هل تشهد “قوات سوريا الديمقراطية” تفككًا في بنيتها؟

camera iconمقاتلون من قسد يجلسون في دلو حفارة في قرية باغوز بريف دير الزور – آذار 2019 (رويترز)

tag icon ع ع ع

تفتح الدعوة التي وجهها النظام السوري مؤخرًا لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) للانضمام إلى “الجيش السوري”، الباب أمام التكهنات حول مصير مكونات “قسد” التي تعيش ظروفًا لا تحسد عليها، بعد قرار الولايات المتحدة الداعم الرئيس لها، الانسحاب من سوريا وفتح المجال أمام تركيا لإنشاء “المنطقة الآمنة” التي لطالما طالبت بها في منطقة “شرق الفرات”.

ردت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على دعوة النظام السوري عناصرها، للانخراط في صفوفه و”تسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والمطلوبين أمنيًا”، بالرفض.

وقالت، في بيان لها في 30 من تشرين الأول الماضي، “كان الأولى بوزارة الدفاع السورية أن توجه خطابها للقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية”.

ودعا النظام السوري، في 29 من تشرين الأول الماضي، عناصر “قسد” للانضمام إلى صفوف قواته و”التصدي للعدوان التركي الذي يهدد الأراضي السورية”.

كما دعت وزارة الداخلية في حكومة النظام، عناصر قوى الأمن التابعة لـ “قسد” (أسايش) للالتحاق بصفوفها.

تفكك

ولعل اختيار النظام السوري توجيه الدعوة لعناصر من “قسد” دون قيادتها الجامعة يشي بنوع من التفكك قد يلحق بمكوناتها مع مرور الوقت وقضم النظام مناطق جديدة من “الإدارة الذاتية”، بناء على اتفاق بينهما، في 13 من تشرين الأول الماضي، يقضي بانتشار النظام في مواقع “الإدارة” لصد الهجوم التركي الذي توقف لاحقًا بناء على اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا، في 22 من تشرين الأول الماضي.

المحلل السياسي حسن النيفي رأى أن التواصل بين “قسد” والنظام السوري ليس جديدًا، مستبعدًا في الوقت ذاته أن تكون هناك نية للنظام بالقبول بطلب “قسد” القاضي بإعادة تشكيل “الجيش السوري” حتى تقبل بالاندماج به.

واعتبر، في حديث إلى عنب بلدي، أن هذا الطلب “ضرب من الخيال” لأن سياسة النظام السوري تقوم على رفض مبدأ الشراكة مع أي أحد، وفق قوله.

وتوقع حسن النيفي أن تشهد “قسد” تفككًا في مكوناتها، وقال “من الممكن أن نجد أحد مكونات قسد يندمج مع النظام السوري أو يتجه باتجاهات أخرى”، لم يذكرها.

وعن الدور الأمريكي تجاه “قسد”، رأى أن أمريكا ما زالت ترفع شعار تحجيم إيران في سوريا، ولذلك هي تحتاج لأداة لتحقيق غايتها تلك، في إشارة إلى “قسد”.

وأوضح أن أمريكا لم تقطع علاقتها مع “قسد” خاصة بعد أن قررت البقاء في منابع النفط السوري.

من هي “قسد”؟

شُكلت “قسد” في تشرين الأول 2015، وهي الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية” المعلنة شمال شرقي سوريا، وتتلقى دعمًا عسكريًا من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

تشكّل “وحدات حماية الشعب” (الكردية) العماد العسكري لـ”قسد”، التي جاء في بيان تشكيلها أنها “قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع العرب والكرد والسريان وكافة المكونات الأخرى”.

وظهرت “الوحدات” بشكل علني في شهر تموز 2012، بعد أكثر من عام على انطلاقة الثورة السورية، وحينها تحولت إلى فصيل عسكري بحكم الأمر الواقع، وبدأت بنشاطها العسكري في كل من الحسكة وحلب والرقة وأنشأت نقاط تفتيش وحواجز.

بقيت “الوحدات” على حالتها الفصائلية دون أي تنظيم عسكري حتى الفترة التي تلت صد هجوم تنظيم “الدولة” على عين العرب، لتنتقل إلى مرحلة جديدة تختلف بشكل جذري عن المرحلة السابقة، وتحتاج إلى تنظيم أكبر وهيكلية هرمية لاستيعاب حجم المعارك والقتال على الأرض.

المرحلة الجديدة التي دخلت بها “الوحدات” هي تشكيل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي جاء الإعلان عنها عقب إعلان الولايات المتحدة نيتها تقديم أسلحة لمجموعة مختارة من قوى مسلحة، بغرض محاربة تنظيم “الدولة”.

من تضم؟

جاء في بيان الإعلان عن “قسد” أنها تضم كلًا من “التحالف العربي السوري” و”جيش الثوار” و”غرفة عمليات بركان الفرات” و”قوات الصناديد” و”تجمع ألوية الجزيرة” و”المجلس العسكري السرياني” و”وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة”.

المسميات التي أعلن عنها في تشكيل “قسد” عبارة عن فصائل عسكرية، وتمكنت بحكم تشكيلها العسكري الذي ظهرت فيه من مسك زمام الأمور على الأرض، كالقتال على أكثر من جبهة ومحور في العمليات العسكرية التي أطلقت ضد تنظيم “الدولة”.

وكان الناطق السابق باسم “قسد”، طلال سلو، الذي انشق عنها، حدد أعداد قواتها بشكل تقريبي بحوالي 50 ألفًا بين مقاتل ومقاتلة، وأكثر من 70% منهم هم “YPJ” (وحدات حماية المرأة) و”YPG” (وحدات حماية الشعب)، ثم تأتي بقية المكونات.

أما عن المكون التركماني فأوضح سلو، “كنا عبارة عن فصيل صغير بقيادتي أنا، ضمن قرية حمام التركمان، ويضم نحو 65 مقاتلًا، وكان هناك طرح من قبل إدارة PKK، وخاصة من قبل شاهين جيلو (فرهاد عبدي شاهين) أن يكون هناك اسم فقط وبشكل رمزي”.

كما أن المجلس العسكري السرياني يضم حاليًا حوالي 50 عضوًا، وبالنسبة إلى المكون العربي، أشار سلو إلى عدد كبير، غير أنه في الفترة الأخيرة لم يكن يشارك في العمليات العسكرية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة