مطالب أممية ورواية روسية.. ما وضع “الممرات الآمنة” شمال غربي سوريا؟

نزوح الأهالي من منطقة الأتارب غربي حلب مشيًا على الأقدام نتيجة تقدم قوات النظام والقصف المكثف لقوات النظام على المنطقة - 11 شباط 2020 (عنب بلدي)

camera iconنزوح الأهالي من منطقة الأتارب غربي حلب مشيًا على الأقدام نتيجة تقدم قوات النظام والقصف المكثف لقوات النظام على المنطقة - 11 شباط 2020 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

دعت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميشيل باشليه، إلى إقامة ممرات إنسانية لحماية المدنيين شمال غربي سوريا، فيما أعلن النظام السوري عن إشرافه على فتح ممرين لعبور المدنيين في كل من إدلب وحلب.

وقالت باشليه في بيان، أمس، الثلاثاء 18 من شباط، “لم يعد هناك وجود لملاذ آمن. ومع تواصل هجوم القوات الحكومية والزج بالناس باتجاه جيوب أصغر وأصغر، أخشى من أن مزيدًا من الناس سيقتلون”.

وعبرت باشليه عن قلقها “إزاء فشل الدبلوماسية التي يجب أن تضع حماية المدنيين قبل أي انتصارات سياسية وعسكرية”.

وأضافت، “كيف يمكن لأحد تبرير تنفيذ هجمات عشوائية وغير إنسانية كهذه؟”، واصفة الأزمة الإنسانية الناجمة عن اشتداد العمليات العسكرية بـ”المروعة”.

وحول ما يعانيه هؤلاء النازحون قالت، “يواجهون حاليًا خطرًا هو الأكبر على الإطلاق، مع قليل من الأمل أو الضمانات للعودة الآمنة والطوعية إلى مناطقهم الأصلية أو المناطق التي يختارونها”.

وحثت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان جميع الأطراف على فتح ممرات إنسانية تسمح بمرور آمن للمدنيين العالقين.

في الأثناء أعلن النظام السوري عن إشرافه على فتح ممرين إنسانيين في ريفي حلب وإدلب لخروج المدنيين.

وقالت وكالة “سانا” الرسمية للأنباء، أمس الثلاثاء، إن النظام سيفتتح ممرًا إنسانيًا في منطقة “مجيرز” غربي مدينة سراقب بريف إدلب، وآخر في منطقة “ميزناز” الواقعة بريف حلب الغربي.

ولم تعلق المعارضة على الوضع في هذه المعابر، لكن مراسلي عنب بلدي في المنطقة أكدوا أن الحركة متوقفة عند هذه المعابر ولا يخرج مدنيون منها إلى مناطق سيطرة النظام.

وأشار المراسلون إلى أن جبهة ميزناز لا تزال مشتعلة والاشتباكات فيها لم تتوقف.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، في 12 من كانون الثاني الماضي، عن إقامة ثلاث نقاط تفتيش للمدنيين لمغادرة إدلب.

وقال مدير المركز الروسي للتنسيق في سوريا التابع للوزارة، يوري بورينكوف، إن مركز المصالحة أقام بالتعاون مع قوات النظام السوري ثلاثة ممرات إنسانية في المناطق المحيطة بـ “الحاضر” بمحافظة حلب، و”أبو الظهور” بمحافظة إدلب، و”الهبيط “بمحافظة حماة.

وأوضح أن الممرات سوف تعمل على مدار الساعة، وستُوفر وسيلة نقل ومساعدة طبية للمغادرين.

وتزامنًا مع ذلك أسقطت طائرات النظام منشورات تحث المدنيين على الرحيل من مناطق سيطرة المعارضة.

وكُتب على هذه المنشورات،”سلامتكم في مغادرتكم مناطق الجماعات المسلحة والتوجه نحو المعابر الرسمية التي فتحتها الحكومة”.

وسبق أن رصدت عنب بلدي غياب خروج المواطنين من معبر “العيس” بين مناطق النظام والمعارضة في كانون الثاني الماضي، على خلاف الرواية الرسمية.

ويأتي ذلك في ظل حملات عسكرية مستمرة لقوات النظام السوري، بدعم من الطيران الروسي، على مناطق إدلب وريفها منذ تشرين الثاني 2019، ودخلت مناطق حلب وريفها منذ منتصف كانون الثاني الماضي ضمن العمليات العسكرية، رغم اتفاق “التهدئة” الموقع في 12 من الشهر الماضي، بين تركيا وروسيا.

وأسفرت هذه العمليات عن نزوح 900 ألف شخص منذ كانون الأول 2019، وسط موجات البرد والصقيع، وفقًا للأمم المتحدة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة