سياسة “قضم المناطق” مستمرة.. تجاهل سوري للتهديدات التركية

camera iconقوات النظام السوري في تل طوقان بريف إدلب- 5 من شباط 2020 (AFP)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

واصلت قوات النظام السوري اتباع سياسة “قضم المناطق” للتقدم في مناطق سيطرة المعارضة بالشمال السوري، سواء في ريف حلب أو في إدلب وريفها.

“سياسة القضم” لدى قوات النظام ليست جديدة، بل اتبعتها خلال السنوات الماضية، وتقوم على تجزئة جبهات القتال والسيطرة عليها بشكل متتابع، متسلحة بالكثافة النارية والغطاء الجوي، في حين لم تستطع فصائل المعارضة إيقاف هذه السياسة، واتبعت أسلوب شن غارات على مواقع النظام، وتنفيذ عمليات تفجير عربات مفخخة بهدف استنزافه.

ريف حلب

أحدث خطوات النظام باتباع سياسته كانت في ريف حلب الجنوبي، بعد فشله في إحراز أي تقدم على جبهة الريف الغربي بسبب مقاومة الفصائل المتمثلة بـ”الجيش الوطني” السوري و”هيئة تحرير الشام”، إلى جانب دخول “الحزب الإسلامي التركستاني” ميدان المعارك.

وبدأت قوات النظام السوري معركة للسيطرة على الطريق الدولي دمشق- حلب، عبر فتح محورين، الأول كان من ريف إدلب الشرقي والجنوبي، وتمكنت فيه من السيطرة على منطقة معرة النعمان، إلى جانب مدينة سراقب التي تقع على نقطة تقاطع الأوتوسترادين (دمشق- حلب M5، واللاذقية- حلب M4).

وتزامن ذلك مع هجوم شنته قوات النظام في ريف حلب الغربي بهدف السيطرة على أطراف الطريق الدولي، إلا أنه بسبب تصدي الفصائل ووضع ثقلها في المعركة فشل تقدم قوات النظام، إذ لم تستطع بعد أسبوعين من المعركة السيطرة إلا على بعض المناطق الصغيرة مثل “الراشدين 5″، في حين تدور معارك يومية في جبهة “الراشدين 4” وجمعية الصحفيين.

وتعلن “الجبهة الوطنية للتحرير” و”هيئة تحرير الشام”، يوميًا، عن خسائر قوات النظام والميليشيات المرادفة لها في ريف حلب الجنوبي والغربي، وفي وقت يتجاهل الإعلام الرسمي الخسائر، تنعى صفحات وشبكات موالية للنظام قتلى في المعارك بشكل دوري.

ودفع تصدي الفصائل إلى تحويل بوصلة المعارك إلى ريف حلب الجنوبي، وبدأت قوات النظام بالسيطرة على قرى وبلدات المنطقة بشكل متسارع منها زيتان وبرنة، ووصلت إلى بلدة العيس وتلتها التي تضم نقطة مراقبة تركية وحاصرتها غير آبهة بتهديدات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

وكان أردوغان هدد بشن عملية عسكرية واسعة في إدلب في حال استمرار تقدم قوات النظام وحصارها نقاط المراقبة التركية، وقال في كلمة له أمام حزب “العدالة والتنمية”، الأسبوع الماضي، “قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب، وستقوم بعمليات عسكرية إذا اقتضت الضرورة”.

وحدد أردوغان مهلة لقوات النظام خلال شهر شباط الحالي للانسحاب من المناطق المحيطة بنقاط المراقبة التركية، لكن النظام السوري لم يعطِ التهديدات التركية أي أهمية، واستمر بالتقدم مدعومًا بالطيران الروسي، بانتظار رد تركيا وتنفيذ تهديداتها.

أين السلاح الثقيل؟

وطرح التقدم السريع لقوات النظام بريف حلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي تساؤلات حول أسباب ذلك، بالإضافة إلى غياب السلاح الثقيل الذي ظهر على جبهات ريف حلب، في تسجيل نشره “الحزب الإسلامي التركستاني”، عبر منصته الإعلامية “صوت الإسلام“، في 7 من شباط الحالي.

ويظهر التسجيل استخدام السلاح الثقيل في المعارك، من بينها راجمات صواريخ وقذائف مدفعية، إلى جانب مضاد طيران ودبابات وصواريخ مضادة للدروع.

ويأتي ظهور استخدام الأسلحة الثقيلة في حلب في ظل غيابها عن جبهات القتال في إدلب وريفها، وقال قيادي في “الجيش الحر” بريف إدلب، طلب عدم ذكر اسمه، في وقت سابق لعنب بلدي، إن “هيئة تحرير الشام” سحبت سلاحها الثقيل من جبهات إدلب إلى ريف حلب الغربي.

لكن مسؤول التواصل الإعلامي في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، أكد أن السلاح الثقيل موجود على محاور إدلب أكثر من كل المحاور الأخرى، وما أشيع عن سحبه غير صحيح.

وأشار، في حديث سابق مع عنب بلدي، إلى أن طبيعة المعركة في إدلب ووجود طائرات الاستطلاع وامتلاك الطرف الثاني آلية توجيه ضربات دقيقة جدًا للأهداف، أدى إلى “تغيير لوجستي في تحريك وتأمين السلاح الثقيل ونزوله في الوقت والمكان المناسب في أرض المعركة”.

ومن المتوقع أن تتابع قوات النظام تقدمها وصولًا للسيطرة على الطريق الدولي “M5” بانتظار التفاهمات التركية- الروسية الجديدة التي بدأ التفاوض حولها بوصول وفد روسي إلى أنقرة، السبت الماضي.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة