أمين الحافظ.. صديق كوهين المفترض

الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ في لقاء مع قناة الجزيرة (يوتيوب)

camera iconالرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ في لقاء مع قناة الجزيرة (يوتيوب)

tag icon ع ع ع

أثار مسلسل “THE SPY” الذي يروي سيرة الجاسوس الإسرائيلي في دمشق، إيلي كوهين، والذي عرضته شبكة “NETFLIX” الأمريكية عبر منصتها الرقمية في السادس من شهر أيلول الحالي، جدلًا كبيرًا حول علاقة الرئيس السوري السابق أمين الحافظ بالجاسوس، و”الصداقة العميقة” التي جمعتهما معًا.

الاتهامات الموجهة إلى الحافظ، بحسب الرواية الإسرائيلية، هي فتح الأبواب لإيلي كوهين في سوريا، وتسهيل مهماته، دون أن يدرك الرئيس السوري السابق ماهية كوهين الحقيقية وعمالته لإسرائيل، بالإضافة لاصطحابه إلى مواقع عسكرية حساسة في الجولان المحتل، وهو ما مهد لكوهين الحصول على معلومات سرية أرسلها إلى إسرائيل، وأسهمت في احتلالها لمرتفعات الجولان في العام 1967.

هذه المعلومات ذُكرت في عشرات الكتب التي تحدثت عن سوريا وتاريخها السياسي، كذلك في كتاب “الصلب والحرير: رجال ونساء شكلوا سوريا 1900- 2000″، للكاتب سامي مبيض.

نفي ومغالطات تاريخية

فعل أمين الحافظ كل ما يمكنه لنفي الأخبار المتداولة منذ عقود عن علاقته بإيلي كوهين، وعن ترشيح الجاسوس لمناصب وزارية مهمة في الحكومة السورية، وفنّد الرجل قبل وفاته الادعاءات عبر ظهوره في برنامج “شاهد على العصر” مع الإعلامي المصري أحمد منصور، عبر قناة الجزيرة، في بداية الألفية الثالثة.

التقى الحافظ بإيلي كوهين في الأرجنتين بحسب ما أورد المسلسل، وعقد الثاني علاقة صداقة مع الأول.

الحجة الرئيسية التي استخدمها الحافظ للدفاع عن نفسه هي عدم وجود سفارة سورية في الأرجنتين عام 1961 (تاريخ وصول كوهين إلى العاصمة الأرجنتينية)، إذ كانت الوحدة بين سوريا ومصر مستمرة، والحافظ نفسه، بحسب تصريحاته، كان في دمشق في تلك الفترة، وتزامنت مغادرته إلى الأرجنتين مع وصول كوهين إلى سوريا.

لم يصدر النفي عن الحافظ وحده، إذ ظهر مدير مكتبه السابق، منذر الموصللي، في لقاء مع صحيفة “الحياة” السعودية في 18 تشرين الثاني من عام 2003، ونفى علاقة الرجلين ببعضهما، وأكد كلام الحافظ، الذي نفى في لقائه مع قناة الجزيرة ترشيح كوهين لأي مناصب عليا في الدولة السورية.

غادر الحافظ في نهاية الخمسينيات على متن طائرة متجهة إلى القاهرة، برفقة ضباط من الجيش السوري، لعرض الوحدة بين مصر وسوريا على الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، دون علم الرئيس السوري آنذاك، شكري القوتلي، وبعد قيام الوحدة بين البلدين عام 1958، تولى الحافظ مهمة الإشراف على إحدى القطعات العسكرية في الإقليم الجنوبي (مصر) قبل أن يذهب إلى الأرجنتين عام 1962 بعد الانفصال.

بعد انقلاب البعث في سوريا عام 1963، وتسلمه دفة الحكم، عاد الحافظ من الأرجنتين، وتسلم وزارة الداخلية في الحكومة السورية، واختير عضوًا في مجلس قيادة الثورة، وخاض معارك ضد الناصريين في أثناء محاولتهم القيام بانقلاب عسكري لإعادة الوحدة مع مصر، وبعد فشل المحاولة الانقلابية، تولى الحافظ رئاسة الجمهورية السورية، بالإضافة لقيادة الجيش ومنصب الأمين القطري لحزب البعث.

لم يصبر حافظ الأسد وصلاح جديد، عضوا “اللجنة العسكرية” التي شُكلت في مصر إبان الوحدة وخططت لقيام انقلاب البعث عام 1963، طويلًا على الحافظ، فقام جديد بانقلاب داخلي، وأودع الحافظ ووزير دفاعه في وقت لاحق محمد عمران سجن المزة العسكري في عام 1966.

مع قيام حرب حزيران عام 1967، أفرج صلاح جديد عن المعتقلين، وغادر الحافظ ومحمد عمران إلى لبنان، وبعد ذلك، انتقل الحافظ إلى العراق، لينضم إلى المعارضين السوريين هناك.

بقي الحافظ طويلًا في العراق، واستمر بمهاجمة النظام السوري، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” عن الحافظ دعوته الحكومة السورية بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، لإقامة انتخابات حرة ونزيهة في البلاد.

جاءت حرب العراق عام 2003، واجتاحت القوات الأمريكية والبريطانية، العاصمة العراقية بغداد، وبات لزامًا على الحافظ المغادرة، فاختار هذه المرة العودة إلى سوريا، لترفض السلطات السورية استقباله في البداية، قبل أن يعدل رئيس النظام السوري بشار الأسد عن قراره ويسمح بعودته للبلاد.

رفض الحافظ الظهور في أي لقاءات إعلامية بعد عودته إلى البلاد عام 2003، وبقي في حلب حتى توفي في عام 2009.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة