تحركات إسرائيلية تجاه التطبيع مع دول عربية

السلطان قابوس- عبد الفتاح برهان- محمد بن سلمان- أنور قرقاش- بنيامين نتنياهو (تعديل عنب بلدي)

camera iconالسلطان قابوس- عبد الفتاح برهان- محمد بن سلمان- أنور قرقاش- بنيامين نتنياهو (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، مساء أمس، الاثنين 3 من شباط، عبر “تويتر”، إنه التقى برئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان.

ويعد اللقاء خطوة جديدة من سلسلة تحركات لإسرائيل باتجاه تطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية.

في حين نفت الحكومة السودانية الانتقالية، عبر الناطق الرسمي باسمها، وزير الثقافة والإعلام، فيصل محمد صالح، معرفة الحكومة السودانية باللقاء الذي جرى في أوغندا.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، مساء أمس، بيانًا صادرًا عن الحكومة بينت فيه عدم إخطارها بشأن اللقاء، مؤكدة أنها تنتظر توضيحات من البرهان عند عودته إلى الخرطوم.

https://twitter.com/SUNA_AGENCY/status/1224447919467548678

وقال نتنياهو عبر حسابه الرسمي في “تويتر” إنه اتفق مع البرهان على “إطلاق تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”.

اللقاء الإسرائيلي بالبرهان ليس الأول على الصعيد العربي، إذ سبق أن تحركت إسرائيل باتجاه محاولة تطبيع علاقاتها مع دول عربية لا تملك معها أي اتفاقيات سلام أو علاقات دبلوماسية، وهو ما أكده نتنياهو أكثر من مرة.

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية، في 23 من تموز 2019، تصريحات لنتنياهو قال فيها إن حكومته تبذل “جهودًا خفية” لتعزيز علاقاتها مع عدد من الدول العربية.

كما أعلن، عبر “تويتر”، عن علاقات مستمرة تجمع الاحتلال الإسرائيلي مع ست دول عربية لم يسمِّها.

من جهتها قالت صحيفة “THE WASHINGTON POST” إن اللقاء في أوغندا “هدفه مساعدة السودان على تحسين موقفه مع الولايات المتحدة الأمريكية، ورفع العقوبات المفروضة عنه وإنهاء العزلة الدولية”، بحسب الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن أهداف إسرائيل من تطبيع علاقاتها مع السودان تشمل عدة ملفات، أهمها إعادة أكثر من ثمانية آلاف طالب لجوء سوداني في إسرائيل، بالإضافة إلى الحصول على موافقة التحليق فوق الأجواء السودانية، وهو ما يعني تقصير مدة الرحلات باتجاه أمريكا الجنوبية بشكل كبير.

وأضافت الصحيفة أن اللقاء الذي جمع بين الطرفين كان بتنظيم ودعوة إماراتية، بحسب ما نقلته عن مسؤول عسكري سوداني، تخفظ على ذكر اسمه، كما أن مصر والسعودية كانتا على علم مسبقًا بالاجتماع.

تحركات إسرائيلية تستهدف الدول العربية

شهدت نهاية العام الماضي 2019 محاولات إسرائيلية لتوقيع معاهدة “عدم اعتداء” مع أربع دول عربية، هي المغرب والإمارات وسلطنة عمان والبحرين.

وقالت صحيفة “القدس العربي“، في 5 من كانون الأول 2019، إن إسرائيل حاولت توقيع المعاهدة بوساطة أمريكية، وربطت بين الاتفاقية واتهامات الفساد التي يواجهها نتنياهو.

وفي 26 من تشرين الثاني 2018، زار نتنياهو سلطنة عمان بشكل مفاجئ، والتقى السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وأعلن نتنياهو بعدها عن موافقة السلطنة على مرور الطيران الإسرائيلي المدني فوق أجوائها، بحسب ما نقلته قناة “روسيا اليوم” وأكدته “الأناضول” التركية، نقلًا عن نتنياهو.

ومن شأن ذلك توفير الأوقات الطويلة للرحلات الجوبة إلى الهند وشرق آسيا، في حال استطاع الإسرائيليون التوصل مع السعودية إلى اتفاق بهذا الشأن.

بعد زيارة نتنياهو لسلطنة عمان، وما رافقها من اهتمام إعلامي، بدأت بعض مظاهر التطبيع في دول عربية، وأخذت الطابع الرياضي، إذ شهدت بطولة العالم للجمباز التي نظمتها قطر، من 25 من تشرين الأول حتى 3 من تشرين الثاني 2019، مشاركة الفريق الإسرائيلي، وتم عزف نشيده الوطني، ورفع علمه، لكن من دون طباعة اسم “إسرائيل” أو العلم على قمصان الفريق.

إضافة إلى ما سبق، حضر سفراء البحرين وعمان والإمارات العربية المتحدة حفل إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونتنياهو عن صفقة القرن، الذي لاقى رفضًا عربيًا عبر جامعة الدول العربية، وأمميًا عبر الأمم المتحدة.

وسبق ذلك إعلان الخارجية الإسرائيلية السماح لإسرائيليين بزيارة المملكة العربية السعودية.

قابل الإعلان الإسرائيلي، تصريحات لوزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، قال فيها لقناة “CNN” الأمريكية، إن بلاده لا تملك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وبالتالي “لا يمكن لحاملي جواز السفر الإسرائيلي زيارة المملكة في الوقت الراهن”.

وربط وزير الخارجية السعودي تطبيع بلاده العلاقات مع إسرائيل بعملية السلام ضمن المبادرة العربية التي تبنتها جامعة الدول العربية في عام 2002، والتوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وسبق لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن قال في تصريحات لمجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، إن لشعب إسرائيل الحق في العيش على أرضه بسلام.

الموقف السعودي الرسمي والمعلن يختلف عن التصريحات الإماراتية، التي دعا وزير شؤون خارجيتها، أنور قرقاش، عدة مرات إلى التطبيع مع إسرائيل والانفتاح عليها، كما وصف الحوار معها بالإيجابي.

وقال أنور قرقاش، في 27 من آذار 2019، إن تسريع وتيرة التطبيع بين العرب وإسرائيل، من شأنه أن يساعد على التوصل لحل للصراع، معتبرًا أن قرار الدول العربية عدم التحاور مع إسرائيل “عقّد المسائل”.

ومن جهة أخرى، زارت وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا إمارة أبو ظبي، نهاية تشرين الأول 2019، على رأس وفد رياضي للمشاركة في بطولة العالم للجودو.

وانتشر فيديو يظهر الوزيرة وهي متأثرة بعزف النشيد الوطني الإسرائيلي (هاتكفا) ورفع العلم الإسرائيلي، بعد فوز أحد أعضاء الفريق بميدالية ذهبية.

وقالت ريغيف، في اتصال أجرته معها إذاعة الجيش الإسرائيلي، “صرخت بينما كان النشيد يُعزف، كان ماريوس فيزر (رئيس الاتحاد الدولي للجودو) يقف بجانبي، وقد سالت من عينه دمعة، بعدما شاهد كيف عبّرنا عن مشاعرنا، كان الأمر مؤثرًا جدًا”.

وتشير تقارير إلى تعاون بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في قطاع التكنولوجيا والتجسس، بحسب ما ذكره معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى“، في 17 من كانون الثاني 2019.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة