“ثورة الواتساب” تشعل لبنان

camera iconاحتجاجات شعبية في منطقة سعد نايل في العاصمة اللبنانية بيروت 18 تشرين أول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تشهد مناطق لبنانية عدة مظاهرات شعبية للمطالبة بإسقاط الحكومة، كانت شرارتها فرض ضرائب على اتصالات “الواتساب”، لتسفر عن شلل في معظم القطاعات الرئيسية في البلاد، في تظاهرات هي الأكبر منذ أعوام.

وأفاد مراسل عنب بلدي في لبنان اليوم، الجمعة 18 من تشرين الأول، أن آلاف المتظاهرين الرافضين لسياسة الحكومة اللبنانية، ملؤوا الساحات الرئيسية وقطعوا الطرقات في عموم العاصمة بيروت وطرابلس وزحلة.

وأضاف المراسل، أن صدامات وقعت بين المتظاهرين والقوى الأمنية، بعد قطع الطرقات ومحاولات اقتحام السرايا الحكومي وسط بيروت، واستُخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن إصابات غير محددة بين الطرفين.

احتجاجات شعبية في منطقة سعد نايل في العاصمة اللبنانية بيروت 18 تشرين أول 2019 (عنب بلدي)

“ثورة الواتساب”

شرارة التظاهرات اللبنانية بدأت مع فرض الحكومة ضرائب على اتصالات “الواتساب”، لتبدأ ردود الفعل الشعبية الغاضبة تجاه تلك القرارات في بلد يعاني من أزمة اقتصادية واسعة، ما أجبر الحكومة على التراجع عن الضرائب الأخيرة، بحسب الإعلام الرسمي.

وأطلقت الصحف اللبنانية اليوم اسم “ثورة الواتساب” و”انتفاضة الضرائب” على الحراك الشعبي، في إشارة إلى الشرارة التي أدت لاندلاع تلك التظاهرات التي تعتبر الأكبر في لبنان منذ أعوام، والتي أدت لشبه شلل في معظم القطاعات، مع إقفال المدارس والجامعات بقرار رسمي، وفق قناة “الجديد”.

وقال مراسل عنب بلدي إن مجموعة شباب لبنانيين تجمعوا في ساحة “الكولا” ببيروت خلال ساعات الليل، ليصادف تجمعهم مرور موكب وزير التربية برفقة زوجته وابنته، قبل أن يبدأ مرافقه بإطلاق النار خوفًا من المتظاهرين.

ونتيجة ذلك اشتعل الصدام بين  مرافقي وزير التربية والشباب المتجمعين رفضًا لإطلاق النار، ما زاد بقعة التظاهر التي توسعت في معظم البلاد مع ساعات الصباح.

وتحدثت وسائل الإعلام اللبنانية ومنها “الوكالة الوطنية للإعلام” (الرسمية)، اليوم، أن القوى الأمنية لاحقت المتظاهرين وعملت على تفريقهم بالعصي والهراوات والغازات المسيلة للدموع، كما حطمت دراجات نارية للمتظاهرين في ساحة “رياض الصلح” وسط العاصمة.

ونقلت قناة “الجديد” اللبنانية، عن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتانة، أن سيارات الإسعاف أسعفت 22 حالة إغماء إلى المشافي، وعالجت 70 حالة أخرى ميدانيًا، إضافة لوفاة لاجئَين سوريَّين اختناقًا في مبنى تعرض للنيران بالقرب من ساحة “رياض الصلح”.

ومنذ ساعات الصباح تتزايد حدة التظاهرات التي وصلت إلى مدينة زحلة، وشلمت مناطق لبنانية عدة، ما أجبر الحكومة على إلغاء اجتماع كان مقررًا اليوم، إلى جانب توسع الحراك ليشمل معظم الفعاليات الإدارية والتدريسية والشعبية بهدف إسقاط الحكومة.

وتتمثل الأسباب الرئيسية وراء الانتفاضة الشعبية في التردي الاقتصادي الذي يعانيه لبنان وخاصة العام الحالي، في ظل عجز في الموازنة العامة، وارتفاع نسبة الديون مقارنة بالأعوام الماضية.

وتقول القوى الأمنية إن 60 عنصرًا من صفوفها أصيبوا جراء المواجهات مع المتظاهرين، إلى جانب اتهامها المتظاهرين بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة، ملوحة بتوقيف المتورطين بتلك الأعمال، بحسب بيان نشرته على “تويتر”.

أهم الطرقات الرئيسية في العاصمة بيروت أغلقها المحتجون بإطارات مشتعلة وحاويات النفايات وغيرها من الوسائل الاحتجاجية، لا سيما الطرق الواصلة إلى المطار، في مساع لشلل الحركة حتى إسقاط الحكومة التي أجلت اجتماعها على خلفية التظاهرات، بحسب “الجديد”.

وأثارت الحوادث المتصاعدة ردود فعل لدى بعض السياسيين اللبنانيين الذين طالتهم هتافات المتظاهرين، ودعت لإسقاطهم بحسب الصور والفيديوهات المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرسمي.

أزمة متفاقمة ومتجددة

وسبق أن شهدت ساحة “رياض الصلح” في بيروت تظاهرة شعبية كبيرة في أيلول الماضي، وقطع المتظاهرون بعض الطرقات الرئيسية في ذلك الوقت، وذلك استجابة لدعوات أطلقها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للاحتجاج على الوضع الاقتصادي والأزمات المتلاحقة التي تعيشها البلاد.

وردد المتظاهرون هتافات “ثورة ثورة” و”الشعب يريد إسقاط النظام”، ورفعوا لافتات كتب عليها “يسقط العهد” (في إشارة لعهد الرئيس ميشيل عون) و”نحن أصحاب حق”.

وتعاني العملة اللبنانية من تراجع حاد في قيمتها، إذ وصل سعر صرف الليرة اللبنانية إلى أدني مستوياته (1600 ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد) مؤخرًا.

وبلغ الدين العام في لبنان 86.2 مليار دولار في الربع الأول من عام 2019، بحسب وزارة المالية اللبنانية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة