الجالية المسلمة في ألمانيا تطالب بتعيين مفوض للتصدي لـ “الإسلاموفوبيا”

لاجئة سورية في ألمانيا (الأناضول)

camera iconلاجئة سورية في ألمانيا (الأناضول)

tag icon ع ع ع

في ظل تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” بألمانيا، طالبت الجالية المسلمة هناك الحكومة بتعيين مفوض رسمي يختص بالتصدي لهذه الظاهرة.

ونقلت صحيفة “بيلد” الألمانية، أمس، الأربعاء 7 من آب، عن رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، اقتراحه تعيين مفوض يختص بمعالجة ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، على غرار ما تم من تعيين مفوض مختص بشؤون “معاداة السامية” في البلاد.

وقال مزيك، “لمسنا أهمية هذا المنصب بعد أن عينت الحكومة الفيدرالية مفوضًا لمحاربة معاداة السامية”.

واعتبر مزيك أن تعيين مفوض لـ “الإسلاموفوبيا” سيكون خطوة مهمة من جانب الحكومة الألمانية، التي ستصبح حينها أكثر حساسية تجاه الجرائم التي تستهدف المسلمين.

وأشار إلى أن الدعاية المتزايدة المعادية للمسلمين في البلاد وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ تلقى أكثر من 20 مسجدًا تهديدات بالقنابل في شهر تموز وحده.

وأضاف، “من يقف ضد المسلمين أو الأقليات الأخرى يهددنا جميعًا في هذا البلد الحر والديمقراطي”، مؤكدًا ضرورة أن يعترف المجتمع بذلك.

ولا تزال الحكومة الألمانية مترددة حيال استحداث منصب لمعالجة ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، رغم تعيينها مفوضًا فيدراليًا معنيًا بمحاربة “معاداة السامية” العام الماضي، الذي جاء استجابة لمطالبات منظمات يهودية.

وزادت التهديدات التي تطال مساجد في ألمانيا بالفترة الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى حدوث قلق لدى المسلمين في جميع أنحاء البلاد.

وفي شهر تموز الماضي قال موقع “دويتشه فيله” الألماني إن سلسلة من التهديدات بشن اعتداءات بقنابل على عدة مساجد في ألمانيا أدت إلى حدوث قلق بين المسلمين الذين باتوا لا يشعرون بالحماية الكافية من قبل الدولة.

وأضاف الموقع أن المسلمين في ألمانيا لجؤوا عبر ممثلي الجمعيات الإسلامية إلى إيصال صوتهم للسلطات الألمانية، ومطالبهم باتخاذ تدابير لإعادة شعورهم بالأمان وبناء الثقة.

وأوضح أنه خلال شهر تموز وحده طالت تهديدات بشن هجمات بالقنابل المسجد المركزي في كولونيا، التابع للاتحاد الإسلامي التركي “ديتيب”، وهو أكبر مجمع إسلامي في ألمانيا، ومساجد في إيزرلون، وفيلنغن- شفنينغن وميونيخ، ودويسبورغ ومانهايم وماينز.

وعلق مزيك على هذه التهديدات عبر حسابه في موقع “تويتر” بأن صمت السياسة والمجتمع في تزايد، وهو ما يقوي المتطرفين ومعاداة الديمقراطية.

واعتبر في لقاء مع الموقع أن رهاب الإسلام أو المشاعر المعادية للمسلمين قد ازدادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وأضاف، “نشتكي كل أسبوع تقريبًا من هجمات على المساجد أو حتى تدنيسها، كما أن المسلمين يتعرضون لهجمات بشكل متزايد”.

وأشار مزيك إلى أنه ومنذ بدء إحصاء الاعتداءات بحق المسلمين في عام 2017، ازداد عدد الهجمات كما أنها أصبحت أكثر حدة، وغدت تتسبب بأضرار جسدية أكبر للناس.

وعزا مزيك هذه الزيادة إلى أن الشرطة والقضاء الألماني لم يتم تدريبهما بشأن هذا الموضوع حتى الآن، كما لم يقدم كثير من المسلمين شكاوى حوله.

وتشير بيانات وزارة الداخلية الألمانية إلى ازدياد عدد الهجمات على المسلمين والمساجد والمنشآت الإسلامية في ألمانيا خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنها تراجعت عام 2018 بشكل ملحوظ، مقارنة بالعام الذي سبقه.

وبحسب بيانات الوزارة فقد تم تسجيل نحو 1075 جريمة صُنفت على أنها معادية للإسلام في عام 2017، منها 239 جريمة هجوم على مساجد.

وعلى الرغم من أن الإحصائيات النهائية لعام 2018 لم تتوفر بعد، تشير الأرقام إلى أنه وبين شهري كانون الثاني وأيلول منه، بلغت هذه الهجمات نحو 578 هجمة، بينما كانت قد وصلت إلى 780 اعتداء في الأشهر التسعة الأولى من عام 2017.

أما عن شكل هذه الانتهاكات فتمثلت بحالات إكراه، وتوجيه إهانات وشتائم، والتسبب بأضرار في الممتلكات، وتلطيخ للجدران، وفق ما سجل موظفو الأمن الألماني.

وعلى الرغم من تراجع هذه الهجمات، أشارت البيانات إلى حدوث ارتفاع في أعداد الأشخاص الذين أُصيبوا جراءها.

وأظهرت الأرقام الأولية أن نحو 40 شخصًا أصيبوا في هجمات معادية للمسلمين حتى شهر أيلول من عام 2018، بينما في نفس الفترة من عام 2017، كان هناك 27 جريحًا فقط، وقد وصل العدد حتى نهاية العام إلى 32 جريحًا.

ولفتت الداخلية الألمانية إلى أن الجناة في جميع هذه الجرائم تقريبًا ينتمون لأحزاب “اليمين المتطرف” المعادية للاجئين والمسلمين.

وتُقدر نسبة المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا بحوالي خمسة ملايين شخص، أي ما يعادل 6% من عدد السكان الكلي.

وغالبية المسلمين في ألمانيا هم من الأصول التركية، بينما يزيد عدد العرب على مليون، غالبيتهم من السوريين الذين وصل عددهم إلى نحو 750 ألفًا نهاية العام الماضي.

ويقيم المسلمون الألمان في العاصمة برلين والمناطق الغربية من البلاد، وتبلغ نسبة قاطني هذه المناطق تقريبًا 98% من العدد الإجمالي للمسلمين هناك، أما باقي النسبة فيسكنون في المناطق الشرقية من البلاد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة