ارتفاع حدة التصريحات حول أزمة غاز المتوسط

سفينة تركية للتنقيب عن الغاز (HABER TURK)

camera iconسفينة تركية للتنقيب عن الغاز (HABER TURK)

tag icon ع ع ع

ترتفع يومًا تلو الآخر حدة التصريحات حول ملف الغاز في البحر المتوسط، في حين شهدت السواحل الليبية أمس، السبت 21 من كانون الأول، توقيف سفينة تركية من قبل قوات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، كما تتخذ مصر وقبرص خطوات دبلوماسية جديدة.

تركيا تصعد لهجتها

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، الأحد 22 من كانون الأول، إن بلاده “لن تتراجع عن مذكرة التفاهم مع ليبيا”، معتبرًا أنه في حال تخلت تركيا عن الإجراءات التي اتخذتها مع قبرص التركية وليبيا، فلن “تترك اليونان وداعميها أي ممر لتركيا إلى البحر”.

ونفى أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول” التركية، أن تكون الاتفاقية الأمنية واتفاقية النفوذ البحري الموقعة مع ليبيا الموقعة في 27 تشرين الثاني الماضي، “مخالفة للقانون الدولي”.

مؤكدًا في الوقت نفسه أن تركيا “ستقيم كافة الإمكانيات التي من شأنها تعزيز البعد العسكري للمساعدات إلى ليبيا”.

وبدأت اتفاقية رسم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، في 5 من كانون الأول الحالي، على أن يتم الإعلان عن تفاصيلها بداية العام المقبل 2020، بحسب ما نشرته وكالة “الأناضول” التركية، في 9 من كانون الأول الحالي.

وفي السياق نفسه، قال نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، أمس، إن أنقرة مستعدة “لتقييم ما يلزم” لليبيا حال طلبها ذلك بشكل رسمي، وهو ما يعني إرسال قوات تركية لدعم حكومة الوفاق في العاصمة الليبية طرابلس، بحسب ما نقلته صحيفة “ييني شفق“.

وتعد هذه التصريحات خطوة جديدة في الصراع على ثروات الغاز الطبيعي الموجودة في قاع البحر الأبيض المتوسط، والتي شكلت أزمة بين تركيا وقبرص اليونانية ومصر وإسرائيل وليبيا مؤخرًا.

تصريحات الرئيس التركي ونائبه، سبقها تصريحات لرئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، الذي نشر تدوينة عبر الإنترنت قال فيها إن “ردود الفعل الصادرة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وقبرص اليونانية، لن تمنع تركيا من تنفيذ سياساتها”.

مزيد من التوتر الليبي

لا تنفصل التصريحات الأخيرة، عن الوضع الليبي السياسي والعسكري، ففي حين رحب مجلس النواب التابع للمجلس الرئاسي “حكومة الوفاق” بتفعيل الاتفاقيات مع تركيا، هددت القوات التابعة للجنرال خليفة حفتر، عبر رئيس أركان القوى البحرية، اللواء فرج المهدوي، بصد أي “انتهاك تركي” للسواحل الليبية.

وقال المهدوي في حديث مع قناة “العربية” السعودية، اليوم، إن قواته ستستهدف الأتراك في البحر، وقبل وصولها إلى السواحل الليبية.

وسبق للمهدوي أن هدد السفن والقوات التركية، في حديث مع محطة تلفزيونية يونانية في 11 كانون الأول، وأعلن عن أوامر “باستهداف” أي سفينة تركية تقترب من سواحل ليبيا.

وكان الناطق الرسمي “للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية”، أحمد المسماري، أعلن عبر “فيس بوك”، مساء أمس، قيام القوات البحرية التابعة لحفتر، بتوقيف سفينة تحمل علم “غرينادا”، يقودها طاقم تركي، قبالة سواحل “درنة”، في الحدود البحرية التي تم ترسيمها مؤخرًا بين حكومة الوفاق وتركيا، كما نشرت الصفحة صور لجوازات سفر الطاقم التركي.

مواقف مصرية وقبرصية

أبلغت مصر الأمم المتحدة رسميًا، في 20 من كانون الأول الحالي، رفض الاتفاقيات الموقعة بين تركيا و”حكومة الوفاق”، وذلك عبر سفيرها في الأمم المتحدة، محمد إدريس.

ونقلت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية قول إدريس إن توقيع رئيس وزراء “حكومة الوفاق”، فايز السراج، للاتفاقيتين ينتهك القوانين وقرارات مجلس الأمن فيما يخص حظر الأسلحة المفروض عليها.

ونشرت “أسوشيتد برس”، بيانًا صادرًا عن المتحدث باسم الحكومة القبرصية، جاء فيه أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اتفق مع الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسياديس، على “اتخاذ التدابير اللازمة لعرقلة الاتفاق” بين تركيا و”حكومة الوفاق”، واعتبر السيسي أن الوجود العسكري المحتمل في تركيا “سيخلق خطرًا فوريًا على المنطقة”.

وسبق للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن قال في 11 من كانون الأول، ضمن “منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في إفريقيا”، إن مصر “تحارب الإرهاب نيابة عن العالم على حدودها الغربية مع ليبيا”.

وأضاف أنه لا يمكن “للجماعات الإرهابية” أن تمتلك القدرة على أفعالها دون دعم قوي من الدول الداعمة، دون أن يذكر أسماء هذه الدول بشكل صريح، واعدًا بحل جذري للقضية الليبية خلال أشهر.

وتتهم القاهرة أنقرة بدعم حكومة الوفاق الليبية التي تسيطر على العاصمة طرابلس، والمعترف بها دوليًا، وهو أمر لم تخفه أنقرة عبر توقيعها اتفاقيات عسكرية مع حكومة الوفاق.

فيما نفى الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسياديس، في 20 كانون الأول الحالي، وجود أي خيارات عسكرية لحل الأزمة مع تركيا، مؤكدًا أنه على اتصال دائم مع قادة مصر واليونان ولبنان وإسرائيل، لعمل دبلوماسي مشترك لمواجهة الاتفاقيات بين تركيا و”حكومة الوفاق”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة