خلافات وقلة دعم..

بداية “غير مبشرة” للعام الدراسي في مخيمات ريف إدلب الغربي

مدرسة للأطفال النازحين من ريف حماة في مخيمات ريف إدلب - 9 من تشرين الثاني 2018 (عنب بلدي)

camera iconمدرسة للأطفال النازحين من ريف حماة في مخيمات ريف إدلب - 9 من تشرين الثاني 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – أحمد حاج بكري

“لا نملك سعر الكتب للطلاب، ولا رواتب للمعلمين، ولا حتى أبسط مستلزمات التعليم، لكن الأطفال هنا هم أطفالنا وواجبنا تعليمهم والوقوف معهم لبناء مستقبل أفضل لهم”، هكذا يشرح الأستاذ رشيد المصاعب التي تواجه كادره قبل بداية كل عام جديد.

في مخيمات ريف إدلب الغربي، من قرية الحمبوشية وصولًا إلى قرية الزوف، يستقبل ما يقارب ثمانية آلاف طفل العام الدراسي الجديد، موزعين على 40 مدرسة بمستوى تعليمي متوسط، كما وصفه مدير تربية اللاذقية، الأستاذ محمد فارس حمادي، في حديث إلى عنب بلدي، بينما يعتبر بعض الأهالي الواقع التعليمي متدنيًا وسيئًا جدًا.

مدارس بلا مستلزمات

الأستاذ رشيد، مدير مدرسة “الوفاء” في مخيم الوفاء بريف إدلب الغربي، يقول إن عدد الطلاب المسجلين في المدرسة للعام الدراسي المقبل (2019- 2010) بلغ 163 طالبًا وطالبة، يعيشون في مخيمات الوفاء وخرماش والمخيمات العشوائية الموجودة بالمنطقة، مشيرًا، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أن كادر مدرسته يعمل بشكل تطوعي منذ إنشاء المدرسة قبل ثلاث سنوات، باستثناء العام الدراسي الماضي، إذ وصلت للكادر التعليمي منحة واحدة، قيمتها عشرة آلاف ليرة سورية لكل معلم، أي ما يعادل 16 دولارًا تقريبًا.

إلا أن أكبر مشكلة تواجه المدارس العاملة في مخيمات ريف إدلب الغربي، من وجهة نظر مدير مدرسة “الوفاء”، هي عدم توفر مناهج معتمدة وكتب للطلاب، خاصة كتب الصف الأول والثاني الابتدائي، التي لم تصل منها أي نسخة للمخيمات، على حد قوله.

ويضيف الأستاذ رشيد أن التعليم ضرورة لا بد منها، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلد، ويقول، “لا يمكن التوقف عن التدريس وإهمال جيل كامل، ولكن في ظل الظروف التي نمر بها أصبح الوضع صعبًا جدًا”، مؤكدًا أنه خلال الأسبوع المقبل ستفتح المدارس أبوابها ولم تتمكن مدرسته من شراء أقلام السبورة وأوراق الطباعة والحبر وغيرها من المستلزمات الأساسية.

بالقرب من مدرسة “الوفاء”، وفي مكان لا يبعد عنها سوى عشرة كيلومترات تقع مدرسة نائية في مخيم على الحدود السورية- التركية، يقول أحد المدرّسين فيها لعنب بلدي، “نحن نحصل بشكل شهري على راتب 150 دولارًا أمريكيًا من منظمة تعليمية، وكل عام نوقع معها عقودًا لمدة عام واحد قابل للتجديد، تتكفل خلاله المنظمة بتوفير الرواتب وكامل مستلزمات المدرسة”.

ويشير المدرّس، الذي تحفظ على ذكر اسمه، إلى أنه من الصعب على المعلمين التوقف عن التدريس في حال انقطع الدعم، مردفًا، “لكن نحن أيضًا لدينا عائلات بحاجة لكثير من المتطلبات، لذا يجب على المنظمات العاملة في الشمال السوري توفير رواتب للمعلمين كي يستطيعوا إكمال عملهم دون التفكير والخوف على أسرهم”.

ويوضح المدرّس أن بعض المدارس تمكنت من توقيع عقود جديدة مع بعض المنظمات وأمّنت دعمًا لكوادرها، في حين فشلت مدارس أخرى بتحقيق ذلك، معتبرًا أن هذا الوضع “غير عادل”، مطالبًا “مديرة تربية اللاذقية الحرة”، التي تتبع لها مدارس مخيمات ريف إدلب الغربي، بتوفير الدعم والرواتب لجميع المعلمين.

خلافات شخصية فاقمت المشكلات

قبل بداية العام الدراسي الحالي، حدث خلاف حاد بين مدير ثانوية “الساحل”، في مخيم “عطاء الخير” بريف إدلب الغربي، مرعي شحيدة، ومدير “تربية اللاذقية الحرة”، التي تتبع لها المدرسة، محمد فارس حمادي.

هذا الخلاف استمر لأسابيع ووصل إلى أروقة المحاكم ولجان المراقبة، وخلص الخلاف إلى قرار بإعفاء مرعي شحيدة من إدارة ثانوية “الساحل”.

شحيدة يقول لعنب بلدي إن الثانوية التي أُنشئت منذ ثلاث سنوات تهدف إلى توفير فرصة للطلاب لإكمال دراستهم، مشيرًا إلى أن بعض طلاب الثانوية الذين درسوا سابقًا فيها أصبحوا اليوم في الجامعات بمختلف التخصصات.

ويتحدث شحيدة عن الخلاف بالقول، “لقد بنيت الثانوية من مالي الخاص واتفقت مع صاحب الأرض على أن يصبح بناء المدرسة له بعد خمس سنوات، لكن تفاجأت بقرار التربية كف يدي عن إدارة الثانوية، ولم أتوقع أن يصل الخلاف إلى هنا”، متهمًا بعض الشخصيات بتعمد إبعاده عن المدرسة لأسباب شخصية، على حد قوله.

من جهته، يقول مدير “تربية اللاذقية الحرة”، محمد فارس حمادي، لعنب بلدي إنه مع نهاية العام الدراسي الماضي وجهت مديرية التربية عدة ملاحظات لمدير ثانوية “الساحل” وكادرها الإداري بسبب بعض الأخطاء الإدارية، ومن بينها ضياع سجلات بعض الطلاب ما عرقل رفع السجلات لوزارة التعليم في “الحكومة السورية المؤقتة”، من أجل التسجيل على امتحانات الشهادة الثانوية وامتحانات المرحلة الإعدادية.

ويضيف أن بعض المشكلات كانت تتعلق بعدم وجود برنامج يومي للطلاب، ما يجبرهم على حمل جميع كتبهم يوميًا إلى المدرسة وسط غياب التنظيم، على حد قوله.

ويتابع مدير التربية، “في البداية حاولنا إصلاح الأخطاء والحديث مع الأستاذ مرعي، لكنه لم يستجب لنا واشتكى علينا أكثر من مرة، وبالنهاية جاءت لجنة من وزارة التعليم للنظر في الخلاف وأقرت بأخطائه الإدارية وتقرر إقالته من إدارة المدرسة”.

ورغم الصراعات والخلافات وقلة الدعم، تبقى الكوادر التعليمية والطلاب الحلقة الأضعف في كل الظروف المحيطة بهم، وتبقى الأولوية هي العمل على توفير راتب جيد للمعلمين وشهادة معترف بها للطلاب.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة