“Watchmen”.. كيف كان الأبطال الخارقون سيغيرون تاريخ العالم

tag icon ع ع ع

عالم سوداوي يشبه عالمنا إلى حد بعيد، يدفع بأفراد عاديين لارتداء أقنعة تخفي هوياتهم في سعيهم لتحقيق قيم “العدالة والحق” التي يؤمنون بها، لكن هل يستطيع الإنسان أن يلعب دور الإله؟ وهل له أن يفصل بين الخير والشر؟

قدم الكاتب الإنجليزي آلان مور، سلسلة القصص المصورة “Watchmen” (المراقبون) عام 1986، ناسجًا تاريخًا بديلًا للعالم الحديث، يغير فيه انطلاق الأبطال الخارقين مسار التاريخ، لتنتصر الولايات المتحدة في حرب فيتنام، ويصبح البشر على قيد أنملة من إطلاق الحرب العالمية الثالثة والحرب النووية، مع تزايد التوترات بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا.

لا تقتصر السلسلة على الأشخاص الطبيعيين، الذين تدربوا على القتال واتبعوا منهج “الحق” الخاص بهم منذ أربعينيات القرن الماضي وحسب، ولكنها تضم شخصية فريدة لعالم يتعرض لحادث في مختبره يؤدي إلى امتلاكه “قدرات خارقة”، بسعة ما يقدمه علم الفيزياء والذرات على الأرض، ليتحول إلى “إله” تشوبه البشرية.

اشتهرت النسخة السينمائية للسلسلة، التي قدمها المخرج الأمريكي زاك سنايدر عام 2009، لتحصل على نجاح تجاري، وتقود إلى تبني شركة الإنتاج الأمريكية “HBO” مسلسلًا تابعًا لأحداث قصته، في العصر الحالي “البديل”.

انطلقت أولى حلقات المسلسل، الذي ضم موسمه الأول تسع حلقات، نهاية تشرين الأول الماضي، وانتهى في 15 من كانون الأول الحالي.

سبب العمل التلفزيوني منذ حلقاته الأولى صدمة للمشاهدين، بعرضه قصة واقعية من التاريخ الأمريكي، تضمنت هجومًا من المتعصبين البيض على مناطق سكنية للأمريكيين الأفارقة في مدينة تولسا من ولاية أوكلاهوما، عام 1921.

وركز في حلقاته على موضوع التوتر العرقي والعنصرية، مقدمًا بطولة العمل للشرطية السمراء المقنعة آنجيلا بار، التي لعبت دورها الممثلة الأمريكية ريجينا كينغ.

في تاريخ المسلسل البديل، تهطل كائنات حبار هلامية من السماء وتذوب بعد دقائق، مع اعتقاد سكان الأرض أن مصدرها هو الفضاء، ورغم ابتعاد افتتاحية العمل زمنيًا عن عام 2019، إلا أن تبعاتها على الحاضر تبقى واضحة.

تستمر جماعات العنصريين في تولسا بالتخطيط لإبادة السود والملونين، وتستهدف رجال الشرطة لتدفعهم إلى ارتداء الأقنعة لإبقاء هوياتهم سرية، رغم حظر “الأبطال المقنعين” في عموم البلاد وملاحقتهم قانونيًا.

ومع انطلاق حلقاته على نمط مسلسلات الجريمة والتحقيق، إلا أنها تتطور سريعًا بألغاز وأسرار تبقي المشاهد في حيرة مستمرة وشوق لمعرفة الأحداث التالية.

لاقى العمل نجاحًا تجاريًا ونقديًا وحصل على نسبة 96% من رضا نقاد موقع “Rotten Tomatoes” المختص بتقييم الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وحصلت حلقاته على معدل 7.9 من 10 وفق تقييم مستخدمي موقع بيانات الأفلام “IMDB“.

 

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة