“المنطقة الآمنة” تغيّب التصريحات التركية حول معارك إدلب

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال فعاليات إحياء ذكرى جلال الدين الرومي 17 من كانون الأول 2018 (صحيفة حريات)

camera iconالرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال فعاليات إحياء ذكرى جلال الدين الرومي 17 من كانون الأول 2018 (صحيفة حريات)

tag icon ع ع ع

سيطرت “المنطقة الآمنة” والمفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إنشائها، على المشهد التركي وتصريحات المسؤولين الأتراك، في ظل غياب موقف واضح بشأن معارك إدلب.

وتشهد مناطق ريف إدلب الجنوبي تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق من قبل قوات النظام بدعم الطيران الروسي، إلى جانب دخول “حزب الله” اللبناني والميليشيات الإيرانية في المعارك.

وتقدمت قوات النظام السوري، خلال الأيام الماضية، بشكل كبير، وسيطرت على بلدة الهبيط والقرى المحيطة بها غرب مدينة خان شيخون، كما سيطرت على تل سكيك وسط محاولتها السيطرة على بلدة التمانعة شرق الخان.

التقدم رافقه غياب تركي تام عن المشهد في المنطقة، إذ لم يصدر أي تصريح حول تقدم قوات النظام، باستثناء تحذير أطلقه وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، في 5 من آب، من تفاقم المأساة الإنسانية في إدلب في حال خرق الهدنة وعودة الاشتباكات العسكرية.

وتزامن التصريح حينها مع إعلان النظام السوري إلغاء وقف إطلاق النار، المتفق عليه مع الفصائل المقاتلة، وعودة العمليات العسكرية في المنطقة.

ويأتي ذلك في ظل وجود نقطة مراقبة عسكرية تركية في مدينة مورك بريف حماة الشمالي، وفي حال وصول قوات النظام إلى مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، سيؤدي ذلك إلى عزل مدن وبلدات ريف حماة (كفرزيتا ومورك اللطامنة) الأمر الذي قد يقطع طريق الإمداد عن نقطة المراقبة.

وأدى غياب التصريحات التركية إلى انتشار شائعات حول إيقاف تركيا دعمها للفصائل التي تقاتل النظام السوري، الأمر الذي نفته “الجبهة الوطنية للتحرير”، التي تضم فصائل من الجيش الحر.

وقال المتحدث باسم “الجبهة”، النقيب ناجي مصطفى، في وقت سابق لعنب بلدي، إن الدعم التركي لم يتوقف، مستدلًا على ذلك بتدمير أهداف بصواريخ “تاو” المضادة للدروع.

وتعتبر تركيا من الدول الضامنة لاتفاق “سوتشي” الموقع مع روسيا، في أيلول الماضي، والذي ينص على إقامة منطقة عازلة في ريفي إدلب وحماة.

الغياب التركي عن إدلب رافقه تحرك واسع في المنطقة الآمنة، التي تسعى إلى إنشائها في شرق الفرات، عبر تصريحات متكررة من مسؤولين أتراك حول المنطقة وإنشائها.

واتفقت تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية، الأسبوع الماضي، على إنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا، لتنسيق شؤون وإدارة المنطقة الآمنة.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية عبر حسابها في “تويتر”، أمس، أن وفدًا أمريكيًا مكونًا من ستة أشخاص بدأ أعمال إنشاء البنية التحتية لمركز العمليات في ولاية أورفا التركية من أجل البدء بالعمل في أقرب وقت ممكن.

وتنعقد قمة ثلاثية في 11 من أيلول المقبل في تركيا، بحضور رؤساء الدول الضامنة، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، لمناقشة الملف السوري وخاصة في إدلب.

ويخشى سوريون من أن تسفر القمة عن اتفاق غير معلن يقضي بتسليم مناطق في ريف إدلب وريف حماة لقوات النظام، مقابل تأييد روسي لإنشاء منطقة آمنة في شرق الفرات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة