إدلب.. اجتماعات وتهديدات تركية يقابلها تقدم للنظام على الأرض (خريطة)

قافلة من العربات المدرعة التابعة للقوات التركية عبر منطقة الريحانية في طريقها إلى الحدود السورية- 10 من شباط 2020 (الاناضول)

camera iconقافلة من العربات المدرعة التابعة للقوات التركية عبر منطقة الريحانية في طريقها إلى الحدود السورية- 10 من شباط 2020 (الاناضول)

tag icon ع ع ع

تسارعت الأحداث السياسية والعسكرية في الشمال السوري وخاصة في إدلب وريفها وريف حلب الجنوبي، وسط تصعيد من قبل قوات النظام السوري تقابله ضبابية في الموقف التركي.

وشهدت الساعات الماضية التي أعقبت مقتل خمسة جنود أتراك في مطار تفتناز بقصف لقوات النظام السوري، ليرتفع عدد القتلى الأتراك في إدلب خلال أسبوع إلى 12 جنديًا، تصريحات تركية واجتماعات أمنية بحضور كبار المسؤولين الأتراك.

قصف قوات النظام

وردًا على مقتل الجنود، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان لها أمس، الاثنين 10 من شباط، قصف 115 هدفًا لقوات النظام ما أدى إلى تحييد 101 من عناصره، بحسب البيان.

كما أعلنت الوزارة أنها أعطبت ثلاث دبابات ومنصتي مدفعية وأصابت مروحية تابعة لقوات النظام، مشيرة إلى أن الرد جاء في إطار قواعد الاشتباك وحق الدفاع المشروع عن النفس.

وأكدت الوزارة أن الرد على قوات النظام متواصل في إطار الدفاع عن النفس، مشددة على أنها تتابع تطورات الأحداث في إدلب وتتخذ التدابير اللازمة.

وتزامن ذلك مع استمرار تركيا بإرسال أرتال عسكرية إلى داخل محافظة إدلب، وبحسب وكالة “الأناضول” فإن تعزيزات من القوات الخاصة (الكوماندوز) توجهت إلى نقاط المراقبة فيها.

اجتماعات أمنية

أما على مستوى الاجتماعات فقد عقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اجتماعًا مباشرًا مع وزير الدفاع، خلوصي آكار، عقب مقتل الجنود مباشرة، بحسب الإعلام التركي.

كما ترأس أردوغان اجتماعًا أمنيًا في العاصمة أنقرة، لبحث الخطوات التي ستُتخذ ردًا على مقتل الجنود الأتراك، بحسب ما ذكرته وكالة “الأناضول”.

وحضر الاجتماع كل من نائب الرئيس، فؤاد أقطاي، ووزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، ووزير الدفاع، خلوصي أكار، ورئيس الأركان، الفريق أول يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات، هاكان فيدان، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية، إسماعيل دمير، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة، فخر الدين ألطون.

وقرر القادة الأتراك “الرد بالمثل على الهجوم، وألا تذهب دماء الشهداء سدى”، بحسب “الأناضول”، كما أكدوا عدم تردد تركيا في ضمان أمن حدودها وعدم حصول موجة نزوح وكارثة إنسانية في إدلب.

وتزامن ذلك مع إطلاق تصريحات من قبل مسؤولين أتراك، توعدوا فيها قوات النظام بالانتقام لمقتل الجنود الأتراك.

وقال المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، عمر جليك، إن “جيش بلاده سيفعل ما يلزم حتى تنسحب قوات النظام السوري من المناطق التي توغلت فيها مؤخرًا في إدلب”.

وأضاف جليك أن الانسحاب من نقاط المراقبة التركية في إدلب غير وارد، مشيرًا إلى أن القوات التي دفعت بها تركيا مؤخرًا هي من أجل دفع النظام إلى وراء الحدود التي انتهكها.

اجتماع روسي- تركي

وكان وفدان، تركي وروسي، عقدا اجتماعًا ثانيًا، أمس، بعد اجتماع أول لم يتم التوصل فيه إلى نتائج، الأسبوع الماضي.

ولم تصرح تركيا أو روسيا عن نتائج الاجتماع، إلا أن التحركات العسكرية على الأرض والتصعيد الروسي مؤشر على فشله وعدم الاتفاق على حل يرضي الطرفين.

والتقى الوفد الروسي بالمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الذي طالب موسكو الوفاء بمسؤولياتها حيال وقف الانتهاكات لاتفاق “سوتشي” بصفتها أحد الضامنين له.

وأكد قالن للوفد الروسي ضرورة تنفيذ اتفاق سوتشي، ووقف قوات النظام الهجمات ضد النقاط التركية، مهددًا بأن استهداف القوات التركية لن يبقى دون رد، كما ستتخذ أنقرة مختلف التدابير ضد الهجمات الهادفة إلى تقويض المسار السياسي في سوريا.

جيفري إلى تركيا

ويصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، إلى العاصمة أنقرة، اليوم، لبحث أحدث التطورات في إدلب، قبل التوجه إلى ألمانيا لنفس الموضوع.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أن جيفري سيناقش مع مسؤولين أتراك هجمات قوات النظام بدعم روسي في إدلب، إضافة إلى تطبيق القرار 2254 المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية

وصدرت تصريحات أمريكية خلال الأسبوع الماضي، حول إمكانية دعم تركيا في محافظة إدلب.

وقال جيفري، بحسب موقع “الحرة“، في 6 من شباط الحالي، إن الولايات المتحدة تبحث سلسلة خيارات لمواجهة التطورات في محافظة إدلب، مؤكدًا أن واشنطن تسأل الأتراك عن أي مساعدة يحتاجونها.

وأضاف “لدى الأتراك جيش قادر وكفء، وهم الآن يعززون مواقعهم، ولا نرى أي مؤشر على أن الأتراك سينسحبون من نقاط المراقبة في إدلب”.

قوات النظام تتقدم بريف حلب

وتزامنت التحركات السياسية مع تقدم قوات النظام عسكريًا على الأرض، إذ دخلت في عمق ريف حلب الجنوبي وسيطرت على عدة مدن وبلدات.

وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب أن قوات النظام سيطرت على كفر حلب وخربة جزرايا وحرش كفر حلب والقناطر وميزنار، لتغدو على بعد 12 كيلومترًا من مدينة الأتارب الاستراتيجية.

وبحسب المراسل فإن مئات المدنيين بدؤوا بالنزوح من مدينة الأتارب مشيًا على الأقدام، خوفًا من تقدم قوات النظام في ظل درجات الحرارة المتدنية التي تصل إلى أربع درجات تحت الصفر.

كما قصف الطيران الروسي والتابع النظام السوري مدن وبلدات ريف حلب الجنوبي والغربي، ما أدى إلى مقتل 13 مدنيًا من بينهم ثمانية أطفال، وأصيب 12 آخرون، بحسب ما أعلنه “الدفاع المدني” في حلب عبر “فيس بوك”.

وحتى الآن يبقى الموقف التركي ضبابيًا حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها في إدلب لمنع تقدم قوات النظام أكثر، في ظل تهديد وجهه أردوغان، الأسبوع الماضي، بشن عملية عسكرية واسعة في حال لم تنسحب قوات النظام خلف نقاط المراقبة التركية خلال شباط الحالي.

خريطة السيطرة الميدانية في شمال غربي سوريا - 11 من شباط 2020 (Livemap)

خريطة السيطرة الميدانية في شمال غربي سوريا – 11 من شباط 2020 (Livemap)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة