بلا إنذار..

“النينجا” تخترق سيارات قياديين في الشمال السوري

camera iconسيارة أبو الخير المصري التي استهدفتها غارة جوية دون طيار في ريف إدلب - 25 شباط 2017 (صفحة بوابة إدلب في فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

للمرة الثانية خلال أيام، اخترقت شفرات قنبلة “النينجا” سطح سيارة تحمل مقاتلين وقادة في الفصائل المسلحة لتقتل من فيها، مخلفة أثرًا مميزًا دون انفجار، في دلالة على نهج جديد يلاحق الفصائل المسلحة بآخر معاقلها في سوريا.

على بعد كيلومترات قليلة عن “باريشا” في ريف إدلب الشمالي، التي تباهى الأمريكيون بإنزالهم العسكري فيها نهاية تشرين الأول الماضي لقتل الزعيم السابق لتنظيم “الدولة الإسلامية”، “أبو بكر البغدادي”، استهدفت طائرة دون طيار سيارة من نوع “جيب”، قرب مفرق قيبار بريف مدينة عفرين شمالي حلب، في 7 من كانون الأول الحالي.

انتشرت صور السيارة المخترقة من سقفها مع صور أشلاء القتلى الثلاثة، الذين كانوا بداخلها، لتذكر باستهداف مماثل لسيارة من نوع “فان” في بلدة أطمة شمالي إدلب، في 3 من كانون الأول الحالي.

وفي حين لم تعرف هوية المستهدفين في الحادثة الجديدة، إلا أن ناشطين رجحوا كونهم من قياديي فصيل “الجبهة الوطنية للتحرير”، المندمجة مع “الجيش الوطني” السوري تحت قيادة “وزارة الدفاع” التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، متداولين صورة لبطاقة تعريف تخصهم في السيارة، وهو ما نفته “الجبهة” سريعًا، واصفة أي وثائق مشابهة بـ”المزورة”.

مستهدفون بلا تعريف

لم تعلن الولايات المتحدة تنفيذها للعمليتين الأخيرتين، وأكد المتحدث باسم التحالف الدولي، العقيد مايلز كوجنز، لعنب بلدي عبر البريد الإلكتروني، في 6 من كانون الأول الحالي، أن “التحالف الدولي لم يقم بأي غارات جوية في شمال غربي سوريا”.

إلا أن محللين أشاروا إلى أن ذلك النفي لا يعني أن الولايات المتحدة ليست المسؤولة، ونقلت صحيفة “Telegraph”  البريطانية، عن الصحفي الاستقصائي في موقع “Bellingcat” وضابط المشاة السابق، نيك واتيرز، قوله إنه من الممكن أن تكون “إحدى الوكالات الأمريكية الأخرى التي لا تخضع لسيطرة التحالف، مثل وكالة الاستخبارات المركزية”، هي المسؤولة.

ولم يعرف عن ضحية الاستهداف، في 3 من كانون الأول الحالي، سوى اسم “أبو أحمد المهاجر”، الذي ذكر على ورقة كان يحملها للمرور عبر حواجز التفتيش وجدت إلى جانب جثته.

وبحسب ما تضمنته الورقة فقد كان المهاجر مدربًا في الأكاديمية العسكرية المركزية لـ ”هيئة تحرير الشام”، وهو ما نفته “الهيئة” عبر مسؤول تواصلها الإعلامي، تقي الدين عمر، لعنب بلدي، قائلًا إنه “ليس قياديًا في الهيئة وغير منتسب لها، ويدرب مختلف الفصائل”.

ولا يُعرف عن القيادي سوى أنه كان من مدربي فرقة “النخبة” في “الهيئة” التي تسمى “العصائب الحمراء”، والتي ارتبطت بها جميع العمليات الخاصة والنوعية التي تعلن عنها “تحرير الشام”، وحصل مقاتلوها على تدريب خاص بالفنون القتالية، على يد شركة “بلاك ووتر إسلامية” تسمى بـ”تاكتيكال الملاحم”، أسسها مقاتلون أتوا من روسيا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق، وأغلبية المدربين خدموا في القوات الخاصة في بلدانهم، ويرأسهم “أبو سلمان البيلاروسي”، وهو معاون أول سابق في القوات الخاصة الروسية.

صواريخ دقيقة بلا انفجار

شهدت إدلب الاستخدام الأول لما يسمى بـ”قنبلة النينجا”، في شباط من عام 2017، في غارة استهدفت الرجل الثاني في “القاعدة”، “أحمد حسان أبو الخير المصري”، في سيارته قرب معسكر المسطومة في ريف إدلب، من طائرة دون طيار.

شرحت صحيفة “Wall Street Journal” الأمريكية، في تقرير نشر في حزيران الماضي، ماهية السلاح السري الذي استخدمته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية و”البنتاغون” في غارات على أهداف مهمة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال.

هذه الصواريخ هي نسخة معدلة عن صواريخ “هليفاير”، وهي صواريخ مضادة للدبابات أصدرت خلال الثمانينيات وبُدئ استخدامها بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، تحمل رأسًا حربيًا خاملًا، وهو مصمم ليخترق أكثر من 100 باوند (45.4 كغ) من المعدن بدلًا من أن ينفجر، لقتل الهدف دون إيذاء المدنيين والممتلكات القريبة.

ويسمى هذا الصاروخ “R9X” وهو مجهز بحلقة من ست شفرات طويلة تحيط برأسه تكون مخفية وتظهر قبل ثوانٍ من إصابة الهدف لضمان أن تمزق كل ما في طريقها.

وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، لا يستخدم السلاح إلا في ظروف محددة، خاصة حينما يتم تحديد موقع قائد “إرهابي” مهم بشكل دقيق للغاية.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة