أين وصل تنفيذ “المنطقة الآمنة” شمال شرقي سوريا؟

camera iconقوات سوريا الديمقراطية تسحب قواتها العسكرية من حدودها الشمالية مع تركيا تنفيذاً لاتفاق المنطقة الآمنة 27 آب 2019 (وكالة هاوار)

tag icon ع ع ع

دخل تطبيق اتفاق “المنطقة الآمنة” شمال شرقي سوريا، بين الجانبين التركي والأمريكي، مرحلة من الغموض وسط تصريحات حول المفهوم الأمريكي عن المنطقة لا تلبي التطلعات التركية.

دخل الاتفاق، الذي أُعلن عنه في 7 من آب الماضي، حيز التنفيذ مع أول دورية مشتركة بين القوات التركية والقوات الأمريكية، ولكن السلطات التركية سارعت لانتقاد ما وصفته بـ”سياسة المراوغة” الأمريكية.

اتفاق “المنطقة الآمنة”

اختلفت واشنطن وأنقرة حول عمق وشكل “المنطقة الآمنة” بالإضافة لبعض التفاصيل التي ترسم مستقبل المنطقة وإدارتها واللاجئين الذين قد يعودون إليها.

ويصر الجانب التركي على أن يتراوح عمق المنطقة الآمنة بين 30 و40 كيلومترًا، تضمن بها تقييد الوجود الكردي، المتمثل بـ “الإدارة الذاتية” سياسيًا، و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عسكريًا، على اعتبار أن جزءًا كبيرًا من تلك المنطقة سيقام في مناطق نفوذها.

بينما تعارض الولايات المتحدة الأمريكية أن تمتد المنطقة الآمنة على كل تلك المساحة، دون أن تعلن عن موقف نهائي من عمقها، أو تصور معلن لامتدادها.

ورغم الخلاف الأمريكي- التركي حول هذا التفصيل، اتخذ الطرفان خطوات مشتركة لتسريع إقامتها، وتوصلا، في 7 من آب الحالي، إلى اتفاق يقضي بإنشائها.

أين وصل الاتفاق؟

في 13 من آب الحالي، أنشأ الجانبان البنية التحتية لمركز العمليات في ولاية شانلي أورفا التركية، الخاص بإدارة “المنطقة الآمنة” في الشمال السوري.

وتجلى أول التطمينات الأمريكية لتركيا في تدمير “قسد ” التحصينات العسكرية في “المنطقة الآمنة”، في 24 من آب، بإشراف “التحالف الدولي”، الأمر الذي تم بعد 24 ساعة من الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والأمريكي، رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

وتبعت تلك الخطوات خطوات أخرى لتنفيذ الاتفاق بتسيير دوريات مشتركة بين القوات الأمريكية والقوات التركية في حدود “المنطقة الآمنة”، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد 8 من أيلول.

وسارت الدورية المشتركة بين قريتي الحشيشة ونص تل شرق مدينة تل أبيض.

سبقت تسيير الدورية الأولى ثلاث طلعات جوية مشتركة بين المروحيات التركية والأمريكية في أجواء سوريا، قبل أن تنفذ القوات المشتركة طلعة رابعة، في 12 من أيلول، أقلعت من مركز العمليات المشتركة في قضاء أقجة قلعة بولاية شانلي أورفة التركية.

قلق تركي

تجلى القلق التركي في تصريحات المسؤولين من الخطوات “الشكلية” المتخذة من قبل واشنطن، بحسب وصف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في 10 من أيلول الحالي.

وفي مقابلة مع وكالة “رويترز”، 13 من أيلول، اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن مفهوم الأمريكيين لـ “المنطقة الآمنة” لا يلبي التطلعات التركية، واصفًا ذلك بأنه “يتحول إلى سياسة مراوغة”.

وأضاف أردوغان، “لا يمكننا أن نفهم ما إذا كانت سياسة المماطلة هذه بمثابة نوع من الاختبار لصبرنا، نجد صعوبة في فهم ذلك، ولكن بصراحة صبرنا بدأ ينفد، إذ سيتعين علينا تدارك الوضع بأنفسنا”.

وفي 8 من أيلول الحالي، اتهم أردوغان واشنطن بالسعي لتأسيس منطقة آمنة لمصلحة “منظمة إرهابية”، في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي تصنفها تركيا إرهابية، مؤكدًا رفض بلاده لهذا التوجه.

وأضاف أنه “في كل خطوة نخطوها، نرى أن هناك اختلافًا بين ما نريده وبين ما تصبو إليه الولايات المتحدة، فبينما نريد أن نزيل المنظمة الإرهابية من المنطقة إزالة تامة، تنتهج الولايات المتحدة نهجًا لإدارة الأمور معنا ومع المنظمة الإرهابية أيضًا، وتريد وضعنا مع المنظمة الإرهابية في الخانة ذاتها”.

وأكد أردوغان أنه لا يمكن إنجاز “المنطقة الآمنة” عبر تحليق ثلاث إلى خمس مروحيات أو تسيير خمس إلى عشر دوريات، أو نشر بضع مئات من الجنود في المنطقة “بشكل صوري”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة