مخيمات الشمال السوري تغصّ بالنازحين

camera iconمخيم أطمة للاجئيين السوريين في ريف إدلب بالقرب من الحدود السورية التركية 2015 (AP)

tag icon ع ع ع

عبد الله دندش – برنامج “مارِس” التدريبي

مع مرور أكثر من ستة أشهر على بدء الحملة العسكرية للنظام على إدلب وريف حماة الشمالي، لم تعد الاستجابة الطارئة لموجات النزوح تكفي كحل مؤقت لآلاف العائلات التي تركت منازلها في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، والتحقت بالمخيمات الحدودية.

فبينما استأجر جزء من النازحين منازل في مدينة إدلب وبعض مدن وبلدات الريف الشمالي، اضطر أغلب النازحين إلى الإقامة في مخيمات ممتلئة أساسًا بالنازحين، ولم يجد آخرون سوى العراء ليفترشوه.

“لا يمكن استيعاب أي عائلة جديدة”

وثق فريق “منسقو الاستجابة”، الذي يقوم عليه من مجموعة ناشطين في المجال الإنساني، نزوح أكثر من 131 ألف عائلة (أكثر من 853 ألف نسمة) في الشمال السوري، في الفترة بين شباط الماضي وآب الحالي، “في أكبر موجة نزوح تشهدها سوريا منذ 2011″، على حد وصفه.

وذكر الفريق في بيان نشره في 15 من آب الحالي، أنّ المنطقة باتت “عاجزة كليًا عن الاستجابة العاجلة للنازحين وسط استمرار تدفق الآلاف من النازحين الفارين من العمليات العسكرية”.

ويصل عدد المخيمات في الشمال السوري إلى 600، بحسب مديرية شؤون المخيمات التابعة لوزارة التنمية والشؤون الإنسانية، في حكومة الإنقاذ.

وقال مدير شؤون المخيمات، خالد العمر، لعنب بلدي، “نفدت الطاقة الاستيعابية للمخيمات بشكل كامل، ووصلت إلى مرحلة الذروة، لدرجة أنه لا يمكننا استيعاب أي عائلة جديدة”.

ووصف العمر الأوضاع الإنسانية بأنها “سيئة جدًا، خاصة بعد موجة النزوح الأخيرة، التي شكلت عبئًا على المخيمات من كل النواحي، في ظل ضعف الدعم المقدم من جميع الجهات وخاصة المنظمات”.

“يفترشون العراء”

فاطمة العلي (21عامًا)، من مدينة كفرهود في ريف حماة الشمالي، نزحت قبل ثلاثة أشهر مع عائلتها، ومنذ ذلك الحين يفترشون العراء، ويقطنون تحت أشجار الزيتون، حسبما قالته لعنب بلدي.

وأضافت، “لم يقدم أحد أي شيء لنا. أهالي المخيم هم من قاموا بمساعدتنا، لا يوجد خيم ولا يوجد غذاء، ولا أي شيء يعيننا على مشقة النزوح”.

ياسين الياسين (35 عامًا)، نزح أيضًا من مدينة الهبيط في ريف إدلب، ويقيم مع عائلته منذ ثلاثة أشهر في إحدى أراضي الزيتون، ووفق ما أكده لعنب بلدي، لا يستطيع، نتيجة سوء الأوضاع المعيشية، أن يؤمّن كامل مستلزمات عائلته الغذائية.

أما روز المحمود (45 عامًا)، من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، فقالت “نقيم منذ ثلاثة أشهر ونصف تحت الشجر، ولم نحصل على المساعدة من أي جهة”.

وتسعى مديرية شؤون المخيمات إلى مساعدة النازحين المقيمين في العراء، بحسب مديرها، خالد العمر، الذي قال، “بدأنا بإنشاء مخيمات جديدة نتيجة الضغط الحاصل لكن هذه المخيمات تفتقر إلى الخيام والمياه والطرق والمرافق الحيوية، في ظل قلة الدعم الذي لم يصل إلى 20٪ من حجم النزوح العام”.

أربع عائلات في كرفانة

توفر الكرفانات بديلًا عن الخيام، وتعتمد عليها بعض المخيمات، كمساكن مؤقتة للنازحين، وبينما تكفي كل كرفانة لعائلة مكونة من ستة أشخاص، باتت تستقبل ثلاث عائلات أو أكثر.

مدين العبد الله (45 عامًا)، من مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، أكد لعنب بلدي أن عائلته اضطرت لتسكن في كرفانة مشتركة، مع عائلة أخرى.

أما مروة (طلبت عدم نشر اسمها كاملًا لأسباب اجتماعية)، فأضافت، “توجهت إلى المخيمات الحدودية مع أطفالي وجلسنا تحت الشجر مع أربع عائلات، إلى أن تبرع شخص لنا بكرفانة لأربع عائلات، المكان ضيق جدًا ومزدحم، وهذا يتسبب لنا بالإحراج”.

ويتم شراء بعض الكرفانات بشكل شخصي من قبل النازحين، أو تحصل عليها بعض العائلات كتبرع من أفراد أو منظمات، بينما توفر بعض المخيمات الكرفانات بشكل مجاني.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة