راكان الأطرش.. مرجعية روحية حمت السويداء من ضريبة الحرب

camera iconالشيخ راكان الأطرش - شباط 2019 (السويداء 24)

tag icon ع ع ع

السويداء – نور نادر

شارك مئات المشيعين من السويداء وجرمانا والجولان ولبنان، مع عدد من المسؤولين في حكومة النظام السوري، في دفن الشيخ راكان الأطرش، الجمعة 15 من تشرين الثاني الحالي، بعد وفاته الثلاثاء الماضي في المشفى الوطني بالسويداء.

عُرف القائد الروحي بدوره في إبقاء أهالي السويداء “على الحياد” خلال سنوات النزاع الثماني، واقفًا بوجه محاربة الجيش السوري ورافضًا تجنيد شباب المنطقة فيه، مع توليه التوجيه الديني لحركة “رجال الكرامة” التي عملت على حفظ الأمن في المحافظة.

ولد راكان الأطرش في قرية عرمان جنوبي محافظة السويداء عام 1936، منتميًا لعائلة سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي عام 1925.

لم يملك من النقود الكثير خلال نشأته، وقال أحد أفراد عائلته لعنب بلدي، طالبًا عدم الكشف عن اسمه، إن راكان عمل في الثمانينيات لدى أحد أقاربه لقاء أجر متواضع، قبل أن يتجه لخلوة الجبل، منعزلًا عن الناس، ومتبعًا أسلوب الزهد والتصوف في الدين، إلى أن أصبح مرجعًا روحيًا لعامة الطائفة.

حماية بمعونة “رجال الكرامة”

أسهم الشيخ راكان الأطرش في حل العديد من قضايا الخطف بين درعا والسويداء، إضافة لحل القضايا الخلافية التي تنشأ عند اعتقال أو سَوق أحد شباب المحافظة للخدمة العسكرية من قبل النظام السوري.

وقال أحد أعضاء لجان المواطنة والسلم الأهلي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن المقاتلين في حركة “رجال الكرامة” كانوا يعمدون للهجوم على الأفرع الأمنية أو لخطف ضباط تابعين للنظام، مع التهديد بالتصعيد ما لم تلبَّ مطالبهم بالكف عن ملاحقة شباب السويداء.

وكان دور الشيخ راكان يتمثل في التوسط ما بين النظام ورجال الحركة لتهدئة التصعيد وحل الخلاف مع الإفراج عن المعتقلين.

كما حرّم الشيخ على أبناء الطائفة المشاركة في “تعفيش” أو شراء المواد المسروقة من المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام السوري في محافظة درعا، في تموز عام 2018، وأكد أن النازحين من محافظة درعا هم “ضيوف”.

وفي المقابل، كانت للشيخ تصريحات تقضي بالوقوف مع الجيش السوري وعدم المساس به، داعيًا إياه بـ”جيش الوطن”، ومحرمًا المساس بمؤسسات الدولة.

نسبت مواقفه للرغبة بـ “إبقاء السويداء على الحياد”، حسبما قال الشيخ سليمان، المقرب من راكان الأطرش، الذي أشار إلى أن تلك المواقف جعلته مقربًا من كل من الموالين والمعارضين، مع إسهامه في حل المشاكل الداخلية ضمن المحافظة.

وقال الشيخ سليمان، “كان صاحب الدور الأساسي في منع الفصائل المحلية من الاقتتال بين بعضها بصفته مرجعًا روحيًا يحظى باحترام الجميع”.

ورغم ما شهدته محافظة السويداء من حالات خطف واعتداءات متفرقة خلال سنوات النزاع السوري، إلا أنها تمكنت من تجنب أسوأ آثار الحرب التي عانتها بقية المحافظات السورية، من قصف ودمار ونزوح للأهالي، وحافظت على أمنها بفصائلها المحلية التي قاومت الانخراط في قتال يصب في مصالح الأطراف الأخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة