قضية عنصرية دعمها ترامب قبل 30 عامًا

“عندما رأونا”.. إدانة دون دليل تحطم حياة خمسة مراهقين

camera iconمسلسل When They See Us (نتفليكس)

tag icon ع ع ع

يصور مسلسل “عندما رأونا” (When They See Us) حكاية حقيقية تعود إلى نهاية عقد الثمانينيات في أمريكا، عن خمسة مراهقين أدينوا، بناءً على ألوان بشرتهم، بجريمة زجت بهم وراء قضبان السجون ورهنت حياتهم بالظلم والكراهية.

تعرضت شابة في عمر  28 عامًا للاعتداء والضرب في أثناء جريها في حديقة “سنترال بارك” الشهيرة في مدينة نيويورك الأمريكية عام 1989. وسببت وحشية الجريمة اهتمام الشعب الأمريكي، لا لما سببته من آلام جسدية ونفسية للضحية التي عانت من غيبوبة لـ 12 يومًا بعد الهجوم، واستيقظت فاقدة لذكريات الحادثة ولحاسة الشم، ولكن بسبب من قدمتهم الشرطة كمرتكبين للجريمة.

كان كل من كيفن ريتشردسون وريموند سانتانا، البالغين من العمر 14 عامًا، وأنترون مكراي ويوسف سلام، البالغين من العمر 15 عامًا، وكوري وايز، البالغ من العمر 16 عامًا، هم المتهمين الرئيسيين الذين ألبستهم تحقيقات الشرطة القضية وأدانتهم بها، من بين 30 مراهقًا سودًا ولاتينيين صادف تجولهم في الحديقة وقت وقوع الجريمة.

عرف الفتية باسم مجموعة “سنترال بارك الخمسة”، بعد أن اعترفوا بارتكابهم الجريمة عقب خضوعهم لسبع ساعات من التحقيق على الأقل دون حضور أهلهم، رغم عدم وجود أدلة تورطهم بالجريمة وعدم توافق دلائل الحمض النووي المكتشفة في ساحة الجريمة مع أي منهم.

حكمت عليهم المحكمة، بعد محاكمتين لاقتا ضجة إعلامية قوية ودعتا دونالد ترامب، الرئيس الحالي للولايات المتحدة ورجل الأعمال السابق، لإنفاق 85 ألف دولار لشراء أربع صفحات من الإعلانات في صحف نيويورك تحض على إعدامهم بعنوان “أعيدوا عقوبة الإعدام، أعيدوا شرطتنا!”، بالسجن ما بين ستة إلى 13 عامًا، بتهم محاولة القتل والاغتصاب والاعتداء والسرقة.

اعترف المجرم الحقيقي بفعلته بعد مرور 12 عامًا، مبرئًا الفتية من التهم، واتضح أن الفاعل، ماتياس رياس، كان بعمر 17 عند ارتكابه الجريمة ضمن سلسلة من جرائم الاغتصاب التي ارتكبها قبل سجنه من قبل الشرطة بقضية منفصلة.

لم توجه لماتياس التهم التي وجهت للفتية الخمسة بسبب سقوطها بالتقادم، ولكنه لا يزال بالسجن وهو يقضي حكمًا فيه مدى الحياة بسبب جرائمه الأخرى، وموعد إطلاق سراحه المشروط المقبل مجدول لعام 2022.

تناولت شبكة “نتفليكس” الأمريكية قصة الفتية الخمسة بمسلسل قصير من أربع حلقات، عُرض تحت اسم “عندما رأونا” نهاية أيار الماضي، وجه نقدًا لاذعًا للتعامل العنصري مع الأطفال، وتبنى شعارًا على ملصقه مفاده “ماذا لو خلق كل الصبية متساوين؟”.

ضم العمل مجموعة متميزة من الممثلين المحترفين واليافعين، الذين قدموا أداءً متقنًا، أدى إلى توقع حصوله على جائزة “إيمي” في أيلول المقبل كأفضل مسلسل قصير لعام 2019، حسبما ذكر موقع “Gold Derby“، نقلًا عن خبراء في التقييم الفني.

أدى العمل إلى عودة التركيز على القضايا العنصرية لدى الشرطة الأمريكية ولدى الرئيس، دونالد ترامب، الذي صرح عام 2016 أنه لا يزال يعتقد أنهم مذنبون رغم تبرئتهم، ورفض في حزيران الماضي التراجع عن دعواته السابقة.

حصل الفتية على أكبر تعويض في تاريخ نيويورك، بلغت قيمته 41 مليون دولار قُسمت بينهم حسب الفترة التي قضوها في الحجز، لكنها لم تعوض الألم الذي مروا به، حسبما قال كوري وايز في وثائقي نشر عام 2012، “بإمكانك أن تسامح لكنك لن تنسى. لا يمكنك نسيان ما فقدت، لا مال يمكنه استرجاع الزمن، لا مال بإمكانه إعادة الحياة التي فوتناها أو الوقت الذي سلب منا”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة