ثلاث وجهات نظر حول المنطقة “الآمنة” شمال شرقي سوريا

مقاتلين من قوات "سوريا الديمقراطية" على مشارف مدينة منبج شرق حلب - 13 حزيران الجاري (رويترز)

camera iconمقاتلين من قوات "سوريا الديمقراطية" على مشارف مدينة منبج شرق حلب - 13 حزيران الجاري (رويترز)

tag icon ع ع ع

اختلفت وجهات النظر بين أطراف النزاع حول المنطقة “الآمنة” التي تعتزم تركيا إنشاءها في شمال شرقي سوريا، على الحدود السورية- التركية.

وبعد إعلان الولايات المتحدة عن وصولها مع تركيا لاتفاق حول المنطقة، ردت “الإدارة الذاتية” التي تسيطر على تلك المناطق والنظام السوري على الإعلان.

واعتبرت واشنطن، بعد انتهاء الجولة الثانية من المحادثات بين مسؤولين أمريكيين وأتراك بشأن المنطقة، الأربعاء 7 من آب الحالي، أن المنطقة ستكون “ممر سلام”، وسيتم بذل جميع الجهود الممكنة من أجل عودة السوريين إلى بلدهم.

واتفق الطرفان على إنشاء مركز عمليات مشترك في أقرب وقت ممكن في تركيا، بهدف إنشاء وتنسيق وإدارة المنطقة بشكل مشترك، بالإضافة إلى اتفاق الجانبين على تنفيذ التدابير الأولى بشكل عاجل، لإزالة مخاوف تركيا الأمنية على حدودها الجنوبية مع سوريا.

ولكن “الإدارة الذاتية” التي تدير شؤون المنطقة، حاليًا، اعتبرت أن الهجوم التركي على المنطقة سيتسبب “بفوضى” يمكن أن يستغلها تنظيم “الدولة الإسلامية” للظهور مجددًا.

وحذر مستشار في “الإدارة الذاتية”، بدران جيا كرد، من اشتعال “حرب كبيرة” في حال فشلت واشنطن بوقف الهجوم الذي تخطط له تركيا بمناطق شرقي الفرات.

وقال جيا كرد في تصريحات لوكالة “رويترز”، “إن وقوع هجوم تركي سيؤدي إلى (صراع كارثي) يبذل المسؤولون (في قوات سوريا الديمقراطية) أقصى ما في وسعهم لمنع حدوثه من خلال المحادثات مع الدول الأجنبية”.

وبيّن أنه في حال وقوع هجوم على المنطقة سيكون على معظم القوات الكردية الانتشار على الحدود مع تركيا، وهو ما سيمنعها من مطاردة خلايا تنظيم “الدولة” النائمة، أو حراسة آلاف السجناء من التنظيم.

النظام السوري اتخذ منحى آخر، عقب الإعلان عن الاتفاق التركي- الأمريكي، إذ حمل “الإدارة الذاتية” وجناحها العسكري (قوات سوريا الديموقراطية) مسؤولية الاتفاق، كما اعتبر إقامة المنطقة “الآمنة”، “مشروعًا عدوانيًا”.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله، اليوم الخميس، “إن بعض الأطراف السورية من المواطنين الكرد ارتضت لنفسها أن تكون أداة في هذا المشروع العدواني الأمريكي التركي، وتتحمل مسؤولية تاريخية في هذا الوضع الناشئ”.

ورفض النظام الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية حول إنشاء المنطقة، واعتبر أن “الاتفاق عرى بشكل واضح الشراكة الأمريكية التركية في العدوان على سوريا التي تصب في مصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب”.

كما اعتبر أن “الاتفاق كشف الأطماع التوسعية التركية وكشف بشكل لا لبس فيه التضليل والمراوغة اللذين يحكمان سياسات النظام التركي”.

وتتطلع تركيا لإقامة المنطقة بعمق 32 كيلو مترًا من الحدود التركية باتجاه الأراضي السورية، وتولّي السيطرة عليها، وإخراج المقاتلين الكرد منها، بينما تريد واشنطن أن تكون المنطقة بعمق خمسة كيلو مترات دون دخول القوات التركية أو المدعومة منها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة