ماذا تحتاج لتشعر بالدفء؟

قصيدة من ألف “تغريدة” عن الدفء في حملة لمساعدة اللاجئين السوريين

طفل سوري في البقاع في لبنان - (UNHCR)

camera iconطفل سوري في البقاع في لبنان - (UNHCR)

tag icon ع ع ع

ألّف الكاتب الإنجليزي نيل جايمان قصيدة بعنوان “ماذا تحتاج لتشعر بالدفء” لإطلاق حملة المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، لتأمين المعونة الشتوية للاجئين السوريين في الشرق الأوسط.

وقال جايمان لصحيفة “The Guardian” إن كتابة القصيدة كانت “صعبة للغاية”، بعد أن طلب من متابعيه عبر “تويتر” أن يذكروا له ما الذي يذكرهم بالدفء وتلقيه نحو ألف رد، شكلت مستندًا من 25 ألف كلمة.

“الجميل حول الأمر هو طريقة وصف الناس للبرد مقابل الدفء. إنها تأخذ شكلًا، وتمثل النقيض، المشكلة الكبرى هي أن اللاجئين السوريين ليس باستطاعتهم الآن مع دخول الشتاء الإحساس بهذه الحالة”، حسبما قال جايمان للصحيفة البريطانية.

وتابع، “هذا يعني أمرين: ليس لديك تغيير بالحالة من البرد للدفء، ولا تملك دولة”.

ستنسج القصيدة ضمن وشاح بطول ثلاثة أمتار يعبر عن المؤازرة في بريطانيا، من قبل شركة “Kniterate” للنسج الإلكتروني، وسيضم الوشاح تصاميم سورية من سيدات سوريات في مخيم الزعتري في الأردن.

ماذا تحتاج لتشعر بالدفء

بطاطا مشوية من ليل شتوي لتلفها بيديك أو تحرق فمك

بطانية منسوجة بأصابع أمك أو جدتك الماهرة

بسمة، ولمسة، وثقة، وأنت تدخل تاركًا الثلج وراءك أو تعود إليه، وأطراف أذنيك مجمدة ولونها زهري

طرق أجهزة التدفئة الحديدية وهي توقظ بيتًا قديمًا

الاستيقاظ من الأحلام وأنت في الفراش، مدفون تحت البطانيات الناعمة، تغير حالك من البرد للدفء.. هو كل ما يهم

وتفكر أن كل ما تريده هو دقيقة أخرى من الراحة قبل القشعريرة، واحدة فقط

أماكن نمنا فيها ونحن أطفال، تدفئ ذكرياتنا

نسافر إلى الداخل من الخارج. إلى لهيب المدفأة البرتقالي أو الخشب المحترق في الفرن

زفير الجليد على النوافذ، وخدشه بالأظافر، وتذويبه بيد كاملة

الصقيع على الأرض باقٍ في الظلال، بانتظارنا

ارتداء وشاح.. ارتداء معطف.. ارتداء قميص.. ارتداء جوارب.. ارتداء قفازات سميكة

رضيعة تنام بيننا.. كلاب تتقلب.. وشعلة من القطط والهررة

ادخلوا.. أنتم بأمان الآن

إبريق يغلي على الموقد.. عائلتك وأصدقاؤك هناك يبتسمون. مشروب غازي أو شوكولا، شاي أو قهوة، حساء أو عصيدة، ما تعلم أنك بحاجته

تبادل الحرارة الذي يمنحونك إياه، تأخذ فنجانًا وتبدأ بالذوبان.

وفي الخارج، بالنسبة لبعضنا، تبدأ الرحلة ونحن نبتعد عن منازل جدودنا، بعيدًا عن أماكن عرفناها صغارًا..

نبدل بلدًا بآخر فآخر، لنصادف صحراء حجرية، أو لنخاطر بالماء العميق، حين يصبح الطعام والأصدقاء، البيت، الفراش، أو حتى البطانية، مجرد ذكريات

أحيانًا لا نحتاج إلا لغريب، في مكان مظلم، يقدم وشاحًا سيئ النسج، أو يعرض كلمة لطيفة، ليقول لنا الحق أن نكون هنا، لأن نحصل على الدفء بأبرد المواسم

لنا الحق أن نكون هنا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة