من يقف وراء استهداف مخيم قاح للنازحين على الحدود التركية بصاروخ يحمل قنابل عنقودية؟

camera iconآثار قصف مخيم قاح للنازحين السوريين على الحدود مع تركيا (الأناضول)

tag icon ع ع ع

أجمعت مصادر ميدانية قابلتها عنب بلدي أن الصاروخ الذي استهدف مخيمًا للنازحين السوريين على الحدود مع تركيا، في حادثة هي الأولى من نوعها في الشمال السوري، أُطلق من منطقة جبل عزان في ريف حلب.

وقتل 12 مدنيًا وأصيب آخرون جراء قصف صاروخي، استهدفت مخيم النازحين بمنطقة قاح بريف إدلب، بصاروخ يحمل قنابل عنقودية مساء أمس الأربعاء.

وكان مراسل عنب بلدي في إدلب، نقل عن شهود عيان اليوم، الخميس 21 من تشرين الثاني، أن قصف مخيم قاح، مصدره منطقة جبل عزان بريف حلب.

بماذا قُصف مخيم قاح؟

وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر حجم الصاروخ الذي استهدف مخيم قاح، وكان لافتًا الحجم الكبير للصاروخ.

وقال مسؤول قسم الهندسة ومخلفات القصف في “الدفاع المدني” (الخوذ البيضاء)، حسن عرفات، اليوم، إن صاروخًا واحدًا تم به استهداف مخيم قاح، مؤكدًا أن الصاروخ يحمل قنابل عنقودية.

ولفت في حديثه لعنب بلدي إلى أن هذا الصاروخ مستخدم بشكل مستمر في عمليات القصف التي تتبعها قوات النظام السوري في المناطق المحررة.

وأضاف، “الصاروخ صناعة روسية، وقوات النظام تمتلك هذا النوع من الصواريخ وتستخدمه باستمرار”. مرجحًا وقوف قوات النظام السوري وراء عملية استهداف المخيم.

من جانبها، ردت فصائل المعارضة في إدلب على مصدر إطلاق الصاروخ بريف حلب.

وقال الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي مصطفى، لعنب بلدي اليوم، إن فصيله قصف منطقة جبل عزان بعدة قذائف صاروخية.

وأكد أن هذه المنطقة تضم قاعدة إيرانية كبيرة، مشيرًا إلى أن الميليشيات الإيرانية قد تكون هي من تقف وراء استهداف مخيم قاح.

جبل عزان

تضم منطقة جبل عزان قاعدة عسكرية إيرانية، شُيّدت منذ عام 2015، حيث أصبحت مركزًا لتجمع الآلاف من عناصر الميليشيات العراقية والأفغانية واللبنانية والمحلية التي يديرها “الحرس الثوري” الإيراني، ولعب هؤلاء دورًا بارزًا في سيطرة النظام على مناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي أواخر العام 2015.

وخلال حصار أحياء حلب الشرقية، كانت القاعدة غرفة العمليات المركزية التي أديرت من خلالها المعارك في المدينة، وكانت منطلقًا لآلاف القذائف المدفعية والصاروخية التي انهالت على الأحياء الشرقية.

وعملت إيران، في منطقة جبل عزان ومناطق ريف حلب الجنوبي المحيطة بها، على بناء تحصينات أكثر مقاومة في حال تم قصفها.

وتعرضت قاعدة جبل عزان لقصف إسرائيلي نهاية العام 2017، استهدف مقر القيادة والعمليات في القاعدة، ومستودعات الأسلحة.

تصعيد

تُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها قصف مخيم يغص بالنازحين السوريين في منطقة من المفترض أنها تشهد وقفًا لإطلاق النار بحسب التفاهمات التركية الروسية إضافة إلى وجود عدد لا بأس به من نقاط المراقبة التي تنشرها أنقرة في تلك المنطقة.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قال الثلاثاء الماضي، إن “الوضع في منطقة إدلب شمال غربي سوريا لا يزال حرجًا، وإن تركيا تواصل محادثاتها مع السلطات الروسية في هذا الشأن”.

وأضاف، “أود أن أشير إلى أن السلطات الروسية تتحمل مسؤولية كبيرة هنا، لأن الاتفاق الذي توصلنا إليه في إطار منطقة خفض التصعيد لا يزال ساريًا، وهو ذو أهمية كبيرة من حيث الحفاظ على الوضع الراهن ومنع حدوث أزمة إنسانية جديدة في إدلب”.

وتابع، “لدينا 12 نقطة مراقبة عسكرية هناك. ويجب منع استفزازات ومضايقات النظام للحفاظ على أرواح المدنيين التي تحميها مراكز المراقبة العسكرية”، بحسب وكالة “الأناضول“.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة