عسكر شرق الفرات.. إلى الطريق الدولي سر

camera iconقوات الجيش الوطني السوري على مشارف بلدة تل تمر بريف الحكسة 12 تشرين الثاني 2019 (غرفة عمليات نبع السلام على تويتر)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – أحمد جمال

تتسابق القوى العسكرية المحلية المتصارعة شمال شرقي سوريا، للسيطرة على الطريق الدولي في شرق الفرات، الذي يتحكم بمسار التحركات العسكرية والتجارية ويزيد رصيد المفاوضات السياسية في الملف السوري.

تشهد مناطق شرق الفرات معارك بين “الجيش الوطني” السوري بدعم من القوات التركية و“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بدأتها أنقرة في 9 من تشرين الأول الماضي، بهدف إبعاد الأخيرة عن الحدود التركية.

وتتنافس القوى العسكرية المحلية (“قسد” المدعومة أمريكيًا وقوات النظام السوري المدعومة روسيًا و”الجيش الوطني” المدعوم تركيًا) للسيطرة على منطقتي تل تمر بريف الحسكة وعين عيسى شمالي الرقة ، وذلك للأهمية الاستراتيجية لتلك المنطقتين اللتين يمر فيهما الطريق الدولي (M4) الواصل بين العراق وتركيا عبر الأراضي السورية.

طريق استراتيجي

يرى المحلل العسكري العقيد أحمد حمادي أن السيطرة على طريق “M4” الاستراتيجي في مناطق شرقي سوريا، تجعل من المسيطر عليه المتحكم بالتحركات العسكرية والتجارية، وكذلك الإمدادات العسكرية للقوات المعادية، خاصة مع اتساع المواجهات حتى مناطق المالكية والرميلان على الحدود التركية.

ويضيف حمادي، في حديث إلى عنب بلدي، أن الأهمية الكبرى لمدينة تل تمر بريف الحسكة، أنها ملتقى للطرق بين الطريق الدولي (M4) الواصل بين مدينتي القامشلي والحسكة، إضافة إلى أنها نقطة استراتيجية لتحكمها بالطريق ذاته الواصل إلى مدينة حلب مرورًا بعين عيسى بريف الرقة ومنبج بريف حلب.

يمتد طريق “M4” من الحدود العراقية السورية إلى البحر الأبيض المتوسط في مدينة اللاذقية، ويقطع الطريق مناطق شرق الفرات من القامشلي الحدودية مرورًا بمدينة الرقة حتى مدينة حلب شمالًا ليتجه بعدها عبر محافظة إدلب إلى مدينة اللاذقية.

كما يلتقي طريق “M4” مع طريق “5M” الدولي في مدينة سراقب شرقي إدلب، الذي يمتد بدوره من مدينة حلب إلى حماة حتى العاصمة دمشق، ثم إلى لبنان والأردن.

وسيطرت “قسد” بدعم من التحالف الدولي على مناطق شرق الفرات في عام 2015، بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المنطقة، لتتحكم بالطريق الدولي الذي يمر بالمنطقة قبل أن تبدأ تركيا عملية عسكرية الشهر الماضي ويعود الصراع للسيطرة عليه.

رصيد في المفاوضات

بدوره يقول الناطق باسم “الجيش الوطني” السوري، يوسف حمود، إن أهمية طريق “M4” تكمن باعتباره شريانًا واصلًا بين مدن حلب والحسكة على امتداد شرق الفرات داخليًا وبين العراق وتركيا خارجيًا.

ويضيف حمود، في حديث إلى عنب بلدي، أن السيطرة على هذا الطريق الدولي والمحلي تعتبر رصيدًا في المفاوضات الدولية المتعلقة بالمنطقة.

ويتحكم “الجيش الوطني” حاليًا بأجزاء من الطريق الدولي، في منقطة العريش وصوامع العوالي بمحيط مدينة تل تمر بريف الحسكة من جهة، وفي منطقة الشرقراق شمالي عين عيسى بريف الرقة من جهة أخرى، مع تقدم مستمر خلال الأيام الماضية في تلك المنطقة، بحسب حمود.

السيطرة على منطقتي تل تمر وعين عيسى بعقدها الطرقية، يعيق وصول الإمدادات العسكرية واللوجستية لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في المعارك التي يخوضها “الجيش الوطني” والقوات التركية، وسط إصرار مماثل من “قسد” وحليفها المرحلي، النظام السوري، لإبقاء السيطرة على تلك المناطق بما فيها الطريق الدولي.

صراع محلي ودولي

أتاحت العملية التركية شرقي سوريا الفرصة لدخول قوات النظام السوري إلى المنطقة للمرة الأولى منذ عام 2012، ضمن تفاهمات مع “قسد” ليشترك الطرفان بمواجهة الهجوم التركي ومحاولة التمسك بالنقاط الاستراتيجية في المنطقة بما فيها الطريق الدولي (M4).

الإصرار على السيطرة على الطريق الدولي شرق الفرات تجلى في المعارك العنيفة التي تخوضها “قسد” والنظام السوري في مناطق تل تمر بريف الحسكة من جهة، وفي منطقة عين عيسى بريف الرقة من جهة أخرى، وذلك في مواجهة هجوم “الجيش الوطني” السوري مدعومًا بالقوات التركية.

وأعلن “الجيش الوطني” سيطرته على نقطتين من قبضة “قسد” في محيط عين عيسى بريف الرقة، السبت 23 من تشرين الثاني، في هجوم بدأه بدعم تركي ليوسع سيطرته على الطريق الدولي في المنطقة.

ونشرت وكالة “هاوار” التابعة للإدارة الذاتية، السبت 23 من تشرين الثاني، تسجيلًا مصورًا يظهر الاشتباكات الدائرة في قرى صيدا ومعلق وواسطة من الجهة الغربية لمدينة عين عيسي، وقالت إن “قسد” مدعومة بقوات النظام السوري تتصدى للهجوم على المنطقة.

وتأتي المعارك في المنطقة رغم الإعلان عن توقف العملية العسكرية التركية (نبع السلام)، في 22 من تشرين الأول الماضي، بعد اتفاقية بين أنقرة وموسكو في مدينة سوتشي، نصت على سحب “وحدات حماية الشعب” (التي تعتبر عماد “قسد”) من الشريط الحدودي بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.

وتتهم وزارة الدفاع التركية “قسد” بمواصلة الخروقات اليومية في المنطقة وهو ما يخالف الاتفاقية الروسية- التركية، التي تنص على انسحاب “الوحدات” وتسيير دوريات مراقبة مشتركة على الشريط الحدودي.

كما تتهم “قسد” الجانب التركي بمواصلة الهجوم على مواقعها شرقي سوريا، عبر بيانات يومية على موقعها الرسمي، كان أحدثها في 22 من تشرين الثاني الحالي، وقالت فيه إن الجيش التركي ومجموعاته مستمرون في هجماتهم باستخدام صواريخ ”الغراد” والطائرات المسيّرة وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة، في محوري زركان وتل تمر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة