السلاح والانتخابات والرياضة في سوريا

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

منذ 30 عامًا، لا تتغير مشاهد الفساد والتواطؤ والاستبداد والتعالي على القانون في الرياضة السورية، ففي عهد الجنرالات يحدث كل ما يمكن للإنسان أن يتصوره، كما يحدث ما لا يتصوره، على أنه فلكلور شعبي ويخدم الرياضة ويخدم أساسات الرياضة.

إشهار السلاح، إطفاء الكهرباء، تزوير الانتخابات، الضغط للتلاعب بنتائج الانتخابات، التهديد، الخطف… دون أي رادع لمثل هذه التجاوزات، التي قد ترتقي إلى حد الجرائم، كل ذلك مستمر ما دام قائد الحزب والشعب قد احتل المنشآت والملاعب ووضع فيها العسكر لسنوات مع أسلحتهم الثقيلة، في حربه على “المؤامرة الكونية” كما يقولون.

إشهار السلاح مؤخرًا في انتخابات نادي الوحدة في العاصمة السورية دمشق، ما هو إلا امتداد لإشهار ذات السلاح في ملاعب اللاذقية، من رجال كبير محبي نادي تشرين، مع سيارات سوداء ترعب أي طاقم تحكيمي في العالم، فلماذا يخسر النادي الذي يشجعه ويموله أحد أقارب “آل الأسد”؟!

كتبت صفحة نادي الوحدة الرسمية، عبر “فيس بوك”، بعد الأحداث التي رافقت الإعلان عن نتائج الانتخابات، “فرع الحزب في دمشق يؤجل البت بالنتائج النهائية لانتخابات مجلس إدارة النادي”.

أحداث مؤسفة هنا، ففرع الحزب (البعث) يعني السلاح، ويعني أنه الآمر الناهي في كل شيء على مستوى رياضة سوريا.

لا يهم هنا إن كان من أطلق النار محسوبًا على طرف اللاعب الدولي السابق ماهر السيد (الذي ربح الانتخابات) أو من طرف السيد غياث الدباس (الذي خرج خاسرًا ومتوعدًا بالرفض والاعتراض). المهم أن الفلكلور ما زال بين أيدي رجال النظام وصبيته جيلًا بعد جيل.

وهو ذات السلاح الذي أطلق به رجال يتبعون للاعب نادي جبلة سابقًا أحمد شلبي، على حافلة لجماهير نادي الاتحاد في التسعينيات، وقتل إثرها مشجع، وماتت القضية.

هو ذات السلاح الذي كان بحوزة مسؤولي هيئة الإعداد البدني في الجيش والقوات المسلحة، المشرفين على نادي الجيش، لجلب أي لاعب لا يريد الإكمال مع النادي بعد انتهاء خدمته الإلزامية.

هو السلاح الذي قد نسمع عن استخدامه في الأروقة السرية قبل أي انتخابات أو مؤتمر أو ملف عالق قد يفتح باب الهمز واللمز في رياضة سوريا، سابقًا وحاليًا ومستقبلًا، ما دام نظام الأسد موجودًا.

إن كانت أخبار إطلاق الرصاص رفضًا لنتائج الانتخابات في نادي الوحدة صحيحة أو مبالغًا فيها، فهذا الفلكلور ليس غريبًا علينا وعلى من يتابع هذه الرياضة وكرة القدم تحديدًا في مناطق سيطرة النظام السوري، وخاصة في أندية مثل الوحدة والكرامة والاتحاد والفتوة، أندية كان لها ثقلها واسمها وإنجازاتها بالرغم من كل الإشكاليات والتحزبات التي نخرت عظم الرياضة السورية منذ زمن طويل.

نادي الوحدة الدمشقي الذي جلس في رأس إدارته اليوم اللاعب الدولي السابق ماهر السيد، كانت أيدي محمد حمشو وصفوان نظام الدين وخالد حبوباتي تتشارك فيه بكل حقبة زمنية، بدءًا بالمال وانتهاء بإشهار السلاح عند الغضب، أو عند انتهاء المهمة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة