إدلب.. أسعار القرطاسية تدفع للإحجام عن المدارس

camera iconعودة المدارس إلى العمل في محافظة إدلب - 16 من كانون الأول 2018 (الموقع الرسمي لمنظمة اليونيسف)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

يعاني أهالي محافظة إدلب من صعوبة تأمين مستلزمات الدراسة (القرطاسية) لأبنائهم، في ظل ارتفاع حاد في الأسعار، ما يدفع بعضهم إلى إعادة التفكير في إرسال أطفالهم إلى المدرسة هذا العام.

واستطلعت عنب بلدي آراء شريحة من سكان مدينة إدلب حول مشكلة ارتفاع أسعار القرطاسية، عبر برنامج “شو مشكلتك” الذي تبثه عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، يومي الاثنين والجمعة.

وبحسب الاستطلاع، فإن تكلفة تجهيز الطالب للمدرسة تصل إلى خمسة آلاف ليرة سورية، تتضمن ثمن حقيبة مدرسية ودفاتر وأقلام، إذ يصل سعر القلم الواحد إلى 200 ليرة.

وتقول شريحة ممن استطلعت عنب بلدي رأيهم من الأهالي، إن ارتفاع أسعار القرطاسية جعلهم يتخذون قرارًا بعدم إرسال الأطفال إلى المدرسة، مبررين ذلك بأن تركيزهم ينصب الآن على تأمين لقمة المعيشة وإيجار المنزل.

في المقابل، يجمع عدد من أصحاب مكتبات بيع القرطاسية أن الحد الأدنى لأي طالب ليجهز نفسه للعام الدراسي الحالي، يصل إلى خمسة آلاف ليرة سورية، وأشاروا إلى أن إقبال الأهالي على شراء لوازم المدرسة هذا العام يعتبر “عاديًا” و”دون المتوسط”.

بينما رأى قسم منهم أن الإقبال كان جيدًا، وعزوا ذلك إلى حملة النزوح التي تعرض لها أهالي ريف إدلب الجنوبي، بسبب الحملة العسكرية الروسية الداعمة لقوات النظام السوري، التي أسفرت عن تهجير جماعي لعدة قرى نحو الشمال السوري، حيث استقر عدد كبير من المهجرين في مدينة إدلب.

الدولار

تحولت القرطاسية إلى مشكلة كبيرة للأهالي، وخاصة من لديه عدد كبير من الأطفال الذين يرتادون المدارس، ويواجه الأهالي مشكلة تضاف إلى مشكلتهم وهي ربط ارتفاع أي مواد في الأسواق بانخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وفق قولهم.

الأهالي الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم أكدوا أن أصحاب المحلات والمكتبات دائمًا يربطون بين ارتفاع الأسعار وانخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، مبدين استغرابهم من هذا الربط.

وشددوا أنه عندما تنخفض قيمة الليرة ترتفع الأسعار، لكن عندما ترتفع لا يخفض أصحاب المحلات سعر السلع، في حين اتهم بعض الأهالي التجار بالتحكم بالأسعار.

ودافع أصحاب المكتبات عن رفع الأسعار بالقول إن “كل شيء يرتفع في الأسواق هو أيضًا يرتفع عليهم”، ولفتوا إلى أن معظم المنتجات المستخدمة في الشمال السوري مستوردة من الخارج، في إشارة إلى أنه يتم استيراد المنتجات بالدولار.

من جانبه، أكد مسؤول “المجمع التربوي” في مدينة إدلب، عبد الله العبسي، لعنب بلدي، وجود ارتفاع في أسعار القرطاسية، لكنه أشار إلى وجود منظمات عاملة على الأرض توزع القرطاسية مجانًا.

ولفت إلى أن هذا التوزيع لا يؤدي الغرض المطلوب ولا يسد الحاجة.

وأوضح أن المنظمات أمّنت قرابة 30% من مستلزمات القرطاسية للمدارس، وقال إن “المجمع التربوي، ومن خلفه مديرية التربية، لا يقوم بمشاريع داعمة لملف القرطاسية لأنه ليس جهة داعمة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة