بحثًا عن مستقبل أفضل.

خمسة آلاف دولار تكلفة الحلم

سالم، الذي لا يزال في طور التخطيط لسفره، أجرى دراسة مالية على المستوى الفردي للتكلفة الكاملة التي سيضطر لدفعها للوصول إلى الإمارات.

يقول سالم لعنب بلدي إن تكلفة إقامة العمل في دبي تصل إلى ألفي دولار أمريكي (مليون ليرة سورية تقريبًا)، كما أن تكاليف السفر والإقامة والتأمين الصحي مع تأشيرة السفر، التي يجب أن يحصل عليها المسافر بواسطة دعوة من شخص مقيم في الإمارات، تجعل من التكلفة الكلية تصل إلى خمسة آلاف دولار أمريكي.

كما يتخوف من تكاليف المعيشة المرتفعة هناك في حال لم يحصل على عمل فورًا، حسب تعبيره، لكنه رغم ذلك عزم على السفر وباع من أجله سيارة الأجرة التي كانت مصدر رزقه.

طريق تركيا يمر من دبي

مع تعذر الوصول إلى تركيا من سوريا مباشرة، منذ فرض تأشيرة دخول على السوريين عام 2016، وصعوبة الحصول على التأشيرة من بيروت، أصبحت الإمارات ممرًا متاحًا للوصول إلى تركيا.

يقول فادي (25 عامًا) لعنب بلدي، إنّ الحصول على تأشيرة سفر إلى تركيا من الإمارات أسهل من لبنان، مستدلًا في كلامه على ما حدث مع أخيه الذي استطاع الحصول على فيزا سياحية إلى تركيا بتقديم ورقة الإقامة في دبي وكشف حساب بنكي جارٍ هناك.

ويضيف فادي (طلب عدم نشر اسمه كاملًا)، أنه يخطط لاتخاذ الخطوة ذاتها عبر الحصول على إقامة في إمارة دبي وافتتاح حساب بنكي صغير، ليذهب بعدها إلى تركيا، حيث يستطيع العمل في المنظمات الإنسانية.

أما صديقه رواد (28 عامًا)، وهو مهندس معماري، فقد عزم على اتخاذ نفس الخطوة رغم كونه معفى من الخدمة العسكرية، وبحسب ما أكده لعنب بلدي، فإنّه يسعى للزواج، لكن فرص العمل في السويداء قليلة، لذا فهو يريد السفر إلى أوروبا عبر الإمارات ثم تركيا.

رواد وفادي يقولان إنّ العديد من الشبان أقدموا على هذه الخطوة قبلهما، ونجحوا، ويشيران إلى وجود محاولات فاشلة مرتبطة بوضع الشخص العسكري أو المادي.

ولا تتوفر إحصائية رسمية لعدد السوريين في الإمارات العربية المتحدة، إلا أن صحيفة البيان الإماراتية نقلت في 3 من أيار من عام 2018، أن الإمارات استقبلت 100 ألف سوري منذ عام 2011، إلى جانب 150 ألف مقيم سوري سابقًا.

عقبة المرور من بيروت

يغادر جزء من الحاصلين على تأشيرة سفر إلى الإمارات من مطار دمشق الدولي، بينما يضطر بعض الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية إلى السفر إلى لبنان للحصول على تأشيرة سفر قبل المغادرة إلى الإمارات، ومنهم الشاب شادي (طلب عدم نشر اسمه كاملًا لأسباب أمينة)، الذي ما زال “عالقًا” في بيروت بعد أن غادر السويداء قبل نحو أربعة أشهر.

يقول شادي (22 عامًا) لعنب بلدي، إنه لم يستطع تسوية وضعه في سوريا والمغادرة إلى لبنان إلا بعد دفع رشاوى تجاوزت مليوني ليرة سورية (نحو أربعة آلاف دولار أمريكي)، ولتثبيت وضعه القانوني في لبنان اضطر إلى استئجار شقة، ليحصل على إقامة مؤقتة، استغرقت مدة أربعة أشهر حتى تم استصدارها.

استهلك شادي كل ما بحوزته من نقود وهو الآن عالق في لبنان، إذ لا يستطيع تأمين تكلفة السفر إلى الإمارات ولا يستطيع العودة الى سوريا، مع فرص عمل “شبه معدومة” في لبنان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة