مبادرات فردية وجماعية لاحتواء أزمة النزوح من معرة النعمان

camera iconنزوح الأهالي من معرة النعمان -20 كانون الأول 2019 (الدفاع المدني فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف إدلب

استنفرت المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غربي سوريا جميع قطاعاتها وعناصرها، ووضعت نفسها في حالة جاهزية قصوى إثر القصف المكثف من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي، على مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة.

انتشر الأهالي الفارون من المدينة نتيجة القصف على الطرقات وفي العراء وتحت الأشجار، بينما زاد بدء فصل الشتاء وما رافقه من هطولات مطرية من وطأة الحاجات الإنسانية، الأمر الذي دفع الأهالي في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي، لإطلاق مبادرات إنسانية فردية وجماعية للتخفيف عن النازحين.

فريق “منسقو الاستجابة” أكد أن معظم النازحين من ريف إدلب الجنوبي ما زالوا على الطرقات الرئيسة في العراء، مشيرًا إلى أن عددهم بلغ أكثر من 19 ألفًا و989 عائلة (109 آلاف و408 أشخاص) منذ تشرين الثاني الماضي حتى 19 من كانون الأول الحالي.

“خط ساخن”

“معظم الأهالي النازحين ليست لديهم وسيلة نقل”، قال فؤاد سيد عيسى، العضو في إدارة منظمة “بنفسج” (إحدى المنظمات الإغاثية العاملة في الشمال السوري) لعنب بلدي، لافتًا إلى أن النازحين يستقلون سيارات أو يغادرون سيرًا على الأقدام، في ظل القصف الكثيف.

منظمة “بنفسج” أخلت حوالي 1550 شخصًا من المعرة على دفعات في ست ساعات فقط، ونُقلوا إلى مراكز إيواء مؤقتة (مساجد، منازل، فنادق، دكاكين، أراضٍ زراعية)، كما فعّلت المنظمة خدمة “الخط الساخن” للوصل بين العوائل المحتاجة للإيواء والأهالي أو المجالس المحلية أو الفعاليات المدنية.

وافتتحت المنظمة أربعة مراكز للإيواء الجماعي في مدينة إدلب، تتسع لـ4500 شخص وجُهّزت بالفرش والبطانيات والتدفئة ومياه الشرب.

كما قدمت وجبات طعام للنازحين، إضافة لتدخل الفرق الإسعافية وتقديم الأدوية، بينما تستمر بتوزيع الأغذية والمواد الأساسية للأهالي الذين ينتشرون على الطرقات الرئيسة، إلى جانب توزيع المياه والخبز وسلال الطعام الجاهز للأكل للأهالي الذين يستطيعون الوصول إلى المراكز المختلفة للمنظمات.

مبادرات مدنية

تعهد صاحب ورشة تصليح سيارات في مدينة إدلب بصيانة جميع السيارات المتجهة إلى مدينة معرة النعمان لنقل الأهالي، دون أخذ أي مقابل مادي، بينما بادر بعض الأهالي في إدلب وريف حلب، بتأمين مساكن للنازحين.

ومن المساكن المؤمّنة بيوت للسكن المؤقت وأخرى للسكن الدائم، وأراضٍ زراعية لنصب الخيام، وفندق خالٍ للسكن المؤقت، ومزارع مجهزة للسكن، ودكاكين، بحسب ما قاله الناشط المدني في محافظة إدلب محمد العمر.

كما نشرت مجموعة من الناشطين أرقام هواتف أصحاب سيارات متطوعين لنقل النازحين عبر سياراتهم على مدار اليوم، ودون مقابل، بينما أعلن أصحاب محلات حلويات وأغذية، عبر منشورات في “فيس بوك”، فتح محلاتهم أمام النازحين مجانًا.

وتعاني مدينة إدلب وريفها وريف حلب من ضغط سكاني كبير مع وجود أربعة ملايين نسمة، بعد حملات التهجير التي طالت مناطق عدة كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، وتقدم إليها النظام السوري إثر اتفاقات التسوية خلال العامين الماضيين، إضافة إلى الحملة العسكرية السورية- الروسية منذ شباط الماضي، على ريفي إدلب وحماه.

تصعيد ممنهج

كثفت قوات النظام السوري وحليفها الروسي، القصف على معرة النعمان وريفها بمختلف أنواع الأسلحة، رغم “التهدئة” المعلنة أواخر آب الماضي، وارتفعت وتيرة القصف منذ 18 من كانون الأول الحالي، ما أدى إلى مقتل مدنيين، مع بقاء آلاف آخرين في المدينة.

وقال “الدفاع المدني” عبر بيان، في 19 من كانون الأول الحالي، إن الطائرات الروسية تتعمد استهداف مقومات الحياة في معرة النعمان وقراها، إذ استهدفت مركزًا لـ”لدفاع المدني” ومركزًا إسعافيًا وأسواقًا شعبية، إضافة إلى استهداف مبنى شركة الكهرباء في المدينة.

وأضاف أن كارثة إنسانية تهدد أكثر من 100 ألف مدني يعيشون في المنطقة بسبب استمرار القصف ومحاصرة الطائرات الحربية لهم، واستهداف آلياتهم عند محاولة النزوح.

وتعتبر معرة النعمان واحدة من المدن الاستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي بسبب وقوعها على الطريق الدولي”M5″، الذي طالما سعت روسيا للسيطرة عليه، إما من خلال العمليات العسكرية التي شنتها في المنطقة ما بين شهري حزيران وآب الماضيين، أو من خلال الاتفاقيات التي وقعتها مع تركيا لا سيما اتفاقية “سوتشي”، في 17 من أيلول 2018.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة