كيف يؤثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على كرة القدم

camera iconفريق ليفربول يتوج بدوري أبطال أوروبا (رويترز)

tag icon ع ع ع

أعاد الحديث عن مشاكل قد تواجه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بالسفر إلى بريطانيا، الذي أثارته صحيفة “Mirror”، البحث في نتائج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) والآثار المترتبة على الدوري الإنجليزي.

ورغم عدم وضوح تلك التأثيرات، فهي تلامس ملامسة واضحة اللاعبين غير المحليين في الدوري الإنجليزي، ما يجعل أكبر الدوريات العالمية يعيش حالة انغلاق مجددًا بعد الانفتاح الأوروبي.

وفتحت الصحيفة الإنجليزية قضية ليونيل ميسي كمقدمة لسلسلة من القضايا التي قد يتسبب بها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

“بريكست” يمنع ميسي من دخول بريطانيا

قالت صحيفة “Mirror” البريطانية، في 4 من تشرين الأول الحالي، إن النجم الأرجنتيني لاعب نادي برشلونة قد يواجه مشكلات في السفر إلى المملكة المتحدة، إذا وقع نادي برشلونة في أي قرعة مع نادٍ إنجليزي خلال دوري أبطال أوروبا، مشيرة إلى تحذيرات من أن لاعبين آخرين قد يواجهون ذات المشكلة في حال غادرت بريطانيا بشكل رسمي الاتحاد الأوروبي.

ونقلت الصحيفة عن محامي الهجرة البريطاني، أندرو أوزبورن، مجموعة من القضايا التي قد يؤثر قرار الخروج البريطاني عليها، لا سيما قضية السفر إلى المملكة المتحدة.

وقال أوزبون إن هناك نقطة محددة متعلقة بدخول لاعبي الأندية الذين لديهم مباريات في بريطانيا، فإذا كان اللاعب مواطنًا في الاتحاد الأوروبي ولديه سجل خال من الإدانات والجرائم، يمكنه السفر إلى المملكة المتحدة بعد “بريكست”، ما لم يشكل تهديدًا للأمن القومي.

لكن الشخص يمنع من دخول المملكة إذا لم يكن من مواطني الاتحاد الأوروبي وعليه عقوبة بالحبس أو عقوبة مؤجلة أو ملغاة، بحسب المحامي، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من اللاعبين الذين تمت مقاضاتهم بقضايا ضريبية وما شابه.

وأوضح المحامي أنه بعد “بريكست” لن يكون اللاعبون الذين يواجهون أي قضايا قادرين على دخول البلاد، ما يسبب قلقًا في مواجهات دوري الأبطال، لأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيلعب بعض مباريات دوري أبطال أوروبا في إنجلترا.

الحديث عن قضية دخول اللاعبين لتمثيل أنديتهم في المواجهات الأوروبية يشكل قضية واحدة، قد توجد لها بعض الثغرات القانونية لتفاديها، إلا أن هناك قضايا أخرى تؤثر على الأندية في الدوري الإنجليزي.

تقليص عدد اللاعبين غير المحليين

مع الحديث عن خطة الخروج بدأ اتحاد كرة القدم الإنجليزي بالسعي لخفض عدد اللاعبين الأجانب، حتى لو لم تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي.

وبدأ الحديث عن مقترحات لاتحاد الكرة، في تشرين الثاني من العام الماضي، حيث وضع الاتحاد مقترحات للتعامل مع الخروج المتوقع، والتي بموجبها سيتم تخفيض السماح للاعبين غير المحليين في الفرق المكونة من 25 لاعبًا من 17 إلى 13 لاعبًا.

وجاء ذلك بعد طلب الحكومة من اتحاد الكرة والدوري الإنجليزي الاتفاق على سياسة مشتركة بشأن اللاعبين بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقدم الرئيس التنفيذي السابق للاتحاد الإنجليزي، ريكي جلين، خططًا لأندية دوري الدرجة الممتازة، في تشرين الثاني الماضي، ولكن رؤساء الأندية رفضوا تلك الخطط.

تمتلك الأندية الستة الكبرى في الدوري الإنجليزي (مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، توتنهام هوتسبير، ليفربول، تشيلسي، أرسنال) 15 لاعبًا غير محلي وما فوق، في حين بلغ عدد اللاعبين غير المحليين نحو 260 لاعبًا في الموسم الماضي في كل الأندية، أي ما يعادل 13 لاعبًا بشكل متوسط.

وقالت “The Guardian” البريطانية إنه لن تدخل أي خطط حيز التنفيذ قبل عام 2021، وبغض النظر عن خطة بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنها ملتزمة بزيادة الحصة المحلية من اللاعبين، لزيادة عدد اللاعبين الإنجليز في الدوري الممتاز، بحيث يكون سبعة من لاعبي الفريق نشؤوا محليًا.

اللاعب المحلي في الدوري الإنجليزي هو اللاعب الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أحد اللاعبين المسجلين لدى نادٍ يلعب في الاتحاد الإنجليزي أو الويلزي لكرة القدم، لمدة ثلاثة مواسم أو 36 شهرًا قبل عيد ميلاده الحادي والعشرين.

هذه القاعدة ذاتها التي سمحت للاعب الفرنسي بول بوجبا، لاعب خط وسط مانشستر يونايتد، باعتباره لاعبًا محليًا، لأنه وقّع مع ملعب أولد ترافورد عندما كان عمره 16 عامًا.

ووفق الصحيفة، فإن الاتحاد الإنجليزي يفكر بتقليص مدة هذا القانون لعمر 18 عامًا بدلًا من 21، ولكن المفاوضات لا تزال جارية بين الاتحاد الإنجليزي وإدارة الدوري الممتاز للعبة.

“بريكست” لا يؤثر على دوري الأبطال

ورغم تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الاقتصادية والسياسية، لا يؤثر الخروج بشكل مباشر على مشاركة الأندية الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا، على اعتبار بريطانيا جزءًا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حالها كحال تركيا.

ولكن بعض المؤشرات تتحدث عن احتمالات تخفيض عدد الممثلين في دوري الأبطال، حيث يستحوذ الدوري الإنجليزي الممتاز على أربعة مقاعد، وهذا ليس من المؤكد.

التأثير الوحيد على الأندية الإنجليزية هو تقليص عدد المحترفين الأجانب في الدوري، وهذا ما يقلص من حظوظ الأندية في أكبر البطولات العالمية على صعيد الأندية.

تغييرات في القوانين

تمتد التأثيرات إلى التشريعات والقرارات الصادرة عن محكمة العدل الأوروبية، لا سيما قانون “بوسمان” الصادر عام 1995، والذي أعلن عن حرية اللاعبين في الحركة بين الأندية، دون رسوم انتقال في حال انتهت عقودهم.

قانون “بوسمان” قد يتوقف في بريطانيا في حال خروجها من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة لتقييد حركة وحرية اللاعبين في الانتقال إلى المملكة المتحدة.

ووفق ما قالت مجلة “فوربس“، فإن الخروج يجعل قواعد تصاريح العمل أكثر صرامة مما كانت عليه، حيث يتجه اللاعبون غير الأوروبيين إلى بلدان أقل تشددًا في استخراج تلك التصاريح للعب فيها، ما يمنح اللاعب الوقت لتأمين متطلبات تصريح العمل في بريطانيا وهذا ما يوفره الاتحاد الأوروبي اليوم.

كما يضرب بعض عقود التحايل، التي اتهم فيها تشيلسي مؤخرًا، عن طريق شراء اللاعبين من أمريكا الجنوبية وإعارتهم لأندية أوروبية أخرى قبل استعادتهم أو تأمين عروض مناسبة لهم.

رفض إنجليزي لتضمين الدوري الأندية الإنجليزية باتفاق “بريكست”

من المتوقع أن يجعل اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التوقيع مع لاعبين أوروبيين أكثر صعوبة.

توجد مخاوف بريطانية من الخروج المتوقع من الاتحاد الأوروبي، لأنه قد ينهي حركة الانتداب للاعبين الأوروبيين في حال اعتبروا كلاعبين أجانب، الأمر الذي سيدفع بعجلة الاحتراف خطوة إلى الوراء.

ومع حالة الرفض في الأوساط الكروية، أعرب الرئيس التنفيذي المؤقت للدوري الإنجليزي الممتاز، ريتشارد ماسترز، عن معارضته لأي محاولة من قبل اتحاد كرة القدم لزيادة حصة اللاعبين المحليين.

وقال ماسترز، وفق ما نقلت صحيفة “The Telgraph”، في 20 من تموز الماضي، إن النوادي الإنجليزية ترغب في الوصول الكامل إلى المواهب، وهذا هو تركيزها.

وأضاف، “أعتقد أن الحكومة والسياسيين يقدرون ما تجلبه كرة القدم الإنجليزية بشكل عام، والدوري الممتاز على وجه الخصوص، للبلاد”.

واعتبر أن الدوري الممتاز جزء مهم من بريطانيا وحتى العالم، مشيرًا إلى أنه لا يعتقد أن الحكومة قد تفعل أي شيء له تأثير سلبي على الدوري الإنجليزي الممتاز أو المنتخب الأول.

وقال، “لهذا السبب أنا متأكد من أننا سنحلها، يجب أن نتوصل إلى ترتيب مع وزارة الداخلية في مرحلة ما”.

بدوره حذر المدير الفني للمنتخب الوطني الإنجليزي، غاريث ساوثجيت، من المخاطر التي قد يتعرض لها المنتخب الوطني في حال تم الخروج وتقليص عدد التعاقدات الأجنبية.

وقال ساوثجيت إنه ليس مقتنعًا بالحجج القائلة إن الحد من عدد الأجانب وزيادة اللاعبين المحليين سيفيد المنتخب الوطني، وأضاف، “بالتأكيد نعتقد أن شيئًا كهذا سيكون له تأثير سلبي على الدوري الممتاز، وهذا ما نتحدث فيه مع الاتحاد الإنجليزي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة