“أيلول السياسيين”.. لرسم مرحلة مقبلة في سوريا

camera iconاجتماع الإئتلاف المعارض وهيئة التفاوض العليا مع سفراء وممثلي أصدقاء الشعب السوري - 6 من أيلول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – مراد عبد الجليل

يشهد الملف السياسي السوري مستجدات ومشاورات يقودها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، بهدف دفع العملية السياسية إلى الأمام والبدء بمفاوضات جدية بين النظام والمعارضة، عبر الاتفاق النهائي على تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاقها.

لكن كثرة اللاعبين على الساحة السورية وتضارب رغباتهم ومصالحهم، وعدم وجود جدية بالبدء بمفاوضات مباشرة، والإصرار على إنهاء الملف عسكريًا عبر السيطرة على مناطق المعارضة، قد يحول دون ذلك، الأمر الذي يتطلب جهدًا كبيرًا من قبل بيدرسون لمنع عودة التصعيد العسكري وموجة نزوح جديدة لملايين المواطنين المقيمين في منطقة شمال غربي سوريا.

ويشهد شهر أيلول الحالي تحركًا سياسيًا لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” و”هيئة التفاوض العليا”، بحسب عضو “الهيئة” هادي البحرة، الذي أوضح، في حديث إلى عنب بلدي، أن هناك تحركًا من قبل المجتمع الدولي تزامنًا مع عدة استحقاقات دولية قد ترسم ملامح وصورة أوضح للمشهد السوري، خلال المرحلة المقبلة.

تحركات مكوكية للمبعوث الدولي

أول هذه التحركات كانت للمبعوث الدولي، الذي بدا متفائلًا تحت قبة مجلس الأمن، في 30 من آب الماضي، بالإعلان عن انتهاء الخلاف حول تشكيل اللجنة الدستورية وقرب انطلاقها، ليبدأ جولة مكوكية من طهران إلى أنقرة، التي التقى فيها المعارضة السورية، قبل زيارته إلى دمشق والولايات المتحدة الأمريكية لاحقًا، وكل ذلك يصب في بحث التطورات “النهائية” للجنة الدستورية.

وأكد البحرة وجود جدية من قبل الأمم المتحدة لتشكيل اللجنة الدستورية، لكنه أوضح أنه لا توجد أي معطيات فعلية على الأرض من قبل النظام، الذي ما زال يعيق تشكيلها بـ”أعذار واهية”، بحسب تعبيره.

كما لا توجد جدية من قبل روسيا وإيران للضغط فعليًا على النظام لإزالة هذه العراقيل، وبالتالي هناك شبه استراتيجية مشتركة من الدول لعدم تفعيل المسار السياسي، حسب قول البحرة.

من جهته، قال رئيس “هيئة التفاوض العليا”، نصر الحريري، إن أغلب القضايا الخاصة باللجنة الدستورية انتهت من ناحية النقاش، وما زالت هناك بعض الملاحظات حول مشاركة بعض الأسماء، إذ إن هناك شخصًا ما زال عليه اعتراض ومن المتوقع طرح شخصية غيره، إضافة إلى مناقشات في بعض القواعد الإجرائية التي يمكن خلال الأيام المقبلة التوصل إلى حل لها، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في النظام السوري الذي يضع العراقيل كل مرة ويتذرع بعدة نقاط بهدف عرقلة تشكيل اللجنة.

وأكد الحريري، في لقاء مع عنب بلدي، وجود جهود لإطلاق عمل اللجنة قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ 74، التي ستنطلق بين 17 و24 من أيلول الحالي، معتبرًا أن “الهيئة تعمل على إنجاح هذه الجهود، لكن دون أن تترافق هذه المحاولات بتحسن ميداني فلن يكون منطقيًا (إطلاق اللجنة)، لأن المشكلة ليست في إعلان اللجنة، وإنما الصعوبة الأكبر هي في عملها”.

وأكد الحريري، “أمامنا شوط طويل، وإذا لم تتوفر إرادة من جميع الأطراف للتوصل إلى حل سياسي، يكون التركيز على التفاصيل دون جدوى”.

لجنة اتصال دولية

وإلى جانب تحرك بيدرسون، تجري المجموعة المصغرة حول سوريا، التي تضم كلًا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ومصر والسعودية والأردن، اجتماعًا في 12 من أيلول لمناقشة الملف السوري.

ويبذل بيدرسون جهودًا من أجل تشكيل لجنة اتصال دولية تضم كلًا من “المجموعة المصغرة” و”مجموعة أستانة”، التي تضم كلًا من تركيا وروسيا وإيران، بمجموعة واحدة تدعم الحل السياسي، كون الانقسام الحالي لا يخدم أحدًا، بحسب الحريري، الذي يعتقد أنه ليس من السهل تشكيل المجموعة، خاصة في ظل الدور السلبي الذي تقوم به إيران في سوريا والمنطقة.

لقاء ثلاثي تنتظره إدلب

وفي مقابل المسار السياسي، تتوجه أنظار السوريين وخاصة المقيمين في مدينة إدلب شمالي سوريا إلى اللقاء الثلاثي، الذي يضم كلًا من الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، في العاصمة أنقرة في 16 من الشهر الحالي، لمناقشة الملف السوري وخاصة إدلب.

ويأتي اللقاء عقب تقدم قوات النظام، بدعم سلاح الجو الروسي، وسيطرتها على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وجيب ريف حماة الشمالي، رغم دخول المنطقة ضمن اتفاق “سوتشي” بين تركيا وروسيا، الذي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح.

وينظر إلى اللقاء باعتباره “فاصلًا”، فقد يتم خلاله الاتفاق على استمرار وقف إطلاق النار والعودة إلى بنود اتفاقية “سوتشي” بين تركيا وروسيا، أو العودة إلى القصف والعمليات العسكرية في المنطقة.

واستخدم النظام وروسيا حجة وجود “الإرهاب” (هيئة تحرير الشام) ذريعة لمهاجمة إدلب، بحسب الحريري، الذي اعتبر أن “الحجة ليست صحيحة”، لأن المستهدف هم المدنيون الذين خرجوا ضد النظام وليس تنظيم “الدولة” أو “تنظيم القاعدة”، وأرقام المراكز الصحية والتعليمية والأسواق الشعبية التي دُمرت بفعل القصف دلالة واضحة على ذلك.

وأكد الحريري أن “هيئة التفاوض” تعمل مع تركيا والولايات المتحدة من أجل فرض وقف إطلاق شامل في المنطقة، يسمح للعملية السياسية بالتحرك وإعطاء فرصة للتخلص من “التنظيمات الإرهابية”.

واعتبر رئيس “هيئة التفاوض” أنه ليس من السهل إقناع الدول الداعمة للنظام أن تعزف عن أملها في تحقيق الحل العسكري، لكنه أعرب عن أمله بوجود الضغط التركي وتحركات المجتمع الدولي، على الرغم من الاستجابة التي وصفها بـ “الخجولة والمخزية” تجاه إدلب، إضافة إلى جهود المقاتلين في الفصائل المعتدلة وتصديهم الذي أوصل رسالة أن المعركة ليست سهلة.

تحركات دولية

تحركات بيدرسون واللقاء الثلاثي تتزامن مع انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في الثلث الأخير من أيلول الحالي، إضافة إلى إقامة ندوات على هامش الاجتماع بخصوص قضايا اللاجئين والمعتقلين والمهجرين، يقوم بتنظيمها الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، بناء على طلب “هيئة التفاوض”.

وبحسب عضو “هيئة التفاوض”، هادي البحرة، فإنه مع نهاية أيلول ستكون هناك صورة أوضح عن فرص تفعيل العملية السياسية في سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة