الأعمال الفنية المشتركة تستقطب الممثلين السوريين في تركيا

camera iconممثلون عرب في عرض "hub jooy ”في اسطنبول (hub jooy)

tag icon ع ع ع

إيفين خليل – برنامج “مارِس” التدريبي

“خلقنا مجتمعًا مصغرًا خاصًا بنا ضمن المجتمع”، يقول المخرج الشاب أسامة صلاح، متحدثًا عن المشروع المسرحي الذي يعمل عليه، بالمشاركة مع مجموعة من الشبان والشابات من جنسيات عربية مختلفة.

اعتمد المشروع الذي أُطلق في مدينة اسطنبول التركية، تحت اسم “Jooy Hup” على تجاوز الفروقات بين اللهجات، والاتكال على اللغة الواحدة كقاسم مشترك، إلى جانب الجغرافيا المشتركة في المغترب، حيث يصبح الاعتماد على المحلية المفرطة في العمل الفني أمرًا صعبًا.

في المشروع الذي يخرجه صلاح، وهو شاب مصري، يشارك شبان سوريون كممثلين تمكنوا من كسر فكرة العمل ذي الهوية المحلية، واكتشفوا إيجابيات الأعمال المشتركة.

وليس المسرح المشترك وحده ما استقطب الممثلين السوريين في تركيا، بل الأعمال الدرامية المشتركة أيضًا، التي باتت توفر بديلًا مناسبًا للأعمال السورية.

الثقافات المتعددة تغني المشروع

لم يواجه رامي وتار، الممثل السوري الشاب المقيم في اسطنبول، مشكلة مع اللهجات المختلفة، ولم تكن عائقًا في طريق مشاركته بأعمال فنية، فالثقافات المتعددة “لا تفقر المشروع الفني بل تغنيه، على مبدأ ثقافات متعددة تساوي أفكارًا جديدة ومختلفة، يمكن أن تتعارض في البداية ولكن في النهاية ستتطور”.

كما يشير رامي (26 عامًا) إلى أن هذا النوع من الأعمال “يوحد الجميع لخدمة هدف جميل، وهو تقديم فن هادف”، وهو ما يوافق عليه أغيد شيخو، الممثل السوري المقيم في اسطنبول أيضًا.

الدراما السورية على وجه الخصوص كانت بحاجة للتزاوج مع ثقافات أخرى لتنتج أنواعًا جديدة، وفق أغيد، فالانعزال بتقديم الفن لن يكون لمصلحة الإنتاجات المحلية.

“فزّاعة” الأعمال السورية

الرغبة في كسب ما يمنحه العمل المشترك من تزاوج ثقافي، ليست وحدها ما يدفع الشباب السوريين لها، بل تضاف إلى ذلك أسباب أخرى، منها الهروب من الأعمال السورية الخالصة.

لم يجد رامي وتار عملًا حقيقيًا يملك دعمًا جيدًا وفي ذات الوقت لا يطرح آراء سياسية، فبسبب الانقسام الحاصل في سوريا وخارجها بين “مؤيد ومعارض”، أصبح صانعو الدراما يوظفون أعمالهم لتبرز انتماءاتهم وتحيزهم، فينتجون أعمالًا تظهر الممثل متحيزًا أيضًا.

لذا يفضل الممثل الشاب عدم الخوض في صراع مع أي جهة كانت، فهو لا يعرف ما قد يخبئ له المستقبل، على غرار أغيد شيخو، الذي اعتذر عن عدة أعمال سورية لتمحور أفكارها حول “الحرب والسلطة”، إذ يجد نفسه ميالًا أكثر للأعمال التي تتوجه للإنسان وتهدف لتوعيته، وتسليط الضوء على مشاكله وقضاياه.

على مستوى آخر، توفر الأعمال المشتركة، وفق أغيد، مقابلًا ماديًا أوفر، ففكرة عمل درامي أو مسرحي توجد في مكوناته جنسيات مختلفة، تتيح له الوصول إلى فئة أكبر من المشاهدين وانتشارًا أوسع على مستوى البلدان المختلفة التي ينتمي إليها الممثلون، ما يعني نسبة أرباح أعلى.

وقد لخص رامي الفكرة التي يواجهها الممثلون من الناحية المادية بقوله، “أنا كممثل كي أعطي عملي حقه يجب أن أكون متفرغًا، والتفرغ يعني عدم العمل، وهو ما يتحول إلى مشكلة كبيرة عندما أجد نفسي لاجئًا في بلد غريب”.

أعمال مشتركة صُوّرت في تركيا

إلى جانب مشروع “Jooy Hup” الذي يتضمن لوحات مسرحية كوميدية تقام في اسطنبول، بمشاركة كتاب وممثلين من جنسيات عربية مختلفة، صُوّرت مجموعة من الأعمال الدرامية في تركيا، كبلد يجمع عددًا كبيرًا من مواطني دول عربية.

“شتاء 2016” هو أول مسلسل مصري يُصوَّر في تركيا، ويتحدث هذا المسلسل عن مجموعة من الشباب تجمعهم رحلة هروب عبر الحدود الجنوبية المصرية إلى السودان.

شارك في هذا العمل الممثل السوري همام حوت، والممثل غالب خويلد، والممثلة التونسية ريم جبنون.

مسلسل “عروس بيروت”، صُوّر أيضًا في تركيا، وهو مسلسل لبناني تدور أحداثه حول قصة حب يواجهها المجتمع بالرفض، وشارك فيه مجموعة من الفنانين السوريين مثل محمد الأحمد، ومرام علي، وضحى الدبس، ولينا حوارنة، وفائق عرقسوسي، وأيمن عرقسوسي، إلى جانب ممثلين من بلدان عربية أخرى.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة