محكمة ألمانية تقضي باستعادة زوجة مقاتل من تنظيم “الدولة” من أجل أبنائها

camera iconأطفال في مخيم الهول في ريف الحسكة شرق الفرات- 25 من حزيران 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

قضت محكمة ألمانية باستعادة أم تنتمي لتنظيم “الدولة الإسلامية” مع أولادها الثلاثة من مخيم “الهول” شمال شرقي سوريا، رغم قرار سابق بالرفض من قبل السلطات الألمانية.

وأصدرت “المحكمة الإدارية العليا” في العاصمة الألمانية برلين أمس، الخميس 7 من تشرين الثاني، حكمًا يلزم السلطات الألمانية باستعادة أم مع أطفالها الثلاثة، الذين يبلغون من العمر عامين وسبعة وثمانية أعوام، من مخيم “الهول” الذي يضم الآلاف من أسر وأطفال مقاتلي تنظيم “الدولة”، وتديره “الإدارة الذاتية” (الكردية).

وبررت المحكمة قرارها القاضي باستعادة الأم مع أطفالها، بأولوية الحماية عبر الرباط الأسري وفقًا للدستور الألماني، وأشارت إلى أن الأطفال تعرضوا لصدمات نفسية ولذلك هم يحتاجون بالضرورة لحماية وإشراف أمهم.

وأكدت المحكمة أن السلطات الألمانية لم تتمكن من ذكر معلومات أو حقائق حول مخاطر تمثلها الأم على الأمن.

وكانت وزارة الخارجية الألمانية، قد وافقت على استعادة أطفال مقاتلي تنظيم “الدولة” فقط من مخيم “الهول”، إلا أن الأم رفضت التخلي عن أبنائها وإرسالهم وحيدين.

وبيّنت الخارجية الألمانية أن المخاوف الأمنية للبلاد تتعارض مع عودة الأم مع أبنائها نظرًا لانتمائها لـ “تنظيم الدولة”.

وترفض ألمانيا حتى الآن استعادة مقاتليها الذين يحملون جنسيتها من سوريا، كما تنوي سحب الجنسية منهم.

وسلمت “الإدارة الذاتية”، في آب الماضي، أربعة أطفال من أبناء مقاتلي تنظيم “الدولة” يحملون الجنسية الألمانية كانوا في مخيم الهول، لوفد ألماني وصل إلى شمال شرقي سوريا، وذلك في إطار الصفقات الدولية التي تجريها “الإدارة” لتسليم مقاتلي وعوائل التنظيم لحكوماتهم، بعد أشهر على إنهاء نفوذ التنظيم في مناطق شرق الفرات، بدعم من التحالف الدولي.

ويقدر عدد سكان مخيم “الهول” بنحو 70 ألفًا، معظمهم من النازحين وعائلات المقاتلين في تنظيم “الدولة”، بينهم نحو 3500 طفل لا يملكون وثائق ولادة.

وكانت “الإدارة الذاتية”، العاملة في شمال شرقي سوريا، افتتحت مخيم “الهول” منتصف نيسان 2016، لاستقبال النازحين الفارين من مناطق خاضعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.

وبعد معارك بلدة الباغوز في دير الزور (آخر معاقل تنظيم “الدولة”)، في آذار الماضي، تم نقل بعض المقاتلين الأجانب وذويهم، وبينهم أطفال، إلى مخيم الهول، حيث يعيشون أوضاعًا إنسانية “مزرية” ولا يسمح لهم بالحصول على المساعدات الإغاثية اللازمة، بحسب ما أشار إليه تقرير أصدرته الأمم المتحدة في شهر أيلول الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة