تخطيط محكم وجهد كبير يقربان ليفربول من لقب الدوري وتحطيم أرقام قياسية

لاعبو نادي ليفربول يحتفلون بفوزهم على نادي تشيلسي الإنجليزي (ليفربول تويتر)

camera iconلاعبو نادي ليفربول يحتفلون بفوزهم على نادي تشيلسي الإنجليزي (ليفربول تويتر)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – فاضل الحمصي

يواصل فريق ليفربول السير بخطى واثقة نحو تحقيق لقب الدوري الإنجليزي، ذلك الحلم الذي طال انتظاره 30 عامًا من جماهير الفريق.

ونجح ليفربول في تحقيق 22 فوزًا هذا الموسم من أصل 23 مباراة خاضها في البريميرليغ، حيث تعادل مرة واحدة ضد مانشستر يونايتد 1-1 في تشرين الأول 2019.

ويحتل ليفربول المركز الأول في المسابقة برصيد 67 نقطة بفارق 16 نقطة عن أقرب منافسيه، مع تبقي مباراة مؤجلة لـ”الريدز” ضد وست هام.

ويبدو أن “الريدز”، بقيادة المدرب الألماني يورغن كلوب، لن يكتفي بتحقيق لقب البريميرليغ، بل سيحطم العديد من الأرقام القياسية في حال استمراره على المنوال ذاته.

 

تكتيك محكم

يمتاز أسلوب المدرب الألماني يورغن كلوب بالاستفادة القصوى من إمكانيات لاعبيه، حيث يستغل السرعة الموجودة لدى أغلب اللاعبين بتنفيذ هجمات مرتدة سريعة، بالإضافة لممارسة الضغط العالي لإرباك دفاعات الخصم، وخطف الكرات، وتشكيل هجمات مباغتة منها، وهذا الأسلوب منح الريدز العديد من الأهداف المهمة.

من ناحية الرسم التكتيكي، يعتمد كلوب غالبًا على خطة 4-3-3، مع وجود صانع ألعاب شبه حر في النصف الثاني من الملعب، وذلك ليساعد على نقل الكرة بسرعة للثلاثي الهجومي، وبالأخص عندما يتحرك أحدهم بسرعة ويستفيد من الكرات البينية التي تصله من خط الوسط. كذلك يعتمد الألماني الخبير على تبادل المراكز بين محور خط الوسط ولاعب الارتكاز، وهذا يساعد في عمليتي التحضير والبناء، ويوفر قدرًا كافيًا من فرص التمرير بين دفاعات الخصم.

ويعتمد كلوب كذلك على ظهيرين متحركين يتقدمان باستمرار، ويتوغلان في دفاعات الخصم، ثم يلعبان كرات عرضية مرتفعة أو على الأرض ليستفيد منها مهاجمو الفريق.

الأساليب التي يعتمد عليها كلوب لم يتمكن أي فريق من إيقافها في هذا الموسم، حتى الفيلسوف غوارديولا، ومن أبطل سحر كلوب كان فريق نابولي فقط، إذ تمكن من التغلب عليه في مباراة الذهاب من دوري أبطال أوروبا بهدف دون مقابل، ثم عاد نابولي ليخطف نقطة ثمينة من ليفربول في ملعبه وبين جماهيره. ربما تمكن نابولي من الفوز على الريدز لأنه تمكن من مجاراته بالسرعة، ومنع كلوب من الاستفادة من أهم مميزات لاعبيه.

 

التفاصيل الصغيرة تصنع الفرق!

لا يترك كلوب شيئًا للمصادفة، ويفكر في أدق التفاصيل في المباريات، حتى تنفيذ رميات التماس، الذي يعتبر أمرًا روتينيًا لا يلتفت إليه معظم أندية العالم، لكن كلوب لم يترك ذلك يمر من تحت يده، وسعى لتطوير الرميات والاستفادة منها قدر المستطاع.

ونشرت إحدى الصفحات الرياضية على موقع “فيس بوك” قصة كلوب مع رميات التماس، وجاء فيها أن يورجن قرأ خبرًا في صحيفة “بيلد” الألمانية عن لاعب بوروسيا مونشنجلادباخ أندرياس بولسن، وكيف تحسنت رميات التماس الطويلة التي يلعبها من 25 مترًا إلى 38 مترًا من خلال العمل مع مدرب لرميات التماس، وعلى الفور، قرر كلوب الاتصال بالمدرب، ولم يأخذ الأمر سوى دقائق من اللقاء الأول حتى اتفق معه على البدء بتدريب لاعبي ليفربول على رميات التماس.

بعد التعاقد مع داني غرونيمارك، المدرب المتخصص بتنفيذ رميات التماس، تحسن أسلوب تنفيذ تلك الرميات بشكل واضح، وأشاد به كلوب في أكثر من مناسبة، وأشار إلى أن فريقه صار يملك أكثر من 18 طريقة مختلفة لتنفيذ رميات التماس، ما أتاح الكثير من “الحلول المذهلة” في خلق الفرص وتحقيق الأهداف، على حد وصف كلوب.

وأشار يورغن على سبيل المثال، إلى أن الظهير الأيسر أندي روبروتسون تحسن مستواه كثيرًا في تنفيذ رميات التماس، وأصبح قادرًا على رمي الكرة لمسافة ستة أمتار فأكثر، كما أصبح أكثر سرعة ودقة في تنفيذها.

 

أرقام قياسية جديدة قد يحطمها ليفربول

تشير المتابعة الدقيقة لمسيرة ليفربول هذا الموسم إلى أنه قد يحقق نتائج مذهلة بالفعل، وفي حال أكمل مسيرته الناجحة، سيكون قريبًا من تحقيق “الكأس الذهبية”، التي يحصل عليها الفريق الذي يفوز ببطولة الدوري دون أي هزيمة، ويعتبر أرسنال هو الفريق الوحيد التي حصل عليها عام 2003، وذلك منذ الانطلاقة الجديدة للبريميرليغ منتصف التسعينيات.

كذلك يبدو ليفربول قريبًا جدًا من تحقيق ذات الرقم القياسي المسجل باسم مانشستر سيتي في موسم 2017-2018، عندما حصد السيتي 100 نقطة، وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

وبعد الفوز الأخير على وولفرهامبتون، أصبح ليفربول على بعد 27 نقطة فقط من الفوز بلقب البريميرليغ، إذا واصل الريدز حصد النقاط في جميع المباريات المقبلة، فمن الممكن أن يكون 4 من نيسان المقبل هو موعد فوزه باللقب، ما يعني تحطيمه رقم مانشستر يونايتد الذي حققه الشياطين الحمر عام 2001 في 14 من نيسان. وإذا فاز ليفربول بالبريميرليغ في 4 من نيسان المقبل، سيكسر رقم الشياطين الحمر، فحينها سيتبقى للريدز ست مباريات وليس خمسًا كما كان حال مانشستر يونايتد.

رقم قياسي آخر قد يحققه ليفربول وهي الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي، ولا تزال حظوظه في جميعها قائمة حتى الآن.

ومع كل هذه التوقعات، خشي المدرب كلوب من حدوث تراخٍ في صفوف الفريق، فبادر للتصريح في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الفوز على وولفرهامبتون، “لن أقول إن الأمر انتهى، طالما أنه لم ينتهِ بشكل رسمي، لم نحسم اللقب حاليًا، ومن ثم، لماذا نفكر في الأمر؟” وأضاف، “لا أفكر في الضغوطات الخاصة بالتتويج باللقب، وسأسأل عن فارق النقاط الحالي بيننا وبين المنافسين، كوني لا أعرفه بالضبط”.

 

الخبراء يتوقعون حسم ليفربول للبريميرليغ مبكرًا

أشاد العديد من خبراء كرة القدم بالمستوى الرائع الذي يقدمه ليفربول في الموسم الحالي، حتى إن بعضهم توقع حسم اللقب مبكرًا، وقبل جولات كثيرة من نهايته ومنهم السيد بول ميرسون، محلل شبكة سكاي سبورت الإنجليزية، الذي قال إن ليفربول هو المرشح الأول بالنسبة له للفوز ببطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز.

وقال جاري لينيكر، أسطورة المنتخب الإنجليزي ومقدم البرامج الرياضية في بريطانيا، إن فريق ليفربول ربما يكون قد أحرز لقب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه على مانشستر يونايتد قبل أسبوعين، بينما توقع جاري نيفيل، لاعب مانشستر يونايتد السابق، اقتراب ليفربول من تحقيق اللقب، وأضاف أن من المؤلم أن يرى غريمه ليفربول يخطو خطوة كبيرة نحو أول لقب له في الدوري منذ 30 عامًا.

من جهته تحدث المدير الفني لفريق تشيلسي، فرانك لامبارد، عن ليفربول بإعجاب كبير، وأضاف أن هناك ثلاثة أشياء ميّزته عن الآخرين، وهي البيئة الجيدة والأجواء الممتازة للاعبين، ودمج اللاعبين الشباب وإدخالهم إلى الفريق وتطورهم السريع، إلى جانب التعاقد مع لاعبين مميزين خلال الفترة السابقة. وعلّق لامبارد، “ما يحصده كلوب الآن هو تتويج لأربع سنوات من العمل، كلوب حوّل ليفربول إلى فريق لا يصدق بعد أن حل محل بريندان رودجرز في تشرين الأول 2015”.

يقول كثيرون إنه لا يوجد ما هو مضمون في كرة القدم، وأحوال أي فريق معرضة للتدهور في أي لحظة، ويتساءلون: ماذا لو عانى الفريق من الإصابات وغاب نجومه الأساسيون لفترات طويلة؟ هل يستطيع السير على نفس المنوال؟ لكن آخرين يجيبون أن عمل المدرب يورغن كلوب خلال السنوات الماضية، هيأ ليفربول للتعامل مع جميع حالات الطوارئ، ولن يكون بمقدور أي فريق مجاراة ليفربول في هذا الموسم، وتحقيقه للقب مسألة وقت فقط.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة