أمطار إدلب تعيد هموم الشتاء إلى الواجهة

سيول ناجمة عن الأمطار الغزيرة تغرق مخيمات النازحين في شمالي إدلب 31 من آذار 2019 (عنب بلدي)

camera iconسيول ناجمة عن الأمطار الغزيرة تغرق مخيمات النازحين في شمالي إدلب 31 من آذار 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – شادية التعتاع

أعاد تساقط الأمطار مؤخرًا بشكل غزير في مناطق متفرقة من محافظة إدلب إلى الذاكرة الخيام المهدمة للنازحين في مخيمات الشمال السوري، بعد أن عانوا خلال السنوات السابقة من أزمات الشتاء، دون أن يتم اتخاذ خطوات كافية من شأنها تخفيف معاناتهم.

تسببت الأمطار التي تساقطت خلال الأسبوع الماضي بقطع الطرقات بعد تشكل الطين وإعاقة التنقل بين الخيام، إضافة لتجمع مستنقعات كبيرة داخل المخيمات في المناطق المنخفضة منها.

ومع زحف فصل الشتاء إلى إدلب، عادت همومه إلى الواجهة، وبدأ الأهالي يستعدون لمواجهة البرد، بوسائل وطرق مختلفة، استُهلكت خلال الأعوام الماضية، لكنها لا تزال ضرورة تحتمها الظروف الاقتصادية والنزوح.

العيدان بديل المازوت

يقول مصطفى ياسين، وهو تاجر محروقات في إدلب، لعنب بلدي، إن أغلب الأهالي لا يمكنهم تحمّل تكاليف المحروقات في فصل الشتاء، لذا فإن بعض الناس يلجؤون إلى التدفئة بحرق الملابس البالية والأحذية، أو ربما عدم تركيب المدافئ إطلاقًا.

ويضيف، “وصل سعر لتر المازوت الواحد لـ 400 ليرة سورية، ويعود ذلك الارتفاع لقطع الطرقات بسبب معركة نبع السلام شرق الفرات”.

بينما يعتمد قسم من الأهالي والنازحين في محافظة إدلب، على العيدان الخشبية وبقايا القش لحرقها واستخدامها في التدفئة، وفق ما أكدته الناشطة الصحفية رنا ملحم، من بلدة أحسم من ريف إدلب الجنوبي.

وتقول الناشطة لعنب بلدي، “أرى وبشكل يومي في مخيم القلعة الذي تم تجهيزه منذ خمسة أشهر في منطقة سرمدا، كيف تقوم النساء بتجميع العيدان، وبعض القش اليابس، لغرض التدفئة، بينما يفتقر المخيم لأدنى مقومات الحياة”.

الخيام مهترئة

بينما ترد الخيام عن قاطنيها أشعة الشمس في الصيف، تعدّ في فصل الشتاء أزمة حقيقية، على اعتبار أن أغلب خيام المخيمات في الشمال السوري قماشية أو بلاستيكية، ولا تتحمل قوة الرياح أو غزارة الأمطار.

مدير مخيم “حفصة” في ريف معرة النعمان، جمعة العليوي، تحدث لعنب بلدي عن أزمة الخيام في الشمال، لافتًا إلى أن أغلبها مهترئ وغير مؤهل للاستخدام.

وأضاف مدير المخيم، “في ظل النزوح الأخير بسبب الحملة العسكرية توجهنا إلى مناطق الشمال للحصول على أرض لبناء مخيم آخر، ولكن دون جدوى في ظل غياب المنظمات، إذ اضطررنا للعودة إلى المخيم رغم استمرار القصف”.

ونتيجة ذلك، تضطر عائلات عدة في المخيم إلى الاعتماد على الخيام القديمة، بينما لم تجد عائلات أخرى خيامًا لتسكن فيها حتى الآن، وفق العليوي.

ويحتوي المخيم على1150   نازحًا من أرياف حماه وإدلب، مع غياب شبه كامل للمساعدات من قبل أي جهة داعمة، بحسب مديره.

مبادرات حاضرة

أكد منسق مشروع التدفئة في منظمة “Mercy- USA”، واصل الذياب، لعنب بلدي، اعتزام المنظمة البدء بمشروع تدفئة في الشمال السوري يستهدف النازحين الجدد.

ويشمل المشروع توزيع مادة “البيرين” على العوائل في مخيمات كلي، وعددها 19 مخيمًا، وتقديم 900 كيلوغرام من المادة القابلة للاشتعال، على ثلاث دفعات في الأشهر الثلاثة المقبلة، بالإضافة إلى تقديم مدفأة لكل عائلة، على أن يبدأ التوزيع الشهر المقبل.

وأضاف الذياب، أن هذه الأزمات ليست وليدة اليوم، مشيرًا إلى أن معاناة النازحين مستمرة منذ خمس سنوات وتتفاقم يوميًا.

وأردف قائلًا، “في كل بداية فصل شتاء تنطلق المناشدات لإنقاذ أهالي المخيمات، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من أثر العواصف والأمطار، من خلال ترميم الخيام المهترئة بفعل عوامل الطقس، وفرش طرقات المخيم وإنشاء قنوات لتصريف المياه”.

لكن القيام بتلك المهام يتطلب دعمًا ماديًا ولوجستيًا من معدات ثقيلة وشوادر وأساسات، وهو ما لا يستطيع قاطنو المخيمات تحمله، الأمر الذي يحتاج تكاتفًا من أكثر من جهة داعمة، لتغطية احتياجات مخيمات الشمال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة