مدرسة الناشط “بلال كريّم” تفتح أبوابها لأطفال المخيمات في إدلب

camera iconمدرسة الشهيد بلال كريم بريف إدلب 7 أيلول 2019 (الناشط يوسف شعبان)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

افتتح ناشطون في ريف إدلب مدرسة باسم ناشط إعلامي قتل بتفجير، في أثناء توزيع الخبز على النازحين قبل أشهر، في خطوة لاحتواء مئات الطلاب النازحين في المخيمات ولتخليد ذكراه بعمل خيري.

المدرسة الابتدائية في مخيمات شمالي إدلب، حملت اسم الناشط بلال كريّم، المعروف بـ”عمر الدمشقي”، الذي قتل في حزيران الماضي، بعبوة ناسفة انفجرت بسيارته في أثناء توجهه لتوزيع الخبز على مخيمات النازحين بريف إدلب.

وتقع المدرسة في منطقة البردقلي بين سرمدا والدانا بريف إدلب الشمالي، وتتوسط 18 مخيمًا للنازحين، وتستوعب نحو 450 طالبًا من الأطفال المحرومين من التعيلم، وبينهم 380 طالبة بحاجة لمحو أمية، سيبدؤون تعليمهم في الصف الأول وفقًا لمستواهم التعليمي.

افتتحت المدرسة مطلع أيلول الحالي، بجهود مجموعة من الناشطين أطلقت على نفسها اسم “أصدقاء بلال”، وتضم خمسة صفوف مدرسية وباحة للطلاب، إضافة لغرفة للمدرسين والإدارة، وتستقبل المدرسة حاليًا صفوف الأول والثاني والثالث، مع مساعٍ لاستكمال استقبال المرحلة الابتدائية.

تخليد لذكرى بلال

يقول المشرف على المشروع، يوسف شعبان، وهو مسؤول أيضًا في حملة “الراحمون يرحمهم الرحمن” الإغاثية، إن مدرسة “الشهيد بلال كريّم”، بُنيت بمالبغ تبرعات من أصدقاء بلال جمعت سابقًا لعلاجه بعد الإصابة، تقدر بمليونين ونصف المليون ليرة سورية (نحو 3800 دولار)، ولكن وفاته متأثرًا بجروحه حالت دون صرفها، معتبرًا هذا المشروع تحقيقًا لأمنيته بتعليم هؤلاء الأطفال وتخليدًا لذكراه.

ويقول شعبان، “كان لدينا حلم ببناء المدرسة ونجحنا بذلك، ولكن الأهم أن نتمكن من بناء مدرسة ثانية العام المقبل، نظرًا لعدد الطلاب المتوقع أن تستقبله المدرسة من المخيم”.

سجل المجمع التربوي في إدلب المدرسة الجديدة في قوائمه، وتعاون مع الناشطين لاعتماد المناهج، بحسب شعبان، الذي أشار إلى أن محاولة جمع كادر مختص من خريجي كلية التربية أو معهد إعداد المعلمين، لاستيعاب الطلاب المتأخرين عن تلقي التعليم بسبب الظروف الحالية.

تقدر منظمة “أنقذوا الطفولة” أن نصف أطفال إدلب مهددون بالحرمان من الدراسة، بحسب تقرير نشرته في 4 من أيلول الحالي.

وقالت المنظمة إن 87 منشأة تعليمية تضررت بسبب العمليات العسكرية شمال غربي سوريا، في حين تستخدم أكثر من 200 مدرسة كملاجئ للنازحين.

وبحسب التقرير، فإن المدارس المتبقية في إدلب يمكنها استيعاب 300 ألف طفل فقط، من أصل 650 ألف طفل في سن الدراسة.

وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وجود 150 ألف طفل بعمر المدرسة بحاجة لخدمات التعليم في الشمال السوري، بحسب تقرير صادر عنها في آب الماضي.

من هو بلال كريّم؟

عمل الناشط الإعلامي بلال كريّم، المعروف بـ “عمر الدمشقي”، ناشطًا إعلاميًا متعاونًا مع عدة وكالات إعلامية من مدينة التل شمال دمشق، التي هجر منها قسريًا إلى إدلب في أواخر عام 2016، حيث عمل متطوعًا في حملة “الراحمون يرحمهم الرحمن” في تقديم المساعدات الإغاثية لمخيمات النازحين في إدلب.

وكان الناشط، الذي ينحدر من قرية عقربا بريف دمشق، أصيب جراء عبوة ناسفة مزروعة بسيارته، في 17 من حزيران الماضي، في أثناء توجهه لتوزيع الخبز في مخيمات ريف إدلب الشمالي، برفقة الناشط محمد الدمشقي.

ونُقل بلال عقب إصابته إلى المشافي التركية، ليتوفى بعد خمسة أيام من محاولة إنقاذه، متأثرًا بجروحه، وشيعه أصدقاؤه إلى مثواه الأخير في إدلب، في 24 من حزيران.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة