من الحصار إلى التفكيك..

روسيا تقترب من إنهاء قضية مخيم الركبان

camera iconنازحين سوريين في مخيم الركبان على الحدود السورية أثناء توزيع مساعدة أممية في 6 أيلول 2019 (البادية 24)

tag icon ع ع ع

خاص – ريف حمص

تصر روسيا على تفكيك مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، ونقل نازحيه إلى مناطق سيطرة النظام السوري، في خيار تحاول فرضه بغطاء أممي على النازحين في المنطقة الصحراوية.

الخطة الروسية تأتي في إطار الجهود الرامية إلى تأهيل النظام السوري، وإعادة الخارجين عن سيطرته إلى قبضته مجددًا، رغم المخاطر الأمنية التي تهدد حياتهم، ووسط اتهامات لمنظمة الأمم المتحدة بالتماهي مع تلك الخطة والعمل على تطبيقها بعناوين إنسانية.

ويقع مخيم الركبان في منطقة صحراوية قرب الحدود السورية- الأردنية، ويخضع لحصار خانق منذ شباط الماضي، وتديره فصائل المعارضة المدعومة من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وتتخذ من منطقة التنف المحاذية كبرى قواعدها العسكرية في سوريا.

تفكيك المخيم بشكل نهائي

أعلنت روسيا الجمعة، 27 أيلول الحالي، عن البدء بتفكيك مخيم الركبان للنازحين السوريين، بموجب خطة أعلنت عنها سابقًا، من أجل إفراغ المخيم من ساكنيه.

وقالت وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي”، في تقرير لها، إن عملية تفكيك المخيم وإفراغه من ساكنيه ستبدأ بعد ظهر الجمعة، وقد تستغرق شهرًا كاملًا لإزالة المخيم بشكل نهائي.

وكان مكتب التنسيق الروسي أعلن، في 18 من أيلول الحالي، عن تحديد فترة زمنية لإجلاء نازحي مخيم الركبان، تبدأ في 27 من الشهر ذاته، ونقلت “ريا نوفوستي” عن رئيس “المركز الروسي للمصالحة”، أندريه باكين، قوله إن عملية الإجلاء ستتم تحت إشراف الأمم المتحدة و”الهلال الأحمر السوري”.

وأضاف أن العملية ستتم على ثلاث دفعات خلال 30 يومًا، على أن تضم كل دفعة 3500 شخص، يتم نقلهم إلى مراكز إيواء في البداية.

تماهٍ أممي مع الموقف الروسي

بالتوزاي مع الإصرار الروسي على تفكيك المخيم وإعادة نازحيه إلى مناطق النظام خلال الأشهر والأسابيع الماضية، دخلت وفود من الأمم المتحدة إلى المنطقة، وأجرت استطلاعًا للتحقق من رغبة السكان بالبقاء أو الخروج، إلى جانب تقديمها مساعدات إنسانية للنازحين.

دخول وفود الأمم المتحدة كان برفقة الهلال الأحمر السوري، وبموافقة التحالف الدولي، ضمن خطة موقعة في أواخر آب الماضي، بهدف استطلاع رغبات السكان، سواء بالبقاء أو الخروج، بينما تمت المرحلة الثانية في الأيام الماضية، وتم فيها توزيع مساعدات إنسانية وسلل غذائية.

وشككت “هيئة العلاقات العامة والسياسية” في المخيم، بالدور الأممي حيال مصير النازحين في الركبان، واتهمت مكاتب المنظمة في دمشق بالتماهي مع الخطة الروسية والسورية، عبر الضغط على النازحين للخروج إلى مناطق النظام وعدم البقاء في المنطقة.

وقال الناطق الرسمي باسم “الهيئة السياسية”، شكري شهاب، إن وفد الأمم المتحدة برفقة بعض الحقوقيين ضغط على نازحي الركبان في اليومين الماضيين للخروج من المخيم، عبر تخويفهم من قرب دخول النظام إلى المنطقة، وقطع الدعم عن النازحين والخطر المحيط بهم.

وأضاف شهاب في حديث لعنب بلدي، “عمل وفد الأمم المتحدة غير نزيه في التعامل مع الركبان، رفضنا الاجتماع والتعامل معه، ووجهنا بيانًا للأمين العام للأمم المتحدة نتهم مكتب دمشق بعدم الحيادية”.

“الهيئة” تتحرك

عقب إعلان تفكيك المخيم، أصدرت الهيئة السياسية بيانًا عبر “فيس بوك”، في 27 من أيلول الحالي، أعلنت من خلاله انسحابها ورفضها أي لقاء مع وفد الأمم المتحدة، بعد اتهامه بمحاولة تفكيك المخيم والضغط على النازحين، بدل تقديم المساعدة الإنسانية.

وأعقب ذلك بيان آخر وجهته للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تضمن ما وصفته اعتراضات على الوفد الأممي في أثناء دخوله لمخيم الركبان، متمثلة بنقص السلل الإغاثية المراد توزيعها على النازحين، وتأجيل الموعد مرات عديدة بالتزامن مع محاولات إقناعهم بالخروج بدل البقاء، بحسب البيان.

وكان من المقرر أن تجلي الأمم المتحدة قرابة 500 شخص من المخيم إلى مناطق سيطرة النظام، بينما سيبقى قرابة 11 ألف شخص من الرافضين للخروج، بحسب شكري.

ولم يعلق التحالف الدولي المسؤول عن المنطقة عن الخطة الأخيرة، رغم تصريحه مرارًا بعدم إعاقة خروج الراغبين من المنطقة، بينما نقل شهاب عن مركز التحالف الدولي وفصيل “جيش مغاوير الثورة”، أنه لم يعرقل دخول الوفد الأممي أو يتدخل في شؤونه.

وتشير أرقام الأمم المتحدة، الصادرة في 25 من أيلول الحالي، إلى أن أكثر من 18 ألف شخص غادروا مخيم الركبان في الفترة بين 24 من آذار الماضي و3 من أيلول الحالي، معظمهم عادوا إلى قرى وبلدات حمص الجنوبية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة