غارة أمريكية أنهت حياته

قاسم سليماني.. من عامل بناء إلى مهندس للوجود الإيراني إقليميًا

قائد لواء زينبيون محمد جنتي مع قاسم سليماني - (وكالة تسنيم)

camera iconقائد لواء زينبيون محمد جنتي مع قاسم سليماني - (وكالة تسنيم)

tag icon ع ع ع

على الدوام كان مجرد خروج تسجيلات مصورة أو صور لقاسم سليماني، في أثناء قيامه بجولة في إحدى الدول العربية، يُشكل مادة دسمة لوسائل الإعلام، حيث تُفرد مساحات كبيرة من التحليل والاستشراف حول الخطوة التي ستلي ظهوره.

لكن اليوم لم يكن هناك داعٍ لمعرفة ما الحدث المرتقب في المنطقة التي ظهر فيها سليماني، فقد قُتل فيها، بعملية وصفت بأنها “الأهم” في المنطقة، متخطية عملية اغتيال زعيم تنظيم “الدول الإسلامية”، “أبو بكر البغدادي” في سوريا، قبل أشهر.

شكل مقتل قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، فجر اليوم، الجمعة 3 من كانون الثاني، مع نائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” العراقي، أبو مهدي المهندس، في ضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي، صدمة للنظام الحاكم في إيران، حيث امتلأت الشاشات الإيرانية بصور سليماني مع مظاهر الحزن، ونبرات الوعيد والتهديد من قبل المسؤولين الإيرانيين، بالرد و”الثأر”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (AFP)

اللواء قاسم سليماني هو قائد “فيلق القدس” منذ عام 1998، وهي ميليشيا مسؤولة أساسًا عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية، وهو من قدامى المشاركين في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، خلال الحرب العراقية الإيرانية، وقاد فيلق “41 ثار الله”.

ذاع صيت سليماني المولود في مدينة كرمان الإيرانية عام 1957، في السنوات الماضية، لمشاركته بالعمليات العسكرية المساندة لقوات النظام السوري في سوريا، و”الحشد الشعبي” في العراق.

في بداية حياته، اشتغل سليماني كعامل بناء، إذ لم يحصل سوى على الشهادة الثانوية، ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان حتى نجاح “الثورة الإسلامية” في إيران عام 1979، لينضم إلى “الحرس الثوري”، الذي أُسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد آية الله الخميني، وتدرج حتى وصل إلى قيادة “فيلق القدس” عام 1998.

وفي منتصف عام 2012 تدخل سليماني في العمليات العسكرية الداعمة للنظام السوري، حين بدأ الأخير يُظهر عجزًا بالتصدي للمعارضة في مدينة القصير بريف حمص الغربي، التي سيطرت عليها لاحقًا ميليشيات تتبع لإيران وتتلقى دعمًا منها، بينها “حزب الله” اللبناني.

توالى بعد ذلك ظهور قاسم سليماني في مدن سورية عدة، منها حلب عقب تهجير سكان الأحياء الشرقية عام 2016، والبوكمال مطلع عام 2018، حيث كان يدير العمليات العسكرية ضد مقاتلي تنظيم “الدولة”، إضافة إلى زيارات عدة أجراها إلى دمشق، والتقى فيها برأس النظام، بشار الأسد.

وفي 2011 قام علي خامنئي، بترقية سليماني من لواء إلى فريق في “الحرس الثوري”، ويطلق خامنئي على سليماني لقب “الشهيد الحي”.

تولى سليماني بأمر من خامنئي مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول، منها لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان، حيث يختار كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط “الحرس الثوري” الإيراني، أي إنه يدير مشروع النفوذ الإيراني على نطاق أوسع من البلدان العربية، وليس في المنطقة العربية وحدها، ويعتبره البعض القائد الفعلي للجناح العسكري لـ”حزب الله” اللبناني.

وفي تشرين الأول الماضي، نفى رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، وجود سليماني ضمن قائمة الاغتيالات، لكنه أوضح أن قتله “ليس مستحيلًا”.

وكان كوهين يرد، خلال مقابلة صحفية، على ادعاء سليماني بأن الطائرات حاولت استهدافه هو وزعيم “حزب الله” حسن نصر الله في بيروت، خلال حرب لبنان الثانية عام 2006.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة