مواجهة بين مندوبي سوريا وتركيا حول العملية العسكرية شمال شرقي سوريا

مندوب سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري 22 من كانون الثاني 2018 (CNN)

camera iconمندوب سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري 22 من كانون الثاني 2018 (CNN)

tag icon ع ع ع

تبادل مندوبا كل من سوريا وتركيا لدى الأمم المتحدة، تصريحات حادة حول العملية العسكرية التركية على مناطق شمال شرقي سوريا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع السوري.

واعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، خلال الجلسة التي عُقدت أمس، الخميس 24 من تشرين الأول، أنه لا يمكن تبرير العملية العسكرية التركية على مناطق شمال شرقي سوريا تحت أي ذريعة، واصفًا إياها بـ “العدوان”.

وقال الجعفري في كلمته إنه من الغريب أن تستخدم تركيا المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة حول الدفاع الشرعي عن النفس من أجل تبرير عمليتها العسكرية.

وأشار إلى أن العملية العسكرية أسفرت عن احتلال أراضٍ سورية، ومقتل وإصابة مئات المدنيين، ونزوح مئات الآلاف، فضلًا عن دمار كبير في البنى التحتية، بحسب تعبيره.

ودعا الجعفري إلى “الاحترام الكامل للسيادة السورية ووحدة وسلامة أراضيها وسحب جميع القوات الأجنبية غير الشرعية منها، والتصدي للتدخلات السياسية والعسكرية والاقتصادية الخارجية في شؤونها”.

من جانبه رفض السفير التركي لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، وصف العملية العسكرية التي قامت بها بلاده بـ “العمل العدواني”، معتبرًا أنها “عملية محدودة لمكافحة الإرهاب” لم تستهدف سوى “إرهابيين ومخابئهم وأسلحتهم وآلياتهم”.

وقال سينيرلي أوغلو إن هدف العملية كان بالأخص “ضمان سلامة سوريا الإقليمية ووحدتها”.

من جانب آخر أكد السفير التركي أن عودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى سوريا، ستكون بشكل طوعي وكريم وآمن.

ويسعى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إنشاء “منطقة آمنة” شمال شرقي سوريا، تؤمّن عودة نحو مليوني لاجئ سوري، بحسب تعبيره.

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن قواتها البرية لن تشارك في إقامة “المنطقة الآمنة” شمالي سوريا، وأكدت أنها تواصل “الانسحاب المدروس” من المنطقة.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، السبت 19 من تشرين الأول الحالي، “لن تشارك قوات برية أمريكية في فرض المنطقة الآمنة، لكن سنظل على اتصال مع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية”.

وكانت ألمانيا اقترحت إنشاء “منطقة أمنية” في شمالي سوريا، تخضع لسيطرة دولية بمشاركة تركيا وروسيا.

واعتبرت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجريت كرامب كارينباور، أن الخطوة ستسهم في استقرار المنطقة، حتى يتمكن المدنيون من إعادة البناء، ويتمكن اللاجئون من العودة طوعًا.

وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت عن بدء عمليتها العسكرية “نبع السلام” شمال شرقي سوريا، في 9 من تشرين الأول الحالي، بالتعاون مع “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة، وقالت إنها تهدف إلى إقامة “منطقة آمنة”، وإبعاد خطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، على طول الحدود السورية التركية، التي تصنفها تركيا بأنها فصائل “إرهابية”.

وقضى اتفاق روسي- تركي أبرمه الرئيسان، رجب طيب أردوغان، وفلاديمير بوتين، الثلاثاء 22 من تشرين الأول الحالي، بإنهاء العملية العسكرية التركية في مناطق شمال شرقي سوريا، وتسيير دوريات مشتركة من القوات الروسية والتركية على الحدود السورية التركية، وذلك بعد أيام على اتفاق أمريكي تركي لوقف إطلاق النار في المنطقة مقابل انسحاب “الوحدات” منها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة