الأمم المتحدة تدعو للتحقيق في استهداف مخيم قاح للنازحين شمالي إدلب

camera iconنيران في مخيم قاح شمالي إدلب جراء قصف صاروخي من قوات النظام السوري 21 تشرين الثاني 2019 (EMC)

tag icon ع ع ع

أدانت منظمة الأمم المتحدة القصف الذي استهدف مخيم قاح للنازحين السوريين على الحدود التركية، والذي أسفر عن مقتل 12 مدنيًا على الأقل وإصابة ما يزيد على 20 آخرين.

وعبر نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، مارك كتس، أمس الخميس 21 من تشرين الثاني، عن شعوره بالاشمئزاز إزاء استهداف المدنيين في المخيم، داعيًا إلى إجراء تحقيق موسع حول الحادثة التي وصفها بالـ “مفزعة”.

وقال المسؤول الأممي، “روعتني التقارير الواردة حول الاعتداء الغاشم على مدنيين في منطقة إدلب، وأشعر بالاشمئزاز من استهداف المدنيين الضعفاء بالصواريخ، من بينهم كبار بالسن ونساء وأطفال لجؤوا إلى خيام ومساكن مؤقتة في مخيم للنازحين داخل سوريا”.

وأضاف، “هذه المخيمات هي عبارة عن مأوى لأشخاص فروا أصلًا بسبب العنف بحثًا عن الأمان والملجأ”.

وأكد كتس أن توجيه أي ضربة للمدنيين يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، لافتًا إلى أن القانون “يُحتّم بصرامة على جميع الأطراف التفريق بين المدنيين والمقاتلين، والتصرف بعناية، وعدم المساس بالمدنيين في أثناء العمليات العسكرية”.

ضحايا من الأطفال

من جانبها أدانت مستشارة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، في بيان لها، استهداف مخيم قاح، الذي أسفر عن مقتل عدد من الأطفال بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل.

وأشارت إلى أن قاطني المخيم “أُجبروا على مغادرة منازلهم، وبعضهم اضطر إلى النزوح مرات عديدة، ويعيشون في ظروف بالغة الصعوبة”.

وبيّنت المسؤولة الأممية أنه، وبحسب الأخبار التي وصلتهم، فقد جرى قصف المخيم من منطقة تقع تحت سيطرة قوات النظام السوري، لافتة إلى أن الصواريخ التي استهدفته، انفجرت على مقربة من مشفى توليد بالمنطقة.

وأكدت رشدي ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية في سوريا، داعية إلى إطلاق تحقيق في عمليات استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية.

صاروخ عنقودي روسي

وأمس نقل مراسل عنب بلدي في إدلب عن شهود عيان أن قوات النظام السوري المتمركزة في جبل عزان بريف حلب، استهدفت مخيم النازحين بمنطقة قاح بصواريخ تحمل قنابل عنقودية خلال ساعات الليل.

وقال “الدفاع المدني السوري”، عبر “فيس بوك“، إن استهداف المخيم الواقع على الحدود التركية، أسفر عن مقتل 12 مدنيًا وإصابة 20 آخرين من النازحين كحصيلة أولية، إلى جانب أضرار واسعة في الخيام وممتلكات النازحين، وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا.

وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر حجم الصاروخ الذي استهدف مخيم قاح، وكان لافتًا الحجم الكبير للصاروخ.

وتقع المنطقة المستهدفة بالقرب من الحدود التركية بريف إدلب الشمالي، وتعتبر منطقة “آمنة” لاحتوائها على عدد من مخيمات النازحين على امتداد المنطقة، وهي بعيدة عن مناطق القصف والمعارك.

وتُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها قصف مخيم يغص بالنازحين السوريين في منطقة من المفترض أنها تشهد وقفًا لإطلاق النار بحسب التفاهمات التركية- الروسية، إضافة إلى وجود عدد لا بأس به من نقاط المراقبة التي تنشرها أنقرة في تلك المنطقة.

ولم تعلق قوات النظام السوري أو القوات الرديفة على قصف المخيم، وهي سياسة متبعة من الإعلام الرسمي، الذي تحدث عن قصف الفصائل التابعة للمعارضة مناطق سكنية بمدينة حلب، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وتتعرض المناطق الجنوبية والغربية لمحافظة إدلب لتصعيد جوي وصاروخي من قوات النظام وروسيا، عبر غارات جوية متواصلة على المناطق السكنية والبنى التحتية الحيوية والأسواق، كان أحدثها استهداف مدينة معرة النعمان ومحيطها بغارات روسية، الأربعاء، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين.

ويأتي التصعيد تجاه إدلب رغم إعلان روسيا “تهدئة” أواخر آب الماضي، ورغم المطالب الأممية بحماية المدنيين وتجنيب المنطقة ويلات النزوح المتزايدة، والحث على الحل السياسي كبديل للأعمال العسكرية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة