تل أبيض.. النزوح الثاني

الصور الأولى لنزوح أهالي مدينة تل ابيض مع بدء عملية "نبع السلام" التركية - 9 تشرين الأول 2019 (SDF)

camera iconالصور الأولى لنزوح أهالي مدينة تل ابيض مع بدء عملية "نبع السلام" التركية - 9 تشرين الأول 2019 (SDF)

tag icon ع ع ع

تزامنًا مع إعلان أنقرة بدء عملية “نبع السلام” شرق الفرات، والسجالات الدولية حول شرعية قرار تركيا بشن عمليتها العسكرية، شهدت مدينة تل أبيض على الحدود السورية- التركية موجة نزوح جديدة.

وعرضت قنوات تركية وحسابات سورية من المنطقة في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، الأربعاء 9 من تشرين الأول، الصور الأولى لنزوح سكان المدينة، بالتزامن مع بدء الجيش التركي معركته في المنطقة ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية).

https://twitter.com/shervanderwish/status/1181945722637291520

وتل أبيض، هي الإقليم الرابع الذي ضمته “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا رسميًا، بعد عين العرب (كوباني) وعفرين والحسكة، في 21 من تشرين الأول عام 2015.

2015 النزوح الأول 

شهدت المدينة الحدودية ذات الأغلبية العربية نزوحًا لأول مرة في 15 من حزيران 2015 (بالتزامن مع شهر رمضان في السنة الهجرية)، عقب سيطرة “وحدات حماية الشعب” (الكردية) مع “لواء ثوار الرقة” على المدينة، تحت غطاء جوي من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وتسببت سيطرة “الوحدات” بنزوح آلاف من أهالي مدينة تل أبيض والقرى المجاورة لها نحو معبر تل أبيض الحدودي، لكن إغلاقه من قبل “الوحدات” حال دون عبور الأهالي إلى “أقشا قلعة”، الطرف المكمل للمدينة من الجانب التركي.

واتهمت “منظمة العفو الدولية” الوحدات، في تشرين الأول عام 2015، بحملة تطهير عرقي ضد العرب، إذ باتت بعض القرى بحسب تقرير المنظمة شبه مهجورة.

وذكر التقرير أن قوات الأمن والشرطة التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، رحلت قسرًا عائلات من عشر قرى وبلدات، بما فيها قرية الحسينية، ومنعت الأهالي من العودة إلى ديارهم في “سلوك” قرب تل أبيض.

واتهمت المنظمة “الإدارة الذاتية” بإجراء اعتقالات تعسفية بحق الأهالي، إلى جانب تجنيدها للأطفال.

تل أبيض.. بوابة المقاتلين إلى سوريا

عانت المدينة من ضعف الخدمات، وعرفت بأنها معبر لدخول عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى سوريا، بين شهري كانون الأول 2014 وآذار 2015، حسب وثائق نشرتها صحيفة “الجارديان” البريطانية في 2016.

عقب طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المنطقة تحصنت “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” عمادها، في مدينة تل أبيض، عبر إنشاء أنفاق ومتاريس، تحسبًا من أي تحرك تركي محتمل حسب ما رصدته طائرة استطلاع تركية، ونشرته قناة “TRT Haber”، في 7 من تشرين الثاني 2018.

عانت تل أبيض والقرى المحيطة من نقص في الخدمات خلال سيطرة “الوحدات” عليها، لكنها أصبحت على خريطة المنطقة الآمنة، التي طرحتها تركيا لأول مرة في أيار 2013، كبديل جغرافي لإعادة اللاجئين السوريين من بلاده.

اعتبارات تركية 

أصبحت المدينة، التي أنشأتها فرنسا في عام 1920، إحدى مدن “المنطقة الآمنة” التي أقرتها تركيا إلى جانب مدن المالكية والدرباسية ورأس العين وعين العرب.

اعتبارات استراتيجية دفعت بأنقرة إلى البدء بعمليتها انطلاقًا من تل أبيض، فالتقدم عبرها يساعد على تقسيم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تعتبرها تركيا منظمة “إرهابية”، رغم تلقيها دعمًا من واشنطن.

وذكرت دراسة نشرها “معهد واشنطن” تحت عنوان “الطائفية في الحرب السورية الأهلية”، العام الماضي، أن العديد من عرب تل أبيض تدرّبوا في معسكرات “سانليورفا” و”أكاكالي” التابعة للجيش التركي.

وأشارت الدراسة إلى احتمالية استخدام المتدربين في طليعة “الجيش الوطني” السوري للسيطرة على المنطقة، كما فعل الجيش التركي عندما استخدم وكلاء آخرين في أثناء دخوله منطقة عفرين في شمال غربي سوريا.

يعتبر الأرمن القادمون من تركيا هربًا من ملاحقتهم عام 1918 أول من سكن تل أبيض.

وتعد قبيلة “جيس” من القبائل الكبرى في المنطقة، ويتفرع عنها ثلاث عشائر هي البو عساف والجميلة والبو جرادة.

في حين تبرز قبائل النعيم، والهنادى، والبقارة، والعنزة، ويشكل أيضًا تجمّعان تركمانيان قبيلتين، هما السلوك وحمام التركمان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة