غلاء مستلزمات المدرسة يرهق سكان الشمال السوري

camera iconالقرطاسية في بلدة دابق - 15 أيلول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

زادت أسعار المستلزمات الدراسية بشكل ملحوظ خلال العام الدراسي الجديد، لتفرض تحديات وضغوطًا على الأهالي في إدلب وريف حلب، الذين يعانون من غلاء المعيشة وقلة فرص العمل.

افتُتحت المدارس بداية شهر أيلول الحالي، لتواجه مشاكل متنوعة من نقص الدعم إلى الازدحام في المدارس، بسبب الأضرار المادية فيها جراء الحملة العسكرية الأخيرة، ولتبرز الأعباء المالية في وجه الأهالي في أثناء تجهيز أبنائهم بمستلزمات المدرسة.

اختلاف الأسعار في إدلب وحلب يعزى إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، وأسعار شحن المستلزمات الدراسية وإيصالها للباعة، حسبما قال أصحاب مكتبات تحدثت معهم عنب بلدي.

وارتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية ليصل إلى أعلى مستوياته، مع اقترابه من حد 690 ليرة بداية شهر أيلول الحالي، قبل أن يعاود الانخفاض ليبقى أعلى من معدلاته في العام الماضي التي كانت نحو 450 ليرة.

التكيف عبر الاقتصاد

يضطر الأهالي إلى تقليل كمية المستلزمات التي يشترونها لأبنائهم، مع تراوح تكلفة المستلزمات الدراسية الأساسية لكل طفل من ثمانية إلى عشرة آلاف ليرة سورية، حسبما قال أسامة محمد، وهو صاحب مكتبة من بلدة دابق في ريف حلب الشمالي.

ارتفعت أسعار القرطاسية عن السنة الماضية بنسبة 30 إلى 40%، حسبما قال أسامة لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن مرور البضائع القادمة من حلب وسرمدا على حواجز لأطراف متعددة هو ما يزيد من تكلفتها بالنسبة للباعة والمشترين.

واعتبر حسين أحمد، أب لخمسة أطفال في عمر المدرسة، من سكان البلدة، أن الوضع يتجه من سيئ إلى أسوأ، وقال “يهمني جدًا أن يتعلم أبنائي، ولكن ليجهز المرء ابنه عليه تأمين لباس وحقائب وقرطاسية، والعامل لا يستطيع أن يؤمّن أكثر من 50 إلى 60 ألف ليرة شهريًا”.

أما بالنسبة للمهجر المقيم في البلدة، محمد حسو، وهو أب لخمسة أطفال أيضًا، فإن الأعباء الجديدة تفرض عليه توزيع المشتريات على دفعات فصلية، وإلا فإنه لن يتمكن من إدخال أبنائه إلى المدارس.

تهجير واستغلال.. ولباس مدرسي جديد

في إدلب، أصدرت “حكومة الإنقاذ” المسيطرة على المحافظة تعميمًا، في 20 من آب الماضي، يقضي بفرض لباس مدرسي جديد لكل المراحل الدراسية، “بناء على مقتضيات المصلحة العامة”، بحسب تعبيرها.

لاقى قرارها الجديد رفضًا من أهالي المنطقة، الذين يعانون من تبعات نزوح ما يزيد على مليون شخص من المناطق الجنوبية في المحافظة، بسبب القصف والمعارك التي يشنها النظام السوري وحليفه الروسي، منذ شباط الماضي، بحسب أرقام فريق “منسقو الاستجابة”.

وقال النازح فايز دغيم لعنب بلدي، إنه يرفض تمامًا فكرة شراء اللباس المدرسي، الذي يحتاج قبله إلى تأمين “ألف أمر آخر”.

وقدر الخياط محمد غريبي تكلفة اللباس، الذي حددته “الحكومة”، بنحو أربعة آلاف لطلاب المرحلة الابتدائية وأكثر من خمسة آلاف لطلاب المرحلة الإعدادية ونحو سبعة آلاف لطلاب المرحلة الثانوية، وأشار لعنب بلدي إلى أن الأسعار تختلف وفقًا لنوعية القماش المعتمد.

وشابهت أسعار القرطاسية في إدلب مثيلتها في حلب، حسبما قال صاحب مكتبة “بيت الرياضة” في بلدة كللي شمالي إدلب مناع غريبي، لعنب بلدي.

وأضاف مناع، النازح من الريف الجنوبي لإدلب، أن تجهيز الطالب بأدنى مستلزمات التعليم لا تقل تكلفته عن أربعة دولارات ليتمكن من الدوام في المدرسة.

وأما مصير الطلاب في وجه الغلاء فقد يؤول إلى حرمانهم من التعليم، وهو ما يخشاه هاشم رياض من مدينة إدلب، الذي اعتبر أن مصاريف التعليم باتت الأصعب على الأهالي، وقال “إن أردت تجهيز أبنائي جميعًا سأحتاج إلى 15 ألف ليرة، لأشتري لهم الأساسيات فقط، وحتى من دون اللباس”.

وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن ما يزيد على ثلث الأطفال في سوريا محرومون من التعليم، ونحو 1.3 مليون طفل في خطر الحرمان منه، بينما يقع 83% من السوريين تحت خط الفقر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة