نازحون يسكنون الكهوف في إدلب

camera iconنازح يدخل أحد الكهوف بريف إدلب الجنوبي - 6 أيلول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – إياد عبد الجواد

يعيش علي حمود مع عائلته وأطفاله في أحد الكهوف بريف إدلب الجنوبي، هربًا من القصف الجوي والصاروخي الذي يطال قريته ومنزله منذ أشهر، معتبرًا معاناة العيش في الكهف الصخري، أقل من خطر الصواريخ والقذائف.

حمود الملقب بـ “أبو عبدو”، لجأ إلى الكهف الذي حفره قبل سنوات بأدوات بسيطة لحماية عائلته وأطفاله، بعد أن أجبرته الحملة العسكرية من قوات النظام السوري وروسيا على ترك بلدته معرتحرمة جنوبي إدلب.

وتعيش أعداد كبيرة من نازحي ريف إدلب الجنوبي في كهوف صخرية وهي عبارة عن ملاجئ تحت الأرض، حفرها النازحون سابقًا، مستفيدين من طبيعة المنطقة، لتكون الملجأ الوحيد لهم في ظل الحملات الجوية على المنطقة.

معاناة داخل الكهوف

يقول علي لعنب بلدي إن هناك مخاطر للسكن داخل الكهوف، منها نسبة الرطوبة العالية وقلة التهوية والتعرض لأشعة الشمس، التي تنعكس بأمراض على ساكني الكهف وخاصة الأطفال والمسنين.

كما أن دخول الحشرات والزواحف إلى داخل الكهف يهدد النازحين بخطر العقارب والأفاعي، إلى جانب تسرب الدخان والغبار الناجم عن القصف إلى داخل الكهف، والذي قد يؤدي لحالات اختناق.

ورغم المخاطر التي يعانيها وعائلته، يجد علي الكهف أكثر أمانًا وطمأنينة من العودة إلى قريته المهددة بقصف جوي كسائر بلدات ريف إدلب الجنوبي، خاصة مع خلو المنطقة من ساكنيها.

يقول حافظ الحموي، وهو أحد سكان ريف إدلب في حديث لعنب بلدي، إنه يسكن في أحد كهوف المنطقة، ويقطع مسافة 15 كيلومترًا بشكل يومي لشراء حاجاته الضرورية.

ماذا يقول الأطباء؟

الطبيب في مديرية صحة حماة سالم السيد، يقول إن أهم المخاطر الصحية للمقيمين داخل الكهوف، هي الخطر على الجهاز التنفسي، الذي يتسبب بحساسية قد تتطور فيما بعد إلى التهابات، ثم مرض الربو وخاصة عند الأطفال نتيجة الرطوبة العالية.

ويشير الطبيب، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أمراض أخرى منها جلدية، إذ يعد الكهف بيئة مناسبة لذبابة الرمل التي تتسبب بمرض اللاشمانيا، ولبعض الحشرات الضارة ومنها القمل، إلى جانب أضرار على البصر، وضعف النمو لدى الأطفال نتيجة التباين في درجات الحرارة والإقامة الطويلة بداخله.

لكن هل هذه الكهوف آمنة؟

الكهوفة ليست محمية من القصف الجوي وخاصة القنابل الروسية، خاصة بعد تدمير كهوف وملاجئ ومستشفيات تحت الأرض بقنابل ارتجاجية استخدمتها الطائرات الروسية في وقت سابق، بحسب مسؤول الدفاع المدني في إدلب، مصطفى حاج يوسف.

ويضيف حاج يوسف، في حديث إلى عنب بلدي، أن هذه الكهوف ليست مسكنًا دائمًا للنازحين، ولكنها ملجؤهم الوحيد في حالات التصعيد العسكري المتمثلة بالقصف وخاصة الجوي، وقد يعيشون بداخلها فترات طويلة.

ويعتبر سكان الكهوف أن طائرات الاستطلاع هي الخطر الأكبر عليهم، لوجودها المتكرر في سماء المنطقة ورصدها لأي تحركات بشرية وخاصة في ساعات الليل، ما يجعلهم هدفًا للطائرات الحربية في أي لحظة.

وتعرضت مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي لحملة عسكرية من النظام السوري وحليفه الروسي بغطاء جوي خلال الأسابيع الماضية، بالتزامن مع معارك في المنطقة أدت إلى سيطرة النظام وحلفائه على مناطق خان شيخون جنوبي إدلب، وريف حماة الشمالي بشكل كامل.

وبلغ عدد النازحين في المنطقة 948 ألف نسمة، منذ بداية الحملة العسكرية على محافظة إدلب وريف حماة، في 2 من شباط وحتى 26 من آب الماضي، بحسب أرقام فريق “منسقو الاستجابة في الشمال السوري”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة