النظام يطبق سيناريو “التسوية” في مناطق استعادها بريف حماة

camera iconمدنيون قال النظام السوري إنهم عادوا إلى مورك في ريف حماة الشمالي - أيلول 2019 (NEWS)

tag icon ع ع ع

ريف حماة – إياد عبد الجواد

بذات السيناريو الذي طبقه في درعا والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، روج النظام السوري في الأيام الماضية لعودة “مئات العائلات” إلى مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، إلى جانب مدينة خان شيخون، وذلك بعد السيطرة على المنطقة بشكل كامل، في إطار الحملة العسكرية التي بدأها بدعم من روسيا.

عرضت وسائل الإعلام الرسمية تسجيلات مصورة وصورًا لعشرات السيارات رُفع عليها “العلم السوري” وصورة رئيس النظام، بشار الأسد، في مشهد عنونته بـ “فرحة الأهالي بالعودة إلى منازلهم، بعد تطهيرها من الإرهاب”، المنازل التي دُمرت بشكل كامل بفعل الضربات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي الذي استهدفها قبل دخول قوات النظام السوري والقوات الروسية إليها.

الترويج لعودة الأهالي استبقه النظام السوري بالإعلان عن فتح ممرين “إنسانيين”، الأول في الريف الشرقي لإدلب هو معبر أبو الضهور، والآخر هو معبر مورك، الذي سبق أن فتحته قوات النظام وأعادت إغلاقه عدة مرات، في خطوة لاستقطاب السكان المدنيين القاطنين في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، للخروج إلى مناطق سيطرته.

مكاسب إعلامية وسياسية

محمد شحود، مدير مدرسة سابق في مدينة مورك، يقول لعنب بلدي إن تصريحات النظام الخاصة بعودة الأهالي وترويجه يأتي في سياق الحصول على مكاسب إعلامية وسياسية.

ويضيف المدرّس، “حتى اليوم لم تعد العائلات إلى مورك، وما يحصل هو تسيير مسيرات من الأهالي والموظفين للحصول على مكاسب إعلامية وسياسية لا غير”، معتبرًا أنه “لكي يعود الأهالي إلى مورك يجب أن تتوفر الضمانات الأمنية، ويتمثل ذلك بخروج قوات النظام من المدينة، على أن تبقى مورك حيادية تحت إشراف النقطة التركية الموجودة فيها”.

ووفق شحود، “لا توجد ثقة بين النظام والأهالي والتجارب السابقة كثيرة”.

وتقع مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، على الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب، ورغم سيطرة قوات النظام السوري وروسيا عليها بشكل كامل، لا تزال القوات التركية تتمركز في نقطة المراقبة التي كانت قد أنشأتها في المنطقة في وقت سابق.

المكلف برئاسة المجلس المحلي لمورك، عبدالسلام أبو قاسم، يقول لعنب بلدي إن مورك سبق أن أُعلنت مدينة منكوبة، على خلفية القصف الجوي المكثف الذي طالها، ودفع جميع سكانها للنزوح إلى مناطق أخرى في ريف إدلب.

ويضيف أبو قاسم أن العائلات التي تحدث النظام السوري عن عودتها كانت تقيم في مناطق سيطرته، موضحًا أن جزءًا منها “أُرغم قسرًا على العودة من أجل الحضور والظهور في التسجيلات المصورة فقط دون الإقامة في المنازل”.

واعتبر أن أهالي مدينة مورك يرفضون العودة إلى مدينتهم، التي سيطرت عليها قوات النظام السوري، في آب الماضي.

ويواصل المجلس المحلي لمدينة مورك عمله في مدينة إدلب، بعد سيطرة النظام السوري على المدينة خلال الحملة العسكرية الأخيرة، وبحسب تعبير المكلف برئاسة المجلس المحلي فإن النظام السوري فتح معبر مورك من أجل “إدخال العملاء لتحقيق مخططاته”، مؤكدًا أن “قوات النظام عملت منذ دخولها إلى مورك على سرقة الفستق الحلبي، وقطع أشجار الزيتون من أجل بيعها حطبًا”.

ضغط لاستقطاب المدنيين

في تقرير لها، مطلع أيلول الحالي، وجهت الأمم المتحدة اتهامات للنظام السوري وروسيا والتحالف الدولي بارتكاب جرائم ضد المدنيين في سوريا، قد ترقى لتكون “جرائم حرب”.

وتطرقت الأمم المتحدة إلى الحملة العسكرية الأخيرة التي شنها النظام السوري بدعم روسي على ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، منذ نيسان الماضي، مشيرة إلى أنها تسببت بمقتل مئات المدنيين ونزوح أكثر من 330 ألف شخص.

وسبق أن قال فريق “منسقو استجابة سوريا” إن النظام السوري يضغط على السكان المدنيين في محافظة إدلب، لإجبارهم على الخروج إلى المناطق التي يسيطر عليها.

وأضاف الفريق في بيان له، في 12 من أيلول، أن قوات النظام روجت لإعادة فتح معبر “أبو الضهور” أمام المدنيين، في خطوة للضغط عليهم من أجل إجبارهم على الخروج إلى مناطق سيطرته.

وأوضح الفريق أن إعلان النظام إعادة فتح “أبو الضهور”، يندرج في إطار البروباغندا الإعلامية التي تروجها الوسائل الإعلامية التابعة له.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة